-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

المعز لدين الله الفاطمي " 969 -- 979 " م

 المعز لدين الله الفاطمي " 969 -- 979 " م 

في هذه المدونة سوف نتعرف اكثر على الخليفة المعز لدين الله الفاطمي من خلال 
سياسته الغير ثابتة 
وفاته 
حقيقة لابد أن تقال 






 سياسة غير ثابتة : 
 كان من أكثر الحكام تسامحاً وأوسعهم صدراً ، كما كان سياسياً محنكاً . وكان واسع العلم ، ويعرف عدة لغات . فكان يجيد اللغات اليونانية والسودانية ولغة البربر" شمال أفريقيا " ، كما كان يتكلم السلافونية ليتحدث بها مع عبيده الذين جلبهم من شرقى أوروبا . وفي جانب اللغة العربية التي كان يجيدها حفظ الشعر العربي وبالإضافة إلى ذلك فقد كان خطيباً بارعاص غلى حد أنه كان يستذرف الدموع من عيون سامعيه . وإلى جانب هذا كان جواداً كريماً منصفاص يحب العدالة . كما كان المعز ولوعاً بالعلوم الروحية . ولذلك كان يدعو رجال الدين من مسلمين وأقباط ويهود ليتناقشوا في حضرته بكل صراحة --- ولكن على الرغم من هذه الصفات الطيبة التي كان يتحلى بها المعز لدين الله فالسياسة لها مقتضياتها -- وكان يدرك تماماً أنه يستطيع حكم البلاد وهو أمام تيار العداء العام. فقد حاول أن يتقرب إلى السنيين ، وذلك بإظهار شيء من النفور إزاء الذميين . لذلك نجده يلغى التقليد الذي بدأه الإخشيديون من حضور الحفلات الخاصة للنصارى . وكمنع الأقباط في عيد النيروز من جمع الحسنات من العظماء ، ومن عادة رش المارة بالماء العكر أو إشعال الصواريخ في هذه المناسبة . كما حرم عليهم نصب الخيام والتنزه بالزوارق في النيل بالقرب من المقياس في ليلة عيد الغطاس . وهدد بالإعدام شنقاً كل من يخالف أوامره . فكف النصارى عن الاحتفال بهذه الأعياد طيلة عهده . أما الأستاذ الدكتور جمال الدين سرور في كتابه الدولة الفاطمية في مصر فيقدم رأياً يخالف الرأى الأول . وهو أن بعض خلفاء الفاطميين بعد أن جاءوا إلى مصر بمذهب شيعى خالفوا به جمهور المسلمين ، إنهم بحاجة إلى من يعاونهم لتثبيت سلطانهم . ولما أيقنوا أنه من المتعذر عليهم الاعتماد على السنيين في مصر --- وهم أصحاب الدعوة العباسية -- قربوا إليهم أهل الذمة وأظهروا لهم كثيراً من التسامح . واستخدمهم في أهم شئون الدولة . على أن هذه السياسة لم يتماسك بها الفاطميون . فكثيراً ما اضطروا إلى العدول عنها . إيمان المعز بالمسيحية ومعموديته : يذكر الفريد بتلر المؤرخ الأنجليزى الذي كتب كتاباً في مجلدين عن كنائس مصر القديمة أن المعز بعد نقل جبل المقطم أمر بهدم المسجد الذي كان يقع مقابل كنيسة أنبا شنودة بمصر القديمة . وأنه اعتمد في المعمودية التي بجوار هيكل يوحنا المعمدان . وأنه تنازل عن كرسي الخلافة لابنه العزيز بأمر الله ، وصرف أيامه الأخيرة في العبادة في أحد الأديرة . وأورد هذه القصة ابن المكين في القرن الرابع عشر ، وذكرها مرقس باشا سميكة . وإن كان المؤرخون المسلمون ينفون بشدة هذه الواقعة --- لكننا نقول أنه وإن كان اعتناق المعز لدين الله المسيحية لم يذكره مؤرخ مشهور ، لكن الملابسات كلها تدل على صدق القصة وواقعيتها --- فمثلاً يحيي بن سعيد الانطاكي المتوفى سنة 1066 م في كتابه " صلة كتاب سعيد بن بطريق المسمى التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق -- وإن كان لم يشر إلى معجزة جبل المقطم ونقله ، لكنه بدون قصد أن خبر موت المعز لدين الله ظل مكتوماص زهاء تمانية أشهر ، وأنه في يوم من الأيام قبل وفاته ، جعل أسرته تبايع ابنه العزيز بالخلافة . 
 وفاة المعز : 
 ويقول الدكتور جاك تاجر في كتابه أقباط ومسلمون " غير أن هناك نقطة ما زالت تقلقنا : لقد أثار المعز --- وهو أول خليفة نزل مصر -- إشاعات حول وفاته ، ولم يتردد فيها التاريخ القبطى حيث يقول أن هذا الخليفة ترك الحكم بعد أن اعتنق المسيحية . ومن جهة أخرى بلغ تسامح ابنه العزيز مع النصارى درجة تدعو إلى الدهشة بالنسبة إلى عمره . أما الحاكم بعد أن تردد آخر شهور خلافته على الرهبان وأصلح الأديرة والكنائس وزار الأديرة وأهمل محاربة الصليبين ، هل نستطيع أن نجزم بأن الإفراط في التسامح الذي وقعت فيه الأسرة يبرر فقط إخلاص النصارى لها ؟ كما ذكر كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة أن المعز بعد حادثة نقل جبل المقطم تنصر ولبس زى الرهبان ، وقبره ومعموديته إلى الآن في كنيسة أبى سيفين . 
 حقيقة ينبغى أن تقال : 
 ومما ينبغى ذكره أن المعز لم يتجل تقديره للقبط في السماح لهم بترميم الكنائس وتجديدها فقط ، إنما أيضاً عين قبطياً متولياً للخراج أولا في مصر ثم في فلسطين ، وكان هذا القبطي هو أبو اليمن الذي كان قد حظى بالتقدير العظيم عند كافور الأخشيدى وكان بمثابة وزير للمعز . وقد اشتهر عدد من رجال عائلة أبي اليمن في خلافة الفاطميين وأدوا خدمات جليلة لوطنهم ولكنيستهم ومن هؤلاء : الشيخ أبو المكارم بن حنا ، والشيخ صنيعة الملك أبو الفرج ، والشيخ علم السعداء أبو اليمن ، والشيخ أبو الفرج بن أبى اليمن
NameEmailMessage