القديس سمعان الخراز
ويعرف كذلك بسمعان الدباغ، عاش في القرن العاشر في مصر أيام حكم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وفي عهد بطريرك الأقباط أابرام السرياني (975 - 979 م)، ولا يعرف الكثير عن تفاصيل حياته. هو أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيث تعزى له بحسب التقليد الكنسي معجزة نقل أو تحريك جبل المقطم. المصادر التي تتحدث عنه هي بشكل عام مصادر كنسية قبطية.
يروي عنه التراث القبطي بأنه كان يعمل في دباغة الجلوالد وفي صناعة وتصليح الأحذية وكان رجلاً تقياً صالحاً، جاءت إلى دكانه يوماً امرأة لتعرض عليه حذاءها ليصلحه لها وبينما كانت تقوم بخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فاشتهاها، فللوقت قام بقلع عينه بالمخراز منفذاً بذلك بشكل حرفي إحدى وصاية المسيح التي يقول فيها : إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم." (متى 28:5 - 29). وعندما بلغ الأمر للكنيسة قرر الكهنة مسامحته على ما فعل لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقي لرمزية الوصية.
اكتشاف قبره
بين عامي 1989 و1991 قام كهنة وعلماء آثار أقباط بالبحث عن ذخائر الخراز. وتبين أن سمعان كان قد دفن في مقبرة الحبش في القاهرة القديمة. وخلال بحثهم تمكنوا من العثور على مايعتقد أنه الهيكل العظمي لسمعان الخراز وذلك في كنيسة القديسة مريم العذراء.[1] وجد الهيكل بتاريخ /4 أغسطس/آب عام 1991 وهو تحت سطح أرضية الكنيسة بما يقارب المتر. كذلك وجد في الكنيسة رسم يصور البطريرك آبرام السرياني وبرفقته رجل أصلع يحمل جرتي ماء يرجح أنه سمعان فقد عرف عنه بأنه كان يقوم بنقل المياه إلى بيوت الفقراء.[2] إضافة إلى ذلك فقد عثر بالقرب من الموقع أيضاً على وعاء يعود تاريخ صنعه لأكثر من ألف عام يظن أنه كان مملوكاً لسمعان الخراز الذي كان يقوم باستخدامه لنقل الماء، والوعاء محفوظ اليوم في كنيسة القديس سمعان في منطقة المقطم في القاهرة.[2]
كاتدرائية مريم العذراء والقديس سمعان الخراز، القاهرة
كاتدرائية مريم العذراء وكاتدرائية القديس سمعان في دير مار سمعان الخراز على الضفة الشرقية لنهر النيل[3] خلف قرية الزبالين. قرية الزبالين حيث يعيش جامعو القمامة في القاهرة. في عام 1969 قرر محافظ القاهرة نقل كل جامعي القمامة إلى المقطم. في عام 1987 كان يعيش في قرية الزبالين حوالي 15000 نسمة.[4] إن الوصول إلى الدير ليس بالأمر السهل؛ من الصعب الوصول إليه بسبب الاضطرار إلى المرور عبر قرية الزبالين.
دير القديس سمعان بأسوان
لا يبدو أن دير القديس سمعان الخراز بأسوان له أي صلة مباشرة بالقديس سمعان. يمكن الوصول إليها إما بعبور الصحراء من قبة الهوى أو عن طريق الإبحار عبر النيل من أسوان ثم السير في وادي القرقور.[3] تم تغيير اسم الدير، الذي كان في الأصل إلى الأنباء الحضرة الأسوان، إلى القديس سمعان الخراز. تم بنائه في القرن السابع وأعيد بناؤه في القرن العاشر. لكن بحلول القرن الثالث عشر، كان الدير في حالة خراب. كان هناك نقش عثر عليه هناك يقول إن معمر علي قد زار عام 1295 م، وعلى الرغم من أن الدير قد دمر، فقد تم الحفاظ على معالمه الرئيسية.[5] كانت إحدى الكنائس في الدير تحتوي على العديد من النقوش القبطية بداخلها وكانت هناك ألواح من الحجارة توضح تاريخ العديد من الرهبان الذين عاشوا هناك.[5]
هذه قصة القديس سمعان الخراز صاحب الدير الشهير بجبل المقطم.. اعرف التفاصيل
أبرز ما يميز دير القديس سمعان هو أنه منحوت داخل صخور جبل المقطم، فهو يبدو للوهلة الأولى كجزء من الجبل، وكأنه شاهد على تاريخ وحضارة هذه المنطقة التى يقع بها عبر مئات السنين.
وقد يتساءل البعض عن شخصية القديس سمعان، الذى يطلق على الدير الأثرى اسمه، وهو رجل مسيحى صالح، وسمى الدباغ لأنه امتهن صناعة الأحذية ودباغة الجلود، وهو أحد القديسين بالكنيسة الأرثوذكسية القبطية، وعاش فى زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، ويطلق عليه فى التراث القبطى سمعان الحراز.
يقع دير القديس سمعان الدباغ بالمقطم بمنطقة الإباجية، ولم يتم بناؤه على دفعة واحدة، وإنما طرأت فكرة بناءه عقب اكتشاف المغارة التى دفن بها القديس سمعان الدباغ عن طريق الصدفة فى فبراير 1974.
فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى قامت بعثة من الكهنة وعلماء الآثار القبطية بالبحث عن مقتنيات سمعان الدباغ، وتمكنوا من العثور على ما يشتبه أنه الهيكل العظمى له وذلك فى أغسطس عام 1991م، كما عثرت البعثة على وعاء نادر يرجع تاريخ صناعته إلى ما يزيد عن ألف عام، رجح علماء الأقباط أنه كان ملكا لسمعان الخراز، وأنه نفس الوعاء الذى كان يقوم بواسطته بنقل الماء لبيوت الفقراء، وما زال هذا الوعاء موجودا بدير القديس سمعان الدباغ بالمقطم بالقاهرة.
وتم بناء الدير بمساعدة أبناء "حى الزبالين" بالمقطم، الذين يسكنون بهذا الحى مع ذويهم منذ عام 1969م تنفيذا لقرار محافظة القاهرة حينذاك، حيث كان لهم النصيب الأكبر فى المساعدة ببناء وتشييد دير القديس سمعان الدباغ بالمقطم وفقا للتصميم المخصص للمغارة، والذى تم وضعه بواسطة مهندس معماري متميز، حيث قاموا بنقل ما يقرب من 2 مليون ونصف المليون حجر من الحجارة اللازمة للبناء، واستمر استكمال بناء الدير حتى أصبح بشكله الحالى.
ويتكون دير القديس سمعان من 4 كنائس وهى كنيسة الأنبا إبرام السريانى، كاتدرائية السيدة العذراء والقديس سمعان الدباغ، كنيسة الأنبا بولا السواح، وكنيسة مار مرقس.
فيديو.. كندى ينشئ مدرسة لتعليم تسلق الجبال فى دير سمعان الخراز بالمقطم
عرضت فضائية "سكاى نيوز" عربية فى تقرير مصور عن رجل يحمل الجنسية الكندية قدم إلى مصر قبل 26 عاماً قام بإنشاء مدرسة فى دير القديس سمعان الخراز بمنطقة المقطم لتعليم رياضة "الهاى روبز" والتى تعتمد على استخدام الحبال فى التسلق.
وبحسب الفيديو الذى عرض عبر فضائية "سكاى نيوز" فإن المكان الذى تم إنشاؤه منذ 3 سنوات يلقى إقبالا من المصريين خاصة محبى هذه الرياضة التى تحتاج إلى منطقة جبلية بالأساس لممارستها، والهدف من إنشائها هو تغيير نمط حياة السكان فى منطقة " حى الزبالين" القريب من الدير، والذى يعتمد سكانه على جمع القمامة وبيعها، ولكن بعد سنوات، أقبل على الدير شباب وشابات من مناطق مختلفة لممارسة تلك الرياضة.
ويقول "ماريو" مؤسس المكان، أن هناك إجراءات للسلامة المهنية يتم اتباعها، ويعمل معه متطوعون شباب من الحى يستقبلون زوار المكان ويساعدونهم فى كيفية ممارسة الألعاب وتعريفهم بشروط اللعب وإجراءات الأمان.
قبل تسلق جبال المحميات الطبيعية.. 18 شرط لازم تعرفها لسلامتك