اليوم سوف نبدأ حديثنا عن القديس يوحنا المعمدان سنقوم بالحديث عن
بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاده
ميلاده
استشهاده
ظهور الجسد
ظهور الرأس
سنبدأ حديثنا الآن عن
أولا : بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاده
اليوم السادس والعشرين من شهر توت المُبارك
رتبت الكنيسة المقدسة أن تحتفل في مثل هذا اليوم بتذكار بشارة رئيس الملائكة جبرائيل ، للقديس زكريا بميلاد يوحنا السابق .
وذلك أن الله أرسل رئيس الملائكة جبرائيل إلى زكريا الكاهن بينما كان يرفع البخور داخل الهيكل . وكان جمهور الشعب خارجاً وقت البخور .
فلما رأى زكريا الملاك اضطرب وخاف . فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طُلبتك قد سُمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا . ويكون لك فرح وابتهاج ، وكثيرون سيفرحون بولادته ، لأنه يكون عظيماً أمام الرب ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس ويرد كثيرين من بني اسرائيل إلى الرب إلههم ، ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ، ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء ، والعصاة إلى فكر الأبرار و يهيئ للرب شعباً مستعداً .
فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها .
فأجاب الملاك وقال له :
" أنا جبرائيل الواقف أمام الله ، أرسلني الله أبشرك بهذا ، وها أنت تكون صامتاً إلى اليوم الذي يكون فيه هذا ، لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في حينه " .
ثم مضى الملاك وخرج زكريا وهو لا يستطيع أن يتكلم . وحُبلت امرأته أليصابات . وتمت بشارة الملاك .
ولربنا المجد دائماً ابدياً آمين .
ثانياً : ميلاد القديس يوحنا المعمدان
في هذا اليوم كان ميلاد القديس يوحنا المعمدان . هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه . وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه . واستحق أن يضع يده على رأس ابن الله وقت العماد .
وجاء عنه في الإنجيل المقدس . " واما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابناً ، وسمع جيرانها وأقربائها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها . ولما كان في اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي ودعوه باسم أبيه زكريا .
فقالت امه لا : بل يُسمى يوحنا . فقالوا لها : ليس أحد في عشيرتك تسمى بهذا الأسم . ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحاً وكتب قائلاً اسمه يوحنا .
فتعجب الجميع وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله --- وتنبأ عن ابنه أنه سيدعى نبياً للعلي ، وينطلق أمام وجه الرب ليعد طريقه " .
" لو 2 : 57 -- 76 " .
ولما كان ابني سنتين ، واتفق مجيء المجوس وقتل هيرودس للأطفال ، وشى بعضهم عن هذا الطفل وطلبه الجند ليقتلوه . فحمله زكريا . وأتى به إلى الهيكل وقال للجند : "
" من هذا المكان تسلمته " . فخطفه الملاك وأتى به إلى برية الزيفانا . فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا . ولهذا السبب قال الرب لليهود : " يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براشيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح .
أما الصبي يوحنا فكان ينمو ويتقوى بالروح . وظل منذ أيام طفولته يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لاسرائيل .
وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد ، وكان طعامه الجراد والعسل البري .
وقد أقام بالبرية مواظباً على الصلاة والتقشف ، إلى أن أمره الله تعالى --- لتتم النبوة -- أن يبشر الشعب بمجيء مخلص العالم . لأنه مرسل من الله ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته . ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور .
وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية . وهيرودس رئيس ربع على الجليل . وفيلبس أخوه رئيس ربع على أبيلية ، وحنان وقيافا رئيسا الكهنة . كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ، كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي : " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة . وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض ، والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلاً ، ويعاين كل بشر خلاص الله .
وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول : " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات " .
وحينئذ كان يخرج إليه أهل أُورشليم وكل اليهود وجميع بقعة الأردن يعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم .
وإذا كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح ، أجابهم يوحنا قائلاً : " أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى منى الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه ، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقى بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ .
حينئذ أتى يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه ، فمنعه يوحنا قائلاً : " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلىً فأجابه يسوع قائلاً :" اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نتمم كل بر " حينئذ تركه . فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
ثم جاء تلاميذ يوحنا إليه وقالوا له :" يامعلم هو ذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه . أجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أعطى من السماء . أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح ، بل إني مرسل أمامه . من له العروس فهو العريس ، وأما صديق العريس ، الذي يقف ويسمعه ، فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس . اذا فرحي هذا قد كمل . ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص . الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع ، والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم . الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع . وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها ، ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله . لأنه ليس بكيل يعطى الله الروح . الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده . الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله .
ولما رأى يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم :" يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي . فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم . والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر . فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار".
ولما كان هيرودس أنتيباس بن هيرودس المدعو الكبير ، قد تزوج هيروديا امرأة أخيه فيلبس ضد كل الشرائع ، أتي إليه القديس يوحنا المعمدان ، موبخاً إياه على هذا الذنب وعلى كل الشر الذي كان يصنعه ، فأمر بناء على تحريض هيروديا الفاجرة أن يقبض على يوحنا ويقيد بالسلاسل ويوضع في السجن داخل الحصن المدعو ماكرونده .
واستمر يوحنا في هذا السجن ، مدة سنة كاملة ، دون أن يمكن لهيرودس أن يقتله . وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة على معلمهم وهو في السجن ، كما أنه لم يهمل واجباته نحوهم ، مبرهناً لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر . وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التي كان مخلصنا يصنعها ، كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا على الإيمان به .
فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه ذهبا ليسوع و حدثاه :" هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر ؟" فأجاب يسوع وقال لهم :" اذهبا واعلما يوحنا بما سمعتم ورأيتم . العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون . وطوبى لمن لا يشك في " .
ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا :" ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا ؟ إنساناً لابساً ثياباً ناعمة ؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك . أم ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبياً ؟ نعم . أقول لكم وأفضل من نبي . فإن هذا هو الذي كُتب عنه : ها أنذا مرسل ملاكي أمام وجهك الذي يهيئ طريقك أمامك . الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان . ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه . ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب . والغاصبون يختطفونه . لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا . وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي . من له أذنان للسمع فليسمع . وبمن أشبه هذا الجيل . يشبه صبياناً جلوساً في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين : زمرنا لكم فلم ترقصوا . نحنا لكم فلم تلطموا . جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا إن به شيطاناً . وجاء ابن البشر يأكل ويشرب . فقالوا هو ذا إنسان أكول وشريب خمر. مُحب للعشارين والخطاة . والحكمة تبررت من بنيها .
وقال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضاً : " كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن يبتهجوا بنوره ساعة " .
وكانت هيروديا تُريد التخلص من يوحنا المعمدان ، فأدبرت مكيدتها في يوم الاحتفال بميلاد هيرودس ، ولذلك وعدها بقسم أن يعطيها كل ما تطلبه . فتلقيت من أمها ثم أتت وقالت :" أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان في طبق ". فحزن الملك ، ولكن من أجل اليمين و المتكئين معه أمر أن تُعطاه . وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن . وأتى بالرأس في طبق ودفع به إلى الصبية فجاءت بها إلى أمها . فجاء تلاميذه وأخذوا جسده ودفنوه وأتوا وأخبروا يسوع . فلما سمع مضى من هناك في سفينة إلى البرية . وتبدل فرح الجمع بعيد هيرودس حزناً . أما الرأس فطار من أيديهم وهو يصرخ قائلاً :" لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك " .
وحدث موت القديس يوحنا المعمدان في أواخر السنة الحادية والثلاثين ، أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح . وقد شابه هذا القديس الملائكة بسيرته الطاهرة ، وامتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه ومات شهيداً للحق .
ثالثاً : ظهور جسد القديس يوحنا المعمدان
تذكار ظهور جسد القديس يوحنا المعمدان وذلك في اليوم الثاني من شهر بؤونة المبارك
ظهور جسد القديس يوحنا المعمدان بمدينة الأسكندرية ، وذلك أنه لما قصد يوليانوس الكافر أن يبنى هيكل أُورشليم ، بعد ما هدمه وسبا سيانوس وابنه تيطس ، قاصداً بسوء رأيه أن يبطل قول الرب في الإنجيل : " انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض " . لذلك أمد اليهود بالمال ، لكي يعيدوا بناءه ، وأُوكل ذلك إلى اليبيوس ، الذي دعا اليهود سراً إلى معاونته .
فاجتمع كثير من الرجال والنساء والشيوخ والشبان ، وبدأوا يحفرون الأساس بهمة ، وينقلون الأتربة والأحجار ، بعضهم بالمقاطف والبعض الآخر بأطراف أرديتهم . وكان القديس كيرلس أسقف أُورشليم يهزأ بعملهم هذا .
ولما انتهوا من رفع حجارة الأساس القديم ، وهموا بوضع الأساس الجديد ، حدثت زلزلة عظيمة ، ملأت الحفر تراباً ، وبددت أدوات البناء ، وقتلت بعض الفعلة . فلم يخاف اليهود بهذا ، وعادوا إلى العمل مرة ثانية . حينئذ ، خرجت من جوف الأرض كرات نارية ، ورشقت الفعلة بالحجارة التي عزموا على وضعها في الأساس ، فكفوا عن البناء . فآمن كثيرون بسبب ذلك ، خصوصاً وقد تمت نبوة السيد المسيح بأيديهم عن نقض بناء الهيكل من أساسه .
وقد أورد هذه القصة غريغوريوس الثيؤلوغس ويوحنا ذهبي الفم . كما ذكرها عرضاً المؤرخ اليهودي أميان في القرن الخامس .
ولكن اليهود قالوا للملك :" إن السبب في ذلك هو وجود أجساد أئمة النصارى في هذا المكان . ويجب رفعها منه ، وإلا فلن يبنى الهيكل " . فأمر يوليانوس بإخراج جسد القديس يوحنا المعمدان لحرقه ، تقدم بعض المؤمنين من الجند ، وأعطوهم مبلغاً من الفضة وأخذوا الجسد أتوا به إلى القديس أثناسيوس بابا الأسكندرية ، فسر بذلك ووضعه في مكان خاص إلى أن يبنى له كنيسة .
وفي أحد الأيام كان جالساً في البستان ، ومعه كاتبه البابا ثاوفيلس الذي خلفه على الكرسي ، فقال له : " إن طال الرب أجلي بنيت في هذا الموضع كنيسة على اسم القديس وأضع جسده " .
ولما جلس البابا ثاوفيلس على كرسي الكرازة المرقسية ، تذكر الكلام الذي قاله البابا أثناسيوس ، فبنى الكنيسة ونقل الجسد الطاهر وقد حدث وهم سائرون بالجسد أن عبروا أمام بيت امرأة وثنية ، لها أربعة أيام متعسرة في الولادة ، فسمعت ضجة الاحتفال ، ولما علمت السبب نذرت قائلة : ياقديس الله يوحنا ، إذا نجوت من هذه الشدة صرت نصرانية . ولم تتم كلمتها حتى وضعت ولداً فأسمته يوحنا . ثم تعمدت هى وأهل بيتها .
أما الجسد ، فقد تم وضعه في الكنيسة ، وقد ظهرت منهما عجائب كثيرة . أما يوليانوس الكافر فكانت نهايته كما يأتي :
عزم على القيام بحرب ضد سابور ملك الفرس فقابله القديس باسيليوس الكبير واضع القداس وبعض الأساقفة . فقال لهم : " لماذا حضرتم ؟ " أجابه باسيليوس : " أتينا نطلب راعياً " . فقال لهم بتهكم : " وأين تركت ابن النجار ؟ " . فأجابه بشهامة وكبرياء : " تركناه يصنع لك تابوتاً لأنك فقدت كل علم ومعرفة " .
قال له يوليانوس :" قد قرأتها وحفظتها " . فرد عليه باسيليوس :" ولكنك لم تفهمها " . فاغتاظ يوليانوس وأمر بالقبض عليهم ، ليقدمهم للموت بعد رجوعه . فقال له : " لن تعود وإلا فلم ينطق الله على فمي " . ثم أمر بسجنهم .
وبعد أن ذهب للحرب ، صلى القديس أمام أيقونة مرقوريوس أبو سيفين طالباً تأديبه على إهانته سيده يسوع ، فغاب مرقوريوس عن الصورة ثم رجع وسيفه يقطر دماً .
وفي الحرب ، أصاب يوليانوس سهم في كبده ، وقال ثلو دوريتوس في تاريخه الكنسي : لما طعن ذلك الملك الكافر ، تلقى في كفيه الدم المتدفق من جنبه ونثره نحو السماء قائلاً : " لقد قهرتني يا ابن مريم " ، فتمت نبوة القديس باسيليوس ، ونجت الكنيسة من شره . ولما استشهد القديس مقاريوس أسقف أدكو وضعوا جسده مع جسد يوحنا المعمدان .
للتذكرة جسد القديس يوحنا المعمدان لم يكن بمفرده بل معه جسد أليشع النبي. صلاتهم تكون معنا .
رابعا : وجود رأس القديس يوحنا المعمدان
في اليوم الثلاثون من شهر أمشير المبارك
تم العثور على رأس القديس يوحنا المعمدان في حمص الشام ، وذلك أن القديس يوحنا المعمدان ظهر الأنبا مرتيانوس أسقف حمص في رؤيا وأرشده إلى موضع الرأس فأخذها واحتفل بها بإكرام جزيل .
وقصة رحلة رأس يوحنا المعمدان بدأت عندما قطع هيرودس رأس يوحنا المقدسة بسبب زواجه من هيروديا ، ثم أخفى الرأس المقدس في منزله ، وظلت مجهولة زماناً طويلاً حتى أتى رجلان مسيحيان من أهل حمص إلى أورشليم في الصوم الكبير للتبرك من الأماكن المقدسة ، وأمسى عليهما الوقت بالقرب من بيت هيرودس ، فناما ظهر القديس يوحنا المعمدان لأحدهما وأعلمه باسمه وعرفه بموضع رأسه وأمره أن يحمله معه إلى منزله ، فلما استيقظوا من نومهم حفرا في الموضع الذي أخبرهم به القديس ، فوجدا الرأس المقدس داخل وعاء فخاري . ولما فتحها صعدت منه رائحة طيبة ، وأخذ الرجل الذي رأى الرؤيا الرأس معه إلى منزله ، ووضع أمامه قنديلاً ، وبعد وفاة هذا الرجل انتقل الرأس من مكان إلى آخر داخل مدينة حمص إلى أن ظهر القديس يوحنا الأنبا مرتيانوس أسقف حمص في أواخر القرن الرابع وأرشده إلى موضع الرأس فأخذها واحتفل بها احتفالاً عظيماً .
بركة القديس يوحنا المعمدان فلتكن معنا . آمين