-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

هيرودس الكبير

 style="text-align: center;"> ثورة هيرودس 



" حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً ، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ، ثم أرسلهم إلى بيت لحم ، وقال : 

" اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ، ومتى وجدتموه فأخبروني ، لكي آتي أنا أيضاً وأسجد له " " مت 2 : 7 - 8 " 

يروي لنا الإنجيلي اللقاء الذي تم بين المجوس واليهود على كل المستويات ، خاصة الملك ورؤساء الكهنة وكتبة الشعب . 

" فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه " 

فلما سمع هيرودس الملك إن طفلاً قد وُلد وأنه هو ملك اليهود ، اضطرب فان طفلاً كهذا يُعتبر تهديداً لحُكمه " غير المستقر " ، وقد اضطربت كُل أورشليم معه . فالمدينة التي كان يجب أن تستقبل الخبر بفرح ، كانت تنزعج من أي شيء يمكن أن يزعزع الوضع القائم فيها ، أو يثير استياء الحُكام الرومان المكروهين . 

اضطرب هيرودس الأكبر كثيراً ، عندما سأل المجوس عن المولود ملك اليهود ، وذلك لأنه : 

لم يكن الوارث الشرعي لعرش داود ، ولذلك كرهه كثيرون من اليهود باعتباره مُغتصباً . وظن أنه إذا كان يسوع وارثاً حقاً ، فسيكون كفيلاً بإثارة المتاعب . 

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم : 

                " لقد خشى أن ترجع المملكة إلى يهودي ، فيطرده اليهود هو وذريته ويقطعونهم من الملوكية . 

حقاً كثيراً ما يتعرض السلطان العظيم لمخاوف شديدة . فإن الامتنان " أعالى الأشجار " يمكن أن تُحركها ريح خفيف ، وهكذا الذين يسكنون الأماكن العالية تهزهم كل اشاعة ! أما الذين يقطنون الأماكن المنخفضة ، أيا كانت ، فيكونون كالأشجار التي في الوادي غالباً ما لا تؤثر فيها الرياح " . 


ويقول الأب غريغوريوس " الكبير " : 

                   " اضطرب الملك الأرضي عندما وُلد الملك السماوي ، لإن السيادة الأرضية تضطرب عندما تظهر العظمة السماوية " . 


اضطرب هيرودس الأرضي الذي اتسم بالشر عندما أدرك أن من تخدمه النجوم السماوية قد جاء . حقاً أن تجلى رب المجد يسوع في القلب كما في مزود يزعزع هيرودس " الشيطان " الطاغية الذي يملك بالشر . وكأنه إذ يملك الرب بصليبه فينا تنهار مملكة إبليس ولا تقدر أن تثبت . 


كان هيرودس قاسياً جداً ، ولكثرة أعدائه ، كان يرتاب في أن يقوم أحدهم بإنقلاب ضده . 


لم يكن هيرودس يرغب في أن يلتف اليهود ، ذلك الشعب المُتدين حول شخصية دينية . 


نبذة عن هيرودس : 

                كان هيرودس أدومياً المولد من نسل عيسو ، أبوه أدومي وأمه بناطية ، تجري في عروقه العداء ضد اليهود . وذلك معروف إن عيسو كان الأخ البكر ليعقوب . لذلك ورث هذا الملك كل مقومات البغطة لليهود بني يعقوب . وهولم يكن له حق المُلك لكنه صار ملكاً على اليهودية بمساعدة الرومان الذين تحالف معهم أبوه ، وكان عنيفاً وشاذاً ، وكان مُحباً لسفك الدماء فقتل الكثير من أعضاء السنهدريم ، كما قتل ابنيه الأسكندر وأرسطو بولس ، وأيضاً قتل زوجته مريامن ، قبل موته بخمسة أيام قتل ابنه انتياباتير . وفيما هو يُسلم أنفاسه الأخيرة أمر بقتل جميع عُظماء أورشليم حتى يعم الحزن على المدينة ولا يجد الملك الجديد مجالاً للبهجة ، لكنه مات قبل أن تتحقق أُمنيه الأخيرة . 

مات هيرودس بعد قتل أطفال بيت لحم بثلاثة شهور ، وقد وصف المؤرخ اليهودي يوسيفوس كيف اشتدت شراهته في الفترة الأخيرة في أكل اللحم بدرجة بالغة وأُصيب بمرض النقرس وداء الاستسقاء وقد تصاعدت منه رائحة كريهة جداً حتى لم يقدر أحد أن يقترب منه .


" حكم هيرودس الكبير فلسطين كلها في الفترة من عام ٣٧ ق.م إلى عام ٤ ق.م .كان هيرودس قد عين ملكا بواسطة مارك انطونيوس في باديء الأمر ، ولكنه اعتمد لاحقا في هذا المنصب بواسطة خصم انطونيوس اللدود ، أغسطس. القيصر . وتشهد قدرته على ان يحظى بدعم كلا القاءدين الغريمين على حنكته السياسية " تغيير الولاء في الوقت الصحيح " . تميز هيرودس بانجازاته المعمارية فكان من ضمن مشروعاته انشاء ميناء في قيصرية وعدد من القلاع الحربية " من بينها قلعة ماسادا ، وقلعة ماكور أو القلعة السوداء ، وقصر هيرودس " . كما انه اعاد بناء مدينة السامرة القديمة وجعل منها سيباست المدينة اليونانية الكبيرة ، وايضا من أهم إنجازاته انه كان مسؤولا عن توسيع الهيكل في أورشليم وتجديده . في زمن المسيح ، كان " هيكل هيرودس " يعتبر واحدا من العجائب السبع في العالم القديم ، وكان برجه أعلى قمة معمارية في العالم
لما كان هيرودس ادومي العرق فقد كان يعتبر " نصف يهودي " ، ولكن اليهود كانوا ينظرون اليه باعتباره اجنبيا وعميلا للرومان . ورغم ما كان لهيرودس الكبير من حكمة واقتدار ، فقد اشتهر عنه معاناته من جنون الاضطهاد حتى ان مثلا رومانيا استلهم منه ينسب إلى أغسطس قيصر ، فيقول المثل : " من الافضل لك ان تكون خنزيرا عن ان تكون ابنا في بيت هيرودس " . لقد وجد الرومان انه لأمر يدعو للتندر ان هيرودس كان يرفض اكل لحم الخنزير ولكنه قتل ثلاثة من أبناءه حينما ساوره الشك انهم يريدون اغتصاب عرشه . فضلا عن ذلك ، قتل هيرودس زوجته اليهودية مريم حينما شك في تامرها ضده ، وصارت هذه الحادثة مصدرا استلهمت منه الاساطير الكثيرة " مثل القصص التي تحكي كيف ظل هيروأسير حبها بدون دواء ، أو كيف طارده شبحها ، أو كلا الامرين " .
كان هيرودس حاكما على ارض فلسطين وقت ميلاد الرب يسوع " مت ٢: ١ " ، وما زال اسمه معروفا لدى المسيحين من واقع القصة الكتابية التي تحكي كيف تقابل مع المجوس واصدر امر بذبح اطفال بيت لحم " مت ٢ :
١_ 18

ولمعرفة زيادة عنه لماذا تدخلت روما سنة 40 ق . م وقامت بتعيين هيرودس على البلاد وذلك بسبب ثورة مكابية مشتعلة
وذلك لإن
كان أنطيوخس الرابع إبيفانس قد طوق أورشليم وقتل منها الألوف وباع عشرات الألوف سنة 168 ق . م وصمم على القضاء على عبادة اليهود من الأساس ، وأغاظهم حتى الموت إذ قدم الخنازير ذبائح على مذابحهم بدل المحرقات المقدسة داخل الهيكل ، والتي قال عنها دانيال واسمها " رجسة الخراب " ، وحطم مقدساتهم وأحرق ومزق كتبهم ومخطوطاتهم . ولم ينقذ البلاد من نقمته إلا كاهن بسيط بدأ حركة الثورة عندما ذبح مقدم الخنازير مع خنازيره . وقاد الثورة يهوذا المكابي ابنه من بعده واستطاع أن يطهر الهيكل ويعيد إليه صلواته وذبائحه وطقوسه ، وتعين ذلك عيدا جديدا لليهود وأسموه عيد " حانوكاه " أي عيد التجديد ، وهو مذكور في إنجيل ق. يوحنا " 10 : 22

تعمق في الدراسة
عيد التجديد
تأسس هذا العيد للإحتفال بحرية اسرائيل من سوريا في عام 164 ق . م لإن ما حدث كان مريعاً
كان انطيوخس إبيفانس ملك سوريا من عام 175 إلى 164 ق . م يحب المجتمع اليوناني ويريد أن يحول الجزء الذي يحكمه من العالم إلى مجتمع يوناني نموذجي . ولكنه واجه متاعب عندما حاول أن يحول اليهود إلى يونانين كامليين في العادات وفي الديانة أيضاً
في البداية ، حاول فعل هذا بصورة مسالمة ، وتبنى بعض اليهود الأفكار اليونانية ، لكن كما أظهر التاريخ ، فإن معظم اليهود لم يريدوا أن يتخلوا عن معتقداتهم
كان أنطيوخس يعرف انه لكي ينجح ، فلابد أن يدمر الديانة اليهودية ، فهاجم أورشليم ، وذبح ثمانين ألف يهودي بأبشع الوسائل التي يمكن تخيلها ، واستعبد ثمانين الفا غيرهم
وبعد ذلك ، قام بتدنيس الهيكل اليهودي عن طريق -- تحويل مذبح المحرقة العظيم إلى مذبح للإله زيوس . وتقديم ذبائح من لحم الخنزير على المذبح . وتأسيس تجارة الدعارة في مخادع الهيكل
جعلت مثل هذه الأفعال البغيضة بعض اليهود يختبئون تحت الأرض ويواصلون الصراع ضد انطيوخس
وعلى ذلك سرعان ما تقدم يهوذا المكابي وإخوته إلى الصفوف الأمامية وصاروا قادة الثورة على سوريا في عام 165 ق . م ، نجحوا ، وكان أحد أفعالهم الأولى . هو تطهير الهيكل وترميمه وتكريسه مرة أخرى
وقد تأسس عيد التجديد للإحتفال بإعادة تكريس الهيكل لعبادة الله
كما كان يطلق على العيد ايضاً اسم مهرجان الأنوار
اسمه اليهودي هو " حانوكاه " ، ولازالوا يحتفلون به حتى اليوم . وكان المهرجان يستمر لمدة ثمانية أيام وكان يتسم باشعال الأنوار
وكانت الأنوار تشتعل في كل بيت يهودي في كل المدينة والضواحي وفي كل أركان الهيكل . كان كل مكان في كل الأرض يضاء للإحتفال بيوم التحرير العظيم
وكانت الأنوار ترمز إلى الحرية التي فازت بها الأمة مؤخراً
ملحوظة
كان العيد في الشتاء ، وكانت طقوسه مشابهه لعيد المظال
2 مكابيين
1 : 9
10 : 6
هذه هى المرة الوحيدة التي يذكر فيها هذا العيد في الأناجيل
NameEmailMessage