<!-- Global site tag (gtag.js) - Google Analytics -->
<script async src="https://www.googletagmanager.com/gtag/js?id=G-5DQW5LQ2JZ"></script> <script> window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-5DQW5LQ2JZ'); </script>style="text-align: center;"> انجيل متى :
">
هو أول الأناجيل ، ويُعد أقدمها من الوجهة التاريخية ، لإنه كُتب في السنة الثامنة لصعود السيد المسيح إلى السماء .
وقد كُتب أولاً باللغة الآرامية التي كان المُخلص يتكلم بها ، ثم كتبه بعد ذلك باللغة اليونانية . كُتب باللغة اليونانية حوالي سنة 60 -- 65 م قبل خراب أورشليم على يد الملك تيطس قائد الرومان .
وذكر المؤرخون وعلماء الكتاب المقدس أن القديس بنتينوس السكندري رئيس المدرسة اللاهوتية بالأسكندرية عندما ذهب يكرز في بلاد الهند في القرن الثاني وجد عندهم إنجيل القديس متى باللغة الآرامية مكتوباً بالحروف العبرية ، وكان قد حمله إليهم القديس برثلماوس الرسول فأتى به بنتينوس إلى السكندرية عندما عاد إليهم من رحلته الموفقة .
هو أكبر الأناجيل من جهة عدد الإصحاحات ، وليس من جهة عدد الآيات . فهو يشتمل على 28 إصحاحاً ، يليه إنجيل لوقا 24 إصحاحاً ، إنجيل يوحنا 21 إصحاحاً ، وأصغر الأناجيل هو مرقس 16 إصحاحاً .
من جهة عدد الآيات فهو الثاني في الترتيب :
إنجيل لوقا يشمل 1149 آية ، إنجيل متى 1068 آية ، إنجيل يوحنا 866 آية ، إنجيل مرقس 661 آية .
هو أكثر الأناجيل احتواء على كلام السيد المسيح . إذ أن كلمات السيد المسيح فيه تشمل 644 آية أي حوالي ثلاثة أخماس الأناجيل .
ملاحظة : انجيل متى وانجيل يوحنا ، قد اهتما بأحاديث المسيح أكثر من القصص والوقائع . عكس إنجيل مرقس وإنجيل لوقا .
إنجيل يوحنا تميز عن الأناجيل الثلاثة " متى ، مرقس ، لوقا " في توضيح ألوهية المسيح .
وتميز إنجيل لوقا بسرد الوقائع . ترتيباً زمنياً حسب وقوع الأحداث . وكان قريب جداً من السيدة العذراء .
وقد قال بابياس أحد آباء القرن الثاني أن القديس متى الرسول جمع أقوال المسيح باللغة الآرامية في كتاب اسمه Logia أي أقوال أو الكلمات ولعله أخذ من مجموعة هذه الأقوال أحاديث السيد المسيح التي وردت في إنجيله .
وهو أكثر الأناجيل استخداماً للعهد القديم . ق . متى كتبه لليهود ، ليبشرهم ويثبت لهم أن يسوع الناصري هو المسيح ، المسيا المنتظر ، الذي تتعلق به وتتحقق فيه أقوال الأنبياء في العهد القديم .
ولذلك كان يكرر عبارات " لكي يتم ما قيل في الأنبياء " " كما هو مكتوب " . أكثر ما ورد في هذا الإنجيل عن الملكوت والناموس والأنبياء والمسيح وإسرائيل.
وفي العظة على الجبل تعرض لما رسخ في مفاهيم الناس من تعاليم خاصة بالعهد القديم ، وشرح لهم المفهوم السليم .
انجيل متى هو جسر بين العهدين القديم والجديد . وهذا واضح من جهة ربطه أحداث العهد الجديد بنبوات العهد القديم ، وإتمامها ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء --- بالإضافة إلى الاقتباسات ---
فنجد في الأصحاحات الأربعة الأولى مثلاً ، تحقبقاً لسبع عشرة نبوة في العهد القديم .
سماته :
1 . كتب القديس متى الإنجيلي هذا الإنجيل لليهود فهناك دلائل لهذا :
أوضح بطريقة عميقة العلاقة الأكيدة بين المسيحية والعهد القديم ، موضحاً كيف كانت الكنيسة في التفكير في نبوات العهد القديم التى تحققت روحياً في المسيح يسوع ربنا :
وقد أشار إلى حوالى 60 نبوة من العهد القديم .
كما تكررت كلمة الملكوت حوالى 55 مرة .
وذكر السيد المسيح كابن داود ثماني مرات .
2 . حمل هذا الإنجيل جواً يهودياً أكثر من غيره ، فيفترض في القاريء معرفة العبرية " مت 5 : 19 " .
أشار إلى الأمور والتعبيرات المعروفة عند اليهود ، مثل :
أسس الأعمال الصالحة عند اليهود ، أي الصدقة والصلاة والصوم " مت 6 : 1 - 8 ، 16 - 18 " .
واجبات الكهنة في الهيكل " مت 12 : 5 " ، وضريبة الهيكل " مت 17 : 24 - 27 " ، والعشور " مت 23 : 7 " .
غسل الأيدي علامة التطهير من الدم " مت 27 : 24 " .
3 . استعمال التعبيرات المفضلة عند اليهود :
إشاراته الكثيرة إلى أُورشليم والهيكل وإسرائيل
دعوته لأورشليم بالمدينة المقدسة " مت 4 : 5 ، 27 : 52 -- 53 " . وقول الرب :" ولا تحلفوا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم "" مت 5 : 35 ".
حديثه عن الهيكل وأبنية الهيكل " مت 24 : 1 ". ودعوة الهيكل بإنه " الموضع المقدس " " مت 24 : 15 " .
وإنه هيكل الله " مت 21 : 12 "
وحديث عن إسرائيل : مثل عبارة " يرعى شعبي إسرائيل "" مت2 : 6"
أسباط إسرائيل الاثنا عشر "مت 19 : 28 "
" اذهب إلى أرض إسرائيل " مت 2 : 20 "
4 . ولقد أوضح متى لليهود أن السيد لم يأت ليحتقر العهد القديم
بل ليدخل به إلى كمال غايته من جهة الناموس والوصية
وتحقيق ما جاء به من وعود خاصة بالإخلاص . وهذا التحقيق لم
يتم فقط خلال تعاليم السيد المسيح وإنما أيضاً خلال
شخصه كمخلص وفادي
5. وأيضاً لم يغفل عن مصارحتهم بأخطائهم
فيقول : " خاص بضعف إيمانهم عن قائد المئة الروماني "
" لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا ، وأقول لكم
إن كثير ممن سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم
واسحق ويعقوب في ملكوت السموات ، وأما بنو الملكوت فيطرحون
إلى الظلمة الخارجية ""مت8: 10 ، 11"
وقوله : " إبن الإنسان يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون
عليه بالموت " مت 20 : 18 "
وأيضاً :
ملكوت الله ينزع منكم ويُعطى لإمة تعمل أثماره
" مت 21 : 43 "
منتقداً " تفسيرهم الحرفي لحفظ السبت
"مت 12 : 1 - 13 "
اهتمامهم بالمظهر الخارجي للعبادة
" مت 6 : 2 ، 5 ، 16 "
وانحرافهم وراء بعض التقليدات المناقضة للوصية
" مت 15 : 3 - 9 "
مؤكداً لإلتزامهم بالوصايا الشريعية حتى تلك التي ينُطق بها الكتبة والفريسيون
مع نقده الشديد لريائهم
6. وبالرغم من إن هذا الإنجيل قد حمل جواً يهودياً
أكثر من غيره من الإناجيل لكنه لم يغفل القاريء الأممي
فشرح له بعض الألفاظ المعروفة لدى اليهود
كقوله :
" عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " " مت 1 : 23 "
"موضع يُقال له جلجثة " ، وهو المُسمى موضع الجمجمة
" مت 27 : 15 "
وشرح بعض النواحي الجغرافية ، كقوله :
" وأتى وسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم
زبولون ونفتاليم " " مت 4 : 13 "
وشرح المعتقدات التي يعرفها اليهود مثل :
" جاء إليه صديقون الذين يقُولون ليس قيامة "
" مت 22 : 23 "
وأيضاً عادات يهودية مثل :
" كان الوالي مُعتاداً في العيد أن يطلق لهم
أسيراً واحداً من أرادوه "
" مت 27 : 15 "
7. مع إهتمام الإنجيلي بالشئون اليهودية ليس فقط بالإلتجاء إلى نبوات
العهد القديم
" وإنما أيضاً بالإلتزام بالوصايا الناموسية "
" مت 5 : 8 "
" وتعاليم الكتبة والفريسين الجالسين على كرسي موسى "
" مت 23 : 2 "
بطريقة روحية عميقة وجديدة
" وأعلن السيد إنه مُرسل لخراف إسرائيل الضالة "
" مت 25 : 24 "
" ويرجع نسبه إلى إبراهيم أب اليهود ، وينقسم إلى ثلاثة
أقسام تتكون من 14 جيلاً وإنه ابن داود المنتظر الذي
يدخل المدينة المقدسة كغالب
هذه كلها تشير إلى تحقيقات أمنيات اليهود لكن الإنجيلي
لم يقف عند هذا الحد ، أي عند الخصوصيات اليهودية
بل انطلق بفكرهم إلى الرسالة الإنجيلية الجامعية ، مُعلناً
ظهور إسرائيل الجديد الذي لا يقف عند الحدود الضيقة
وقد ورد في نسب السيد أُمميات غريبات الجنس ، وفي طفولته
هرب إلى مصر كملجأ له معلناً
" احتضان الأمم لملكوته "
" مت 2 : 13 "
وفي لقاءاته مع بعض الأممين والأمميات كان يمدحهم
مُعلناً قوة إيمانهم ، وفي نفس الوقت هاجم الكتبة والفريسين
في ريائهم وضيق أفقهم " مت 23 "
وفي مثل الكرم تحدث عن تسليم الكرم إلى كرامين آخرين
" مت 21 : 33 "
وكإنه إنطلق بهم من الفهم الضيق المتعصب إلى الفهم
الروحي الجديد
وإعلان الرسالة العظيمة الممتدة إلى جميع الأمم
حيث ختم السفر بكلمات السيد الوداعية
" اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم "
" مت 28 : 19 "