-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

القديس مرقس الرسول



 مارمرقس الرسول وانتشار المسيحية في مصر



يسرني أن أقدم لكم نبذة عن القديس مارمرقس الرسول ، حيث أحدثكم فيها عن : 
معنى إسمه ، قداس مارمرقس ،  ولماذا الأسد رمز القديس مرقس 
نشأة مارمرقس ، وأسرته ، وبيته 
إعداده للخدمة 
قُداس مار مرقس 
مارمرقس الكاروز المسكوني 
مارمرقس كاروز الديار المصرية 
الله يمهد الطريق 
دخوله مدينة الأسكندرية 
تأسيس كنيسة الأسكندرية 
مارمرقس وكُرسي روما 
استشهاد مارمرقس 
جسد ورأس مارمرقس 
سرقة الرأس وإرجاعها 
سرقة الجسد 
عودة رفات مارمرقس 
قنديل مارمرقس 
أعمال مارمرقس 
مقر الكرسي المرقسي 
الإسم ومعناه : 

الإسم :  يوحنا مرقس 

يوحنا وهو اسم عبري : معناه " يهوه حنان " أو " الله تحنن " ، لأنه يهودي من سبط لاوي ، ومرقس وهو اسم روماني يعني " باللاتينية " " المطرقة الثقيلة " وتعني " المرزبة " ، وأخذ مرقس اسمه اللاتيني بحكم البيئة والتعليم ، إذ تربى في مدرسة كيرين " القيروان " ودرس في مدارسها اليونانية واللاتينية ، وكان هذا الإسم كثير الشيوع بالنسبة للحكام والقادة لأنه يعني :" الشدة والهيبة ---- ويبدو أن القديس مرقس مارس هذه الشدة على الوثنيين في الإسكندرية ، فقد انقض في عظاته بطرقات عنيفة مما أثار حفيظتهم وأربك علماءهم وألب عليه الشعب الوثني فلم يحتملوا طرقاته الهاوية على أصول ديانتهم الواهية . وصحيح أنهم قتلوه ولكن بعد أن حطم آلهتهم وجرهم كخراف للحظيرة ، هم أطفأوا شعلة حياته الأرضية ولكنه أشعل النور في ظلمات حياتهم الروحية . 

لماذا الأسد رمز القديس مرقس 

ما من صورة للقديس مرقس إلا ويُرسم الأسد تحت قدميه وهو يكتب إنجيله ، وكأنما الأسد ينتظر نهاية الكتابة لكي يأخذ جناحين ويطير بالإنجيل يوزعه على كل المسكونة . ولكن من أين جاء هذا التقليد ؟ 

للرد على هذا نقول : إن العلامة هنري باركلي سويت في بحثه التاريخي انتهى إلى أنه بحسب كتابات العلامة فيكتورينوس الذي من بيتو ، الذي شرح سفر الرؤيا ، عندما جاء على ذكر الشاروبيم " بالجمع " ذوي الأوجه الأربعة ، النسر والأسد والعجل والإنسان : " وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيوناً من قدام ومن وراء . والحيوان الأول شبه أسد ، والحيوان الثاني شبه عجل ، والحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان ، والحيوان الرابع شبه نسر طائر " " رؤ 4 : 6 ، 7 " . 

شرح فيكتورينوس المغزى بأن هؤلاء هم رمز للإنجيليين الأربعة " الذين يحملون استعلان عمل الله في الخليقة " . 

وأعطى الأول للقديس مرقس وهو الأسد . والثاني وهو العجل للقديس لوقا والإنسان للقديس متى والنسر الطائر للقديس يوحنا . 

وعلى هذا الرمز بدأ الآباء يعلقون على مدى مناسبة كل رمز لصاحبه فقالوا الأسد لمرقس لأنه بدأ إنجيله كأسد يزمجر في برية " صوت صارخ في البرية --- " " مر 1 : 3 " . 

وأيضاً للتأكيد على هذا : 

أخذ أسد مارمرقس شهرة كبيرة ، وأصبح عُنصراً ظاهراً في جميع صوره ، فهو إما يرجع إلى : 

أول معجزة حيث قتل الأسد واللبؤة باسم الرب .

لأن إنجيله يبدأ بصراخ الأسد " صوت صارخ في البرية " 

لأن إنجيله يُمثل السيد المسيح في جلاله ومُلكه على اعتبار أنه " الأسد الخارج من سبط يهوذا " "رؤ 5:5 " . 

وهكذا يُرمز إلى القديس مرقس بالأسد أول الحيوانات الأربعة الواردة في سفر الرؤيا " رؤ 7 : 4 " . والتي تحمل عرش الله " 

قداس مارمرقس

يعتبر أول قداس في حياة الكنيسة هو الذي أقامه رب المجد في علية صهيون ببيت مارمرقس الرسول في مساء الخميس الكبير ، وهو يعتبر أساس جميع القداسات أو الليتورجيات التي كُتبت بعد ذلك . 

لذلك كتب القديس مارمرقس الرسول القداس الإلهي منذ الوقت المُبكر للكرازة والخدمة بعد حلول الروح القدس في يوم الخمسين . وهو نفس التوقيت الذي كتب فيه القديس يعقوب الرسول أسقف أورشليم الليتورجية التي صلى بها لأول مرة . وقداس مارمرقس يُعتبر أساس القداسات التي تصلى بها كنيستنا القبطية حتى اليوم . ومن المعروف أن القديس البابا كيرلس الكبير 24 " 412 -- 444 " قد أضاف علية بعض الصلوات التي نُسب إليه ويُعرف باسم " القداس الكيرلسي " وقد اكتشفت في عام 1928 قصاصات بردية في إستراسبورج ترجع الى القرنين 4 ، 5 مكتوب عليها قداس القديس مارمرقس ، كما توجد مخطوطات في الفاتيكان لهذا القداس . 

موطن القديس مرقس الذي ولد وتربى فيه 

كانت عائلة ق . مرقس من مستوطني مقاطعة الخمس مدن الغربية وهي في إقليم برقة بليبيا الآن . وفي الحقيقة لم تكن مُدناً بل مقاطعات شاسعة ، كانت تقطنها جاليات ، الأولى رومانية وهي ذات السلطان لأن المقاطعات كانت تحت الحكم الروماني ويحكمها حاكم روماني ، والثانية يونانية وهي ذات كثرة وسيادة علمية ، والثالثة كانت يهودية حيث كانت الجالية اليهودية من أكثر الجاليات في إفريقيا . وكانت عائلة ق . مرقس متمركزة في أغنى هذه المقاطعات وهي مدينة كيريني أو سيريني وهي المسماة بمدينة القيروان أو " كيرناؤس " ؟

وفي هذه المدينة وُلد ق .مرقس ودخل المدارس وتعلم تحت أيدي أساتذة يونان ورومان " لاتين " فأتقن اليونانية واللاتينية . وقد لاحظ العلماء في دراستهم لإنجيل ق . مرقس أن لغته اليونانية مختلفة جداً عن لغة الأناجيل الأخرى ، سواء في أدبياتها أو أسلوبها أو لهجتها ، وقد وصفوها إنها عامية ، ولكن في الحقيقة أن اللغة اليونانية واللاتينية أيضاً كالعربية تماماً تختلف كثيراً باختلاف البلاد والمناطق ، حتى يكاد الإنسان لا يفهم منها شيئاً إن بعدت الأقطار بسبب التحام اللغة . فأصبح إنجيل ق . مرقس وكأنه وثيقة لغوية فريدة في كلماتها وأسلوبها ونحوها اللغوي ، تحمل التراث المسيحي الكنسي الأول والأقدم .  


نشأته : وُلد ما مرقس في بلدة تُدعى أبرياتولس في مدينة القيروان بليبيا من أبوين يهودين ، من سبط لاوي ، اسم والده ارسطوبولس ، ووالدته اسمها مريم ، وكان ميلاد مارمرقس بعد ميلاد السيد المسيح بحوالى 10 - 15 سنة تقريباً . 

كانت أسرة مارمرقس تعمل بالزراعة ولها ممتلكات شاسعة . 

في أيام طفولته الأولى هاجرت أسرته إلى فلسطين وكان هذا بترتيب إلهي ليلتقي وهو شاب صغير بالسيد المسيح . 

اشترت أُسرته " بستان جثسيماني " علية صهيون .  

أسرته :

  •  نشأ في حُضن أم قديسة ووسط أقارب من رسل السيد المسيح 

  • من الناحية الروحية : 

الأم : إحدى المريمات اللواتي تبعن المسيح في الخدمة وذهبنا إلى القبر . 

الأب : له صلة قرابة بزوجة القديس بطرس الرسول 

الخال : يمت بصلة قرابة القديس برنابا الرسول 

  • من الناحية السياسية : للأسرة نفوذ على المستوى الحكومي والسياسي في فلسطين . 

  • من الناحية الأقتصادية : أسرة القديس مارمرقس لها من الثراء المادي ما أتاح لهم أن يخدموا بأموالهم . 

  • من الناحية الثقافية : تعلم القديس مرقس اللغة العبرية ، والآرامية ، واليونانية ، واللاتينية ، وأتقن هذه اللغات . 

بيت مارمرقس :

لا يوجد بيت نال شهرة أكثر من بيت مارمرقس للأسباب الآتية : 

إرتبط بيت القديس مار مرقس الرسول بالسيد المسيح له المجد . ففي هذا البيت كانت مريم والدة مرقس تستضيف الرب وتلاميذه . وفيه كانت أحداث ليلة القبض على مُخلصنا الصالح حيث :

  • فيه غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه وأكل الفصح مع تلاميذه وسلم سر الإفخارستيا  .وذلك عندما أخذ الرب إلهنا خبزاً وبارك وكسر وأعطى التلاميذ قائلاً خذوا كُلوا هذا هو جسدي . وكذلك الكأس قائلاً خذوا أشربوا منه كلكم لأن هذا هو دي الذي للعهد الجديد . " مت 26: 26 - 29 ، مر 22: 14 - 25 ، لو 16: 22 - 20 ". 

  • كان آخر بيت خرج منه الرب إلى جثسيماني ثم إلى الجلجثة .

  • ولأن بيت القديس مار مرقس كان مركزاً للرب وجميع التلاميذ ، وكان معروفاً لديهم نجد في هذا البيت : 

  • فيه اختبأ التلاميذ بعد صلب وموت السيد المسيح و قبيل القيامة  المقدسة .ولحين جاءت إليهم مريم المجدلية لتخبرهم  أنها وجدت القبر فارغاً وأنهم أخذوا السيد " يو 1: 10 - 20 ". ومرة أخرى بقيامة السيد المسيح وأنها رأته " مت 6: 10 - 28 " " مر 6: 7 ، 16 " " لو 9: 12 - 24 ".  

  • فيه أتاهم الرب بعد قيامته والأبواب مغلقة وأعطاهم سلطان الكهنوت. 

  • مكث التلاميذ بعد صعود رب المجد إلى السماء ، وكانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته ، وذلك في علية صهيون التي هي إحدي قاعات البيت " أع 12: 1 - 14 ". 

  • فيه حل الروح القدس على التلاميذ  وذلك في يوم الخمسين وتكلموا بألسنة لتبدأ الكرازة والخدمة في الكنيسة منذ هذا اليوم العظيم . " أع 1: 2 - 4 ".

  • شهد بدء قيام أول كنيسة مسيحية في أورشليم والعالم كرسها الرسل أسم والدة الإله . 

  • إحدى قاعاته هي عليه صهيون المشهورة مقر اجتماع التلاميذ للعبادة في عصر الرسل . " أع : 13 - 14 ". 

  • أول قاعدة لانطلاق البشارة بالخلاص ومركز للحياة المسيحية في أورشليم. 

  • كان مركزاً لكرسى أورشليم وفيه أقام يعقوب أخو الرب أول أساقفة أورشليم ----

  • اختار الروح القدس القديس متياس الرسول بدلاً من يهوذا الأسخريوطي . عندما ألقى التلاميذ قرعة بين متياس ويوسف " أع 15: 1 - 26 ". 

  • جاء القديس بطرس الرسول بعد أن خرج من السجن بواسطة ملاك الرب ، حيث كان التلاميذ والمؤمنون يجتمعون للصلاة من أجله " ---- ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كثيرون مجتمعين وهم يصلون ----- " " أع 12: 12 - 16 ". 

  • وهكذا صار بيت القديس مار مرقس أول كنيسة في العالم . وصار مركز كنيسة أُورشليم ، ومركز أسقفها القديس يعقوب البار ، الذي صلى القداس الإلهى الأول فيه ، وذلك في يوم الأربعاء التالي ليوم أحد العنصرة . 

إعداده للخدمة 

كانت تدابير الله أن يلتقي مارمرقس وهو شاب صغير بالسيد المسيح فتعلق به وفتح قلبه لتعاليمه المحيية . كما كانت عيناه تسجلان تحركاته وخدمته . واشترك مارمرقس في عرس قانا الجليل حيث عمل الرب أولى معجزاته" يو 2 " وكان واحد من الخدام الذين ساعدوا في ملء الأجران ماء ، ثم انضم مارمرقس إلى رسل السيد المسيح ، وأصبح أحد السبعين رسولاً . 

مارمرقس هو الشاب حامل جرة الماء الذي أشار إليه السيد المسيح حينما أرسل تلميذه ، ليعدا الفصح قائلاً :" اذهبا إلى المدينة فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء ". 

مارمرقس الكاروز المسكوني

صفته المسكونية : مرقس الرسول ليس كاروزاً للديار المصرية فقط بل هو كاروز لكل المسكونة لأنه بشر في العالم القديم فقد بشر في أسيا وأوربا وأفريقيا، تباركت به كل أقطار الأرض ،هذا الرسول العظيم في الرسل الذي ننتمي إليه ، ونرتبط به ، لأننا وُلدنا في المسيح يسوع بواسطته ، وإليه يعود إيماننا الأقدس ، كقول القديس بولس الرسول ، " أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل " " 1 كو 15: 4 ". 

العظيم مارمرقس الرسول ، كانت له شخصيته المتميزة ، وثقافته العالية ، وفكره الصائب ، ورؤيته الثاقبة ، والتي إنعكست على كرازته وخدمته في كل مكان ذهب ليبشر ويكرز بكلمة الخلاص . وتُعتبر الإسكندرية هي مركز كُرسيه الرسولي ، حيث نعاين العمل الإلهي في حياة أبينا وكرازته وكيف كان ومازال هذا العظيم في الرسل مارمرقس نبراساً يُضيء للكل طريق الملكوت . 

 تعالوا بنا نتتبع رحلة كرازته : 

  • مارمرقس يبشر أبيه : في طريقه إلى الأردن هو ووالده فجاءهم أسد ولبؤة ، فصلى القديس مرقس إلى السيد المسيح ، فانشق الوحشان وماتا ، فآمن أبوه بالسيد المسيح . 

  • مارمرقس يرافق بطرس الرسول : في خدمته بأورشليم واليهودية وبيت عنيا ، والمناطق المجاورة . بحكم صلة النسب بينهما .  

  • مارمرقس يرافق بولس وبرنابا : في رحلتهما التبشيرية الأولى حيث ذهبوا إلى أنطاكية وسلوكية وبافوس و برجة بمفيلية " أع 4: 13 ، أع 27: 11 - 30 ". 

  • مارمرقس يحضر أول مجمع : في أورشليم " سنة 50 م " برئاسة يعقوب الرسول . 

  • مارمرقس يكرز في روما : بناء على دعوة بولس الرسول يساعده  في الخدمة واشترك معه في تأسيس كنيسة روما هناك وسافر إلى كولوسي ثم إلى أفسس وبقى حتى أرسل إليه بولس الرسول رسالة لتلميذه تيموثاوس ليأتي إليه فذهب إلى روما ومكث هناك حتى نال كل من بولس وبطرس  إكليل الشهادة عام 67 م . 

  • مارمرقس يكرز في كولوسي و أفسس : ويتضح ذلك في وصية بولس الرسول لأهل كولوسي . " كو 4: 10 " ثم سافر إلى أفسس. 

  • مارمرقس يكرز في البندقية لاكويلا في إيطاليا : وتتخذه مدينة البندقية " فينيسيا بإيطاليا " شفيعاً لها ، وقد أقام أهلها أسداً مجنحاً في ساحة مارمرقس بمدينتهم . 

  • مارمرقس يكرز في الخمس مدن الغربية : " مسقط رأسه " ومكث هناك نحو سنتين افتقد فيها المؤمنين ونظم الكنيسة وأقام لها أسقفاً وقسوس وشمامسة ومنها أتى إلى مصر . 

  • مار مرقس وكرسي روما 

  • كانت روما هي عاصمة الإمبراطورية الرومانية ، وهي المدينة الأولى في العالم القديم . وقد بشر فيها القديس بولس الرسول وكتب إليها رسالته " راجع : رو 5: 1 ، 13 ، 20: 15 " " غل 7: 2 - 9 " " أع 15: 9 ، 18: 21 ، 22 ، 30: 18 ، 31" " ومنها كتب رسائله إلى أهل أفسس ، وأهل فيليبي ، أهل كولوسي ، وإلى فليمون .

  • لذلك يعتبر القديس بولس الرسول هو المؤسس الحقيقي لكرسي روما ، وإن كانت الكنيسة الكاثوليكية تنكر عليه ذلك ، وتعتبر القديس بطرس الرسول هو أول من ذهب إليها وأسس كنيستها . فهذا يُعتبر منافياً للحق وللتاريخ . لأن القديس بطرس ذهب إلى روما متأخراً وفيها استشهد عام 67 م . بينما القديس بولس الرسول أقام فيها وعين أسقفاً للكنيسة هناك . 

  • أما قديسنا العظيم مارمرقس الرسول ، فقد كان يعمل مع القديس بولس الرسول في روما ، يكرز ويبشر ويخدم هناك ويتبين هذا من : 

  • رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل كولوسي إذ يقول : " يسلم عليكم ارسترخس المأسور معي ومرقس ابن أخت برنابا الذي أخذتم لأجله وصايا ، إن أتى إليكم فاقبلوه ، ويسوع المدعو يسطس ، الذي هم من الختان . هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوت الله ---- " "كو 10: 4 ، 11 ". 

  • رسالة القديس بولس الرسول إلى فليمون يقول فيها : " يُسلم عليكم أبفراس المأسور معي في المسيح يسوع ، ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي " " فل 24 ". 

  • رسالة القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس ، حيث يطالبه بحضور القديس مرقس إليه في روما لاحتياجه له في الخدمة فيقول له : " لوقا وحده معي . خذ مرقس وأحضره معك ، لأنه نافع لي للخدمة " " 2 تي 11: 4 ". 

  • من هنا نتبين أن أبينا القديس مار مرقس قد ذهب إلى روما وخدم هناك . بل أنه ظل إلى جانب القديس بولس الرسول ، ولم يتركه إلا بعد استشهاده في عام 67 م . فترك روما وعاد إلى الإسكندرية . 

  • من ناحية أُخرى يذكر ساويرس بن المقفع أن القديس مار مرقس الرسول عندما ذهب أولاً الخمس مدن الغربية ثم إلى الإسكندرية كان موجود قبل ذلك في روما --- فيقول : " --- فلما عاد القديس مرقس من رومية قصد إلى الخمس مدن أولاً وبشر في جميع أعمالها بكلام الله ، وأظهر عجائب كثيرة حتى أنه أبرأ المرضى وطهر البرص وأخرج الشياطين بنعمة الله الحالة فيه وآمن كثيرون بالسيد المسيح من أجله وكسروا أوثانهم التي كانوا يعبدونها --- وعمدهم باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد ولذلك ظهر له الروح القدس وقال له قم أمضى إلى مدينة الأسكندرية ----" . 

  • وهكذا نجد القديس مار مرقس الرسول يشارك القديس بولس الرسول في تأسيس كنيسة روما والخدمة فيها . 

  • مارمرقس يكرز في مصر 

مارمرقس كاروز الديار المصرية 

الله يمهد الطريق : 

  • نبوءة إشعياء النبي : " هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر " " إش 19: 1 ". 

  • وعدها بالبركة الدائمة :"مُبارك شعبي مصر " " أش 19: 25 ". 

  • " في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر ، وعمود للرب عند تخمها " " إش 19: 19 ". 

  • مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر : هرب إليها الرب يسوع في طفولته ، ليحتمي بها ، وتتبارك هي أيضاً به " قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر " " مت 2 : 13 ". 




دخوله مدينة الإسكندرية :

وقت دخول الكاروز مصر كانت الإسكندرية عاصمة الديار المصرية ومن أعظم المدن في العالم القديم حيث:

  • كانت أعظم الثقافية للعالم واشتهرت بمدرسة الإسكندرية التى أنشأها بطليموس الأول ملك مصر ، وكانت مركز العلم والفلسفة والفن والأدب في العالم الوثني ، كما اشتهرت بمكتبة الإسكندرية التي اشتملت على مئات الآلاف من المخطوطات القديمة القيمة . 

  • كانت مركزاً تجارياً جذب إليها التجار من كل بقاع العالم . 

  • انتشرت بها عدة ديانات أهمها الديانة الفرعونية القديمة واليونانية والرومانية واليهودية . 

  • وسط هذا كله جاء مارمرقس يحمل بذرة الإيمان بذرها في أرض مصر الخصبة فوقف وحيداً أمام كل هذه الأديان والفلسفات يصارعها جميعاً وينتصر عليها بقوة الله العاملة فيه ومعه.

تأسيس كنيسة الإسكندرية : 

دخل مار مرقس إلى الإسكندرية سنة 61 م وهو يرفع قلبه ليصلي للسيد المسيح لكي يعينه على خدمته في مصر و يعضده بنعمته الإلهية . 

ظل مار مرقس يسير طوال النهار حتى تمزق حذاؤه فدخل إلى إسكافي يُدعى حنانيا " انيانوس " وأثناء إصلاح الحذاء دخل المخراز في يد الإسكافي فأدماها وصرخ متألماً " يا الله الواحد " . فتقدم مار مرقس نحو حنانيا وتفل على الأرض وصنع طيناً ثم دهن به يد حنانيا قائلاً : " باسم الرب يسوع تعود هذه اليد سليمة وفي الحال التئام الجرح " . 

وما أن انتهى الإسكافي من إصلاح الحذاء وأعطاه لمار مرقس ، حتى دعاه أن يذهب معه إلى بيته ولما دخل مار مرقس إلى بيت إنيانوس حدثهم عن السيد المسيح ، فآمن إنيانوس وأسرته وعمدهم مار مرقس . واتخذ القديس مار مرقس من بيت إنيانوس مركزاً للتبشير بكلمة الخلاص وآمن جمع كثير من المصريين واليونانيين . 

وأمام الانتشار الكبير في الإيمان في مصر استشاط الوثنيين غضباً وفكروا في قتل مار مرقس . عندئذ رأى أن يترك مصر بعض الوقت لذلك قام بسيامة إنيانوس أسقفاً على الإسكندرية حوالي عام " 62 م " وسام معه ثلاثة من الكهنة وسبعة من الشمامسة . 

ورجع مار مرقس إلى الإسكندرية بعد عدة سنوات عام 68 م  فوجد غرسه قد نما وازدهر حتى أنه تم بناء كنيسة في شرق الأسكندرية سُميت " بوكاليا أي دار البقر " ومكانها الآن الكنيسة المرقسية وقام بتفقد رعيته مثبتاً إيمانهم مما هز أركان الوثنية فلقب " بمبدد الوثنية " . 

استشهاد مار مرقس 

انتقام الوثنيين : 

كان الوثنيون يبغضون مار مرقس بغضاً شديداً للأسباب الآتية : 

نجاح عمله في الكرازة بالسيد المسيح . 

زعزعة ديانتهم الوثنية نظراً لتحول عدد كثير من الوثنين إلى المسيحية . 

كان هناك اعتقاد لدى الحكام الرومان أنه إن ضاعت الوثنية ضاعت معها حكومتهم . 

كُل هذا اغضب الوثنيين وعقدوا العزم على قتله ، ظناً منهم أنهم بقتله يبيدون المسيحية معه --- ولكن " أبواب الجحيم لن تقوى عليهم " " مت 16 : 18 " . 

وفي يوم 29 برمودة عام 68 م كان المسيحيون يحتفلون بعيد القيامة المجيد برئاسة مار مرقس في كنيسة بوكاليا وقد تصادف أنه نفس يوم الاحتفال الوثني العظيم بعيد " الإله سيرابيس " ذي الشهرة الكبيرة وكانت الاحتفالات تُقام في المعبد الوثني . 

هاج الوثنيون وبتشجيع من الحكام اتجهوا نحو الكنيسة فاقتحموها وقبضوا عل مار مرقس وربطوه بحبل طويل من وسطه وجروه في الشوارع وفوق الصخور . وظلوا يسحبونه بقسوة وجسمه يرتطم بالأحجار على الأرض حتى تمزق لحمه وتناثر هنا وهناك وتخضبت الأرض بدمه الطاهر وخلال ذلك كان القديس يسبح الله ويشكره على أنه جعله أهلاً لأن يتألم من أجل اسمه . 

وبعدما تعب الوثنيين من جره وتعذيبه ألقوه في سجن مظلم بين حى وميت وفي منتصف الليل وإذ بنور وهاج يسطع أمامه وظهر له ملاك الرب ولمسه وشفاه قائلاً : يا مرقس أيها الخادم الصالح قد أتت ساعتك وستنال مكافأتك حالاً تشجع فقد كُتب اسمك في سفر الحياة . فرفع مار مرقس يديه نحو السماء وقال أشكرك يا مُخلصي يسوع الذي لم تتخلى عني أبداً ، ووضعتني في عداد الذين نالوا رحمتك ، ثم ظهر له الرب يسوع المسيح وأعطاه السلام قائلاً : يا مرقس تلميذي يا إنجيلي ليكن السلام لك . فصرخ مار مرقس قائلاً : ياسيدي يسوع وعندئذ اختفت الرؤية وتعزى بفرح عظيم لذلك تلقبه الكنيسة ناظر الإله . 

في صباح يوم 30 برمودةأخرجوه من السجن ،  ربطوه بحبل من عنقه وسحلوه مرة أخرى في شوارع الإسكندرية ، وما لبث إن إنفصلت رأسه عن جسده وإنطلقت روحه الطاهرة إلى الفردوس لينال ثلاثة أكاليل نورانية : أكليل الرسولية ، وأكليل البشارة وأكليل الشهادة ----

ولما الوثنيون أضرموا ناراً عظيمة لحرقه ، حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة . فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين .

أخذ المؤمنون جسد القديس مارمرقس الطاهر ورأسه إلى كنيسة بوكاليا ووضعوه في تابوت وصلى عليه خليفته الأنبا  أنيانوس وتبارك منه الجميع ، ثم دفنوه في قبر نحتوه خصيصاً له ، وسميت الكنيسة باسمه ، فكانت أول كنيسة في مصر تحمل اسم قديسنا العظيم مارمرقس الرسول وتعيد كنيستنا لإستشهاد القديس مارمرقس يوم 30 برمودة " 8 مايو " .

وظل جسد أبينا القديس مارمرقس ورأسه معاً في تابوت واحد ، موضوعاً في كنيسته " كنيسة بوليكايا " منذ استشهاده عام 68 م وحتى عام 644 ---

وبعد الإنشقاق الخلقيدوني عام 451 ، وقعت كنيسة مرقس في يد الروم الملكيين الذين استولوا على كنائسنا ، وفيها جسد مارمرقس كاملاً .

في يوم الثلاثون من شهر بابه المبارك

ظهور رأس القديس مارمرقس الإنجيلي الرسول وتكريس كنيسته

في أحد الأيام من سنة 644 م ، دخل أحد البحارة العرب إلى الكنيسة ، " كنيسة بوكاليا أو دار البقر بالإسكندرية "فوجد تابوت فتوهم أن فيه ذهباً فوضع يده في التابوت ، فوقعت يده على الرأس فأخذها في الليل وأخفاها في أسفل المركب .ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير ، أبحرت كل السفن وخرجت من ميناء الإسكندرية ، ما عدا تلك السفينة التي بها الرأس . فلم تتحرك إطلاقاً رغم محاولات البحارة في بذل جهودهم لإخراجها . عند ذلك علموا أن في الأمر سراً . فامر عمرو بن العاص بتفتيش السفينة ، فوجدوا الرأس مُخبأة فيها ، فأخرجوها من السفينة ، واحتفظ بها عمرو ، وبعدها تحركت السفينة حالاً ، ففهم عمرو بن العاص ومن معه أن تأخر السفينة كان بسبب وجود الرأس المقدسة فيها . فأحضر البحار الذي خبأها ، فأعترف بجريمته فعاقبه . ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وكان هو الأنبا بنيامين البطريرك الثامن والثلاثين ، وكان هارباً ومختبئاً بأديرة الصعيد . فكتب له عمرو بن العاص خطاباً بخط يده يطمئنه ويعطيه الأمان ، ويطلب منه الحضور . فحضر البابا بنيامين واستلم منه الرأس المقدسة 


NameEmailMessage