-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

يوحنا الحبيب إنجيله ورسائله " المراجع التي تؤكد من الذي كتب إنجيل يوحنا وأيضا رسائله وسفر الرؤيا

 في هذه المدونة سوف أقوم بالحديث عن كاتب الإنجيل بحسب يوحنا 
وأيضاً رسائله 
وسوف أقوم بتقديم المراجع التي تؤكد من الذي كتب 
إنجيل يوحنا وأيضاً رسائله
الكاتب والتاريخ :




 مع إن اسم الكاتب لا يظهر في الأناجيل ، فان التقليد في الكنيسة الأولي ، عُرف به بثبات على أنه الرسول يوحنا 

،  " وكان ايريانوس ،أحد آباء الكنيسة الأولى " حوالي 130  -- 200 ب .م 

والذي بدوره ، كان تلميذاً للرسول يوحنا ، وقد شهد بناء على سلطان بوليكاربوس ، أن يوحنا كتب الإنجيل إبان 

إقامته في أفسس ، آسيا الصغرى ، حين كان قد شاخ 

وفضلاً عن ايريانوس فقد اجمع آباء الكنيسة كلهم ، على ان يوحنا هو كاتب الإنجيل . وقد كتب اكليمندس 

أسقف اسكندرية " حوالى 150  -- 215 ب.م " أن يوحنا ، وهو العالم بالحقائق التي كُتبت في الأناجيل 

الأخرى ، وإذ كان مسوقاً بالروح القدس وضع " انجيلاً روحياً " " رج يوسبيوس : التاريخ الكنسي 

ومما يزيد من دعم التقليد في الكنيسة الأولى ، وجود ميزات داخلية بارزة في الإنجيل 

ففي حين تذكر الأناجيل المتشابهة " متى ومرقس ولوقا " الرسول يوحنا بالإسم حوالي 

عشرين مرة " بما في ذلك المتوازيات 

فإنه لا يذكر مباشرة بالإسم في إنجيل يوحنا ، وبدلاً من ذلك يُفضل الكاتب أن يُعرف عن نفسه بالقول " التلميذ الذي 

يسوع يحبه 

" 13 : 24 ، 19 : 26 ، 20 : 2 ، 21 : 7 ، 20 

إن غياب أي ذِكر لإسم يوحنا مباشرة يبدو لافتا حين يأخذ الإنسان بعين الاعتبار الدور 

الرئيسي الذي يمارسه تلاميذ آخرون ورد ذكرهم في هذا الإنجيل 

لم يكن ذِكر اسمه ضرورياً باعتبار إن قراءه الأوائل فهموا بوضوح إنه كاتب الإنجيل 

كذلك ومن خلال عملية حذف مبنية أساساً على تحليل النص في 

ف 20 ، 21 

فإن هذا التلميذ ، " الذي كان يسوع يحبه " ، ينحصر ليكون الرسول يوحنا 

مثلاً 21:24 ، رج 21:2" . وبما إن كاتب الإنجيل حريص على ذكر أسماء الشخصيات الأخرى في السفر ، 

فلو كان الكاتب شخصاً آخر غير يوحنا الرسول ، لما كان حُذف اسم يوحنا 

إن كون هذا الإنجيل مجهول الكاتب ، يُعزز بقوة ، الجدل حول أرجحية يوحنا ككاتب 

له ، لإن ليس ثمة أحد بهذه الشهرة والسلطان البارز كرسول 

سيكون في وسعه أن يكتب إنجيلاً اختلف بصورة ملحوظة جداً ، في الشكل والمضمون 

عن سائر الأناجيل ، ويحوز هذا القبول الشامل في الكنيسة الأولى 

وعلى نقيض ذلك ، فإن أناجيل الأبوكريفا التي شرعت في الظهور 

ابتداء من أواسط القرن الثاني فُجائياً ، قد نُسبت خطأ إلى رسل أو أشخاص مهمين آخرين 

يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بيسوع ، ولكن تلك الأناجيل رفضتها الكنيسة على المستوى المسكوني 

لقد عُرف يوحنا ويعقوب ، أخوه الأكبر " اع 12 : 2" ، بانهما " ابنا زبدي " " مت 10: : 2-4

وقد أُطلق يسوع عليهما اسم " ابني الرعد " " مر 3 : 17" . وكان يوحنا رسولاً 

" لو 6: 12--16 " ،

وواحداً من الثلاثة المقربين من يسوع ، إلى جانب بطرس ويعقوب 

" رج مت 17 : 1 ، 26 : 37 ، "

كما كان شاهد عيان على خدمة يسوع الأرضية ، ومُشاركاً فيها 

" 1 يو 1 : 1 - 4 " 

وبعد صعود المسيح ، أصبح يوحنا " عموداً " في كنيسة أورشليم "غل 2 : 9 

وقد خدم مع بطرس " اع 3 : 1 ، 4 : 13 ، 8 : 14 

إلى أن ذهب إلى أفسس 

" يقول التقليد إنه ذهب قبل خراب أورشليم "  حيث كتب هناك هذا الإنجيل 

هناك أيضاً نفاه الرومان إلى بطمس " رؤ 1 : 9 " وإلى جانب 

الإنجيل الذي يحمل اسمه ، كتب يوحنا أيضاً رسائله الثلاث وسفر الرؤيا " رؤ1 : 1

وبما أن كتابات بعض آباء الكنيسة تُشير إلى أن يوحنا كان يكتب بحيوية 

وهو في سن متقدمة ، وأنه كان قد اطلع على الأناجيل الأخرى المتشابهة 

لذلك ، فإن كثيرين يؤرخون إنجيله بعد كتابة تلك الأناجيل ، ولكن قبل رسائل يوحنا أو 

سفر الرؤيا ، فقد كتب يوحنا حوالى سنة 80-- 90--ب.م

أي بعد حوالي 50 سنة من معاينة لخدمة يسوع الأرضية 



المرجع : من تفسير الكتاب المقدس : جون ماك آرثر 

ص 1738

وللتأكيد على ذلك أيضاً لنا بقية في هذا الموضوع  "

الان سوف أقدم مرجع آخر للتأكيد 


على أن الرسول يوحنا هو كاتب إنجيله ورسائله 

الإنجيل الرابع -- إنجيل يوحنا -- هو إنجيل الأناجيل ، قدس أقداس العهد الجديد 

يشبهه إكليمنضس الاسكندري بالروح بينما الأناجيل الثلاثة الأخرى هى الجسد 

ويدعوه أوريجينوس " تاج الأناجيل كما إن الأناجيل هى تاج جميع الكتابات المقدسة 

التلميذ المحبوب ، الذي كان يتكيء على صدر يسوع المسيح ، الذي أوكل إليه 

العناية بأُمه ، الذي عمر أكثر من جميع الرسل ، هيأته النعمة أن يقدم للكنيسة 

أعماق رب المجد ---- لقد إمتص في شبابه المبكر أعمق كلمات سيده ، وحفظها 

في قلبه الأمين ككنز ثمين --- وفي شيخوخته المتقدمة ، إستعادها بإلهام الروح 

القدس الحال فيه ، وأرشده إلى كل الحق 

حين ننتقل من بشارة إلى أخرى في نطاق البشائر الثلاث الأولى ، لا نشعر بتغيير 

جوهري  . لكن ما أن ننتقل من إيها إلى إنجيل يوحنا 

حتى نستنشق عبيق جو آخر مختلف 

إن إنجيل يوحنا هو الذي رفع الحجاب عن قدس الأقداس 

وكشف مجد الابن الوحيد المملوء نعمة وحقاً 

وصدق القديس أغسطينوس 

في تصويره حينما قال : " لقد سار الإنجيليون الثلاثة الآخرون مع الرب على الأرض 

كما مع إنسان ، ولم يذكروا إلا قليلاً عن لاهوته 

أما يوحنا ، فكما لو كان يأبى السير على الأرض ، يدوى في فاتحة إنجيله ويحلق 

ليس فوق الأرض وكل دائرة الهواء والسماء فحسب 

بل حتى فوق كل جيش الملائكة 

وكل رتب القوات غير المرئية ، ويصل إلى ذاك الذي به كان كل شيء

ليس إنجيل آخر بين الأناجيل أكثر وضوحاً وعمقاً 

كلامه مفهوم وإن كان مفعماً بالأسرار

وهو بسيط كطفل سامياً كالسارافيم 

وديعاً كحمل جريئاً كنسر ، عميقاً كبحر عالياً كالسموات 

لقد كتب آخر القرن الأول ، وكأنه شمس الغروب الذهبية 

لعصر الألهام الرسولي 

وقد مدت خيوطها إلى كل جيل من أجيال الكنيسة 

كتب يوحنا إنجيله في أفسس أواخر القرن الأول الميلادي 

وهو لا يهدف إلى سرد تاريخ كامل لحياة السيد المسيح 

وإلا كان تكراراً لما سجله الإنجيليون الثلاثة الذين سبقوه 

إلى الكتابة 

ويوحنا نفسه يذكر ذلك صراحة 

" وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب "

" يو 20 :30 بالمقارنة مع 21 : 25 "

أما السبب الذي حمله على الكتابة 

فهو " لتؤمنوا أن يسوع المسيح هو ابن الله . ولكي تكون 

لكم إذا آمنتم حياة باسمه 

" يو 20: 31"

لقد صاغ يوحنا إنجيله تبعاً لحالة الكنيسة واحتياجها أواخر القرن الأول 

مفنداً البدع التي ظهرت وقتذاك 

يذكر إيريانوس أن يوحنا الذي إتكأ على صدر الرب كتب إنجيله في أفسس

بآسيا 

وفي موضع آخر يجعل إيريانوس قيام الهرطقة الغنوسية 

الحافز على كتابة هذا الإنجيل 

ويؤيد ذلك جيروم وفيكتورنيوس 

وهناك تقليد قديم يقول إن يوحنا كتب إنجيله 

بناء على طلب أساقفة آسيا شركائه في الخدمة 

وإنجيل يوحنا هو إنجيل التجسد " الكلمة صار جسداً 

ويبدأ يوحنا إنجيله عن أزلية الكلمة " اللوغس " --- وهو إنجيل الحب 

وفيه وحده تقرأ الآية الذهبية 

" هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به "

" بل تكون له الحياة الأبدية "" 3: 16"

ونقرأ عن الوصية الجديدة 

" حبوا بعضكم بعضاً "

" 13 : 34"


هنا سوف أقدم بعض الشهادات التاريخية عنه 

قبلت الكنيسة منذ البداية ، إنجيل يوحنا كسفر قانوني ، لا يلحقه 

أي ظل من الشك ، وأنه من كتابة يوحنا الرسول 

والأدلة على ذلك قديمة جداً ، وترجع إلى بداية القرن الثاني 

بعد كتابته بفترة وجيزة جدا 

وهذه الأدلة تشمل شهادات أرثوذكسية وهرطقية ، وكتابات بعض 

الوثنين من أعداء المسيحية 

ولا يشذ عن هذا الإجماع سوى صوت واحد مُخالف لا يكاد يسمع، وهو 

الخاص بشيعة الألوجيين 

الذين أنكروا هذا الإنجيل لأنهم كانوا يُعارضون عقيدة اللوغوس 

التي إنفرد بها يوحنا في إنجيلبه 

ومن ثم نسبوا إنجيله وسفر الرؤيا إلى عدوه كيرينثوس الهرطقي

والآن نعرض لأهم هذه الشهادات 

الشهادات الأرثوذكسية 

ونبدأ بشهادات القرن الرابع ونتدرج حتى نصل إلى عصر يوحنا نفسه

جميع مخططوطات العهد الجديد القديمة اليونانية 

بما في ذلك النسخة السينائية والفاتيكانية التي ترجع إلى أوائل 

القرن الثاني 

والتي هى منسوخة عن مخططوطات أقدم منها ترجع إلى القرن الثاني 

وجميع النصوص القديمة بما في ذلك السريانية واللاتينية القديمة من القرنين 

الثاني والثالث

جميع هذه بلا استثناء 

تحوي إنجيل يوحنا . ولا شك أن هذه المخططوطات والنصوص تُمثل إجماع الكنائس العام

في أنحاء العالم 

ثم بعد ذلك لدينا شهادات جميع آباء الكنيسة 

حتى منتصف القرن الثاني يدون أي صوت مُخالف 

أو ظل من الشك 

ومن هؤلاء إيرونيموس " جيروم " 414

ويوسابيوس " 430" وأوريجينوس 254

وهو عالم عصره الكبير ومفسر إنجيل يوحنا 

وترتليانوس وإكليمنضدس الأسكندري حوالي 190

وهو الفيلسوف المسيحي الذي تنقل وزار بلاد 

اليونان وإيطاليا وسوريا وفلسطين مُعلماً

وإيريانوس أسقف ليون منذ سنة 178 

وهو مواطن من آسيا الصغرى وتلميذ بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول 

الذي بنى دفاعه الأساسي ضد هرطقة الغنوسيين 

على إنجيل يوحنا 

ويشهد أن الأناجيل القانونية أربعة لا 

أكثر ولا أقل 

كما قبلتها جميع كنائس العالم المسيحي في زمانه بإجماع عام 

وثاوفيلس الأنطاكي 180

الذي إقتبس من إنجيل يوحنا وأشار إلى ذلك 

ووثيقة موراتوري التي تروى 

ظروف كتابة إنجيل يوحنا 

وتتيان السوري " 155-- 170" في خطابه 

إل اليونانيين 

يقتبس كثيراً من إنجيل يوحنا 

وبدأ كتابه " الدياتيسرون " الذي إنتشر إنتشاراً واسعاً 

في الكنيسة الأولى 

بافتتاحية إنجيل يوحنا 

ويوستينوس الشهيد معلم تاتيان في دفاعية الأول والثاني 

وحواره مع تريفو اليهودي 

قبيل منتصف القرن الثاني 

اقتبس من إنجيل يوحنا 

وكذلك الآباء الرسوليين 

فقد اقتبس منع أغناطيوس 

وكذلك بوليكاربوس تلميذ يوحنا نفسه إقتبس 

من رسالة يوحنا الأولى 

وهى شهادة بطريق غير مباشر للإنجيل لأنه إما أن نقبل هذين الكتابين أو نرفضهما

معا 

ثم بابياس الذي إقتبس من إنجيله واستشهد برسالته الأولى 

ولنا تكملة أخرى مع 

شهادات الهراطقة ، وشهادة الوثنيين 

شهادة الهراطقة : في الاكليمنضيات المزورة عدة إشارات واقتباسات من إنجيل 

يوحنا 

وقد استخدم الغنوسيون في القرن الثاني ، إنجيل يوحنا بكثرة واستشهدوا به 

وقد كتب هيراكليون تلميذ فالنتينوس المبتدع 

تفسيراً لإنجيل يوحنا 

وقد حاول فالنتينوس نفسه -- بناء على رواية ترتليانوس

أن يفسره 

وباسيليوس الذي إشتهر حوالي 125 إقتبس من هذا الإنجيل 

وشهادات الهراطقة في حد ذاتها قاطعة 

كان ممكن أن يرفض الغنوسيون الإنجيل الرابع كله

كما فعل مرقيون لتعارضه مع عقيدته 

لكن الغنوسيون اعترفوا به في ذلك الوقت المبكر 

أول القرن الثاني -- لأنهم كانوا لا يملكون إنكاره

شهادة الوثنيين : والفيلسوف الوثني كلسوس 

عدو المسيحية اللدود 

في كتابه ضدها حوالي سنة 178 

إستمد المادة التي هاجم بها المسيحية من الأناجيل 

الأربعة 

ويذكر تفاصيل دقيقة لم ترد إلا في إنجيل يوحنا 


والآن بعد ما عرضنا للشهادات التاريخية المختلفة 

لإنجيل يوحنا 

نختم بعبارة لطيفة دونها العالم والمؤرخ شاف 

يقول : لا يمكن لكاتب من القرن الثاني 

أن يخرج مثل هذا الكتاب الرائع 

" إنجيل يوحنا "

الذي يسمو على كتابات 

يوسبيوس الشهيد وإيريانوس وترتليانوس واكليمنضدس 

وأوريجانوس 

أو أي أب آخر أو عالم أو مصلح

وما كان ممكناً لأي كاتب من القرن 

الأول أن يكتبه إلا رسول ، ولا رسول 

آخر سوى يوحنا 

ويوحنا نفسه ما كان يمكنه 

أن يكتبه دون وحى إلهي 

المرجع : الكنيسة المسيحية في عصر الرسل 

ل مثلث الرحمات 

نيافة الأنبا يوأنس 

ص 382  --- 386

وللتأكيد على هذا أيضاً لنا بقية في هذا الموضوع 

الخاص بإنجيل يوحنا ورسائله 

للتأكيد على من هو كاتبه 

ومعنا مرجع آخر 

بخلاف معظم رسائل العهد الجديد 

لا تعرفنا رسالة يوحنا الأولى بشخصية الكاتب 

ويأتي أول تعريف به عن طريق 

آباء الكنيسة 

إريانوس 140 -- 203م

وإكليمندس الإسكندري 150 -- 215 م 

وترتليانوس 155 -- 222 م

وأُوريجانوس 185 -- 253 م

وكلهم عًرفوا الكاتب بإنه يوحنا الرسول 

وحسب علمنا لم يُفترض اسم كاتب آخر من قبل الكنيسة الأولى 

تبرهن هذا التعريف من قبل التقليد الكنسي ببراهين من الرسالة نفسها 

فأسلوب كتابة إنجيل يوحنا يطابق بشدة أسلوب هذه الرسالة 

فكلاهما كُتب باليونانية المبسطة مع استخدام المقارنات 

مثل النور والظلمة ، الحياة والموت ، الحق والأباطيل 

المحبة والكراهية 

الكلمات والتعبيرات المتشابهة ، مثلما نجده في الفقرات التالية ، اللافتة للنظر 

رسالة يوحنا الأولى 

إنجيل يوحنا 

1:1

1: 1،14 

1:4

16:24

1: 6 - 7 

3:19 - 20

2:7

13: 34 - 35


3:8

8:44

3:14

5:24

4:6

5:47

4:9

1:14،18 , 3:6

5:12

5:32،37

5:12

3:6

ذكر شهادة شهود عيان " 1 يو 1 : 1 - 4 " تتفق مع حقيقة أن يوحنا كان تابعاً 

للرب يسوع المسيح منذ الأيام الأولى لخدمته 

" خدمة الرب يسوع المسيح "

الأسلوب المليء بالسلطان الذي يملأ الرسالة 

ويلاحظ فيما توصي به 

1يو

2:24،28, 4:1 , 5 :21 

وتأكيداتها الحازمة 

1يو

2:6 , 3:14 , 4:12

وتعريفها المحدد للإثم 

1يو

1:6 ،8 , 2:4، 22 

وهو ما يمكن توقعه من احد الرسل 

افتراض التقدم في العمر 

حيث يخاطب قراءة " كأولاد " " 1 يو 2: 1 ، 28, 3:7 " مما يتفق 

وتقليد الكنيسة الأولى فيما يتعلق بعمر يوحنا حين كتب الرسائل 

التي تنسب إليه 

وصف الهراطقة بإنهم " دجالون مقاومون للمسيح " " 1 يو 2 : 18 " وكذابون " 1 يو 2 : 22 

وأولاد إبليس " 1يو 3 : 10 " وكل هذه الصفات تتسق مع وصف الرب يسوع ليوحنا على إنه " ابن الرعد " " مر 3 : 17

الدلالات على العلاقة الوثيقة بالرب " 1 يو 1 : 1 ، 2 : 5 - 6 ، 24، ، 27-28" تناسب 

الأوصاف التي قيلت عن يوحنا بإنه 

" التلميذ الذي يحبه يسوع " 

الذي كان متكئاً على حضنه " يو 13 : 23

المرجع : الكتاب المقدس الدراسي 

ص 3016 ، 3017

وهنا مرجع آخر يقدم لنا بشارة يوحنا 

ويؤكد على إن كاتبها هو الرسول يوحنا الحبيب 

ولطريقته في التقديم طريقة مشوقة جدا جدا 

سوف أقوم الآن بعرضها لكم 

تفسير العهد الجديد 

وليم باركلي 

شرح 

بشارة يوحنا 


كاتب هذه المقدمة يكتب 

فيقول عن هذا البشير ص 9 ،10

البشير الذي له عين النسر 

بشارة ---- يوحنا ، بالنسبة للكثيرين من المسيحين 

هى أثمن سفر بين أسفار الإنجيل 

بل هى قدس أقداس العهد الجديد 

فهو السفر الذي يُغذي العقل ، ويملأ القلب ، وتستريح إليه النفس 

وكثيراً ما نشاهد مرسوماً على زجاج النوافذ في الكنائس التقليدية 

صور الحيوانات الأربعة التي شاهدها يوحنا الرائي حول العرش 

" سفر الرؤيا 4 : 7 "

لترمز إلى البشيرين الأربعة 

ومع إن هذه الرموز يمكن أن نطبقها على أكثر من بشير 

إلا أن التقليد اصطلح على أن يرمز إلى البشير مرقس بوجه إنسان 

لأنه كاتب أكثر البشائر صراحة ، وأوضحها ، وأقربها إلى صورة الإنسان 

أما الأسد ، فهو يرمز إلى البشير متى ، لأن بشارة متى تقدم لنا شخص المسيح في صورة المسيا ، والأسد الخارج من سبط يهوذا . والثور هو رمز البشير لوقا ، لأن الثور رمز الخدمة ، والتضحية ، والذبيحة 

 ولقد رسم البشير لوقا 

شخص المسيح في صورة خادم الإنسانية الأعظم 

والذبيحة التي تكفي البشرية جمعاء 

أما عند كتابته عن النسر فيقول 

النسر هو الرمز الذي يشير إلى كاتب البشارة الرابعة 

لأن النسر بين كافة المخلوقات الحية ، هو الكائن الوحيد الذي 

يستطيع أن يتطلع بعينين مفتوحتين إلى وهج الشمس الساطع 

وهو يشق طريقه إلى العلاء 

ويوحنا بين كافة كتابات العهد الجديد هو الوحيد الذي استطاع بنظرته الثاقبة ، أن يفتح عينيه 

على سعتهما ، في ضوء نور شمس البر 

وأن يخترق أسرار الحق الخالد ويصل إلى قلب الله 

لذلك لا غرابة أن نقول ، إن كثيرين يقتربون أكثر 

إلى معرفة الله ، في شخص المسيح 

عن طريق بشارة يوحنا ، أكثر من أي إنجيل آخر 

البشارة التي تختلف عن سواها ص 10 -- 13

 فهو يوضح لنا ، حتى لو درس هذه البشارة بشكل سطحى سريع

فإنه يستطيع أن يكشف تباينها عن البشائر الثلاث الأولى 

فهى لا تورد الكثير مما أوردته تلك البشائر 

إنها لا تتحدث عن ميلاد المسيح ، ولا معموديته 

ولا تذكر شيئاً عن التجارب الثلاث في البرية 

وهى لا تتحدث أيضاً عن العشاء الأخير ولا جثيماني ولا حادثة الصعود

ولا تشير بكلمة واحدة إلى معجزات إخراج الشياطين 

والأرواح الشريرة 

وربما أغرب الكل ، إننا لا نقرأ فيها شيئاً من أمثال السيد المسيح 

وقصصه ، التي تكون جانباً جوهرياً من البشائر الأولى 

في البشائر الثلاث الأولى نستمع إلى يسوع يتحدث إلينا 

إما عن طريق أمثال أو قصص تعليمية أو في صور كلمات قوية حية أخاذة 

تلصق بالذاكرة 

أما في البشارة الرابعة فإننا نجد أي خطاب للسيد المسيح 

يحتل اصحاحاً كاملاً أو أكثر من اصحاح 

وأقوال المسيح في بشارة يوحنا نراها تتخذ طابعاً جدلياً 

على النقيض من الجمل الحكمية التي تتألق في البشائر الأولى 

ومن الأمور التي تدعو للغرابة أيضاً 

الصورة المغايرة التي قدم بها يوحنا بعض الحقائق 

عن حياة المسيح وخدمته ، مما يعطى المجال للقاريء 

السطحى أن يكتشف بعض التناقضات الظاهرية 

  • فالبشائر الثلاث الأولى تؤكد أن خدمة المسيح الجهارية بدأت بعد أن أُسلم 
يوحنا المعمدان . في بشارة مرقس الاصحاح الأول والعدد الرابع غشر 
نجد القول " وبعد ما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز 
ببشارة ملكوت الله ". ونفس المعنى 
يتكرر في لوقا " 3 : 18 -- 20 " وفي متى " 4 : 12 
ولكننا في بشارة يوحنا نرى خدمة يسوع تتداخل مع خدمة المعمدان في حياته 
" يو 3 : 22 -- 30 ، 4 : 1 ، 2 "
  • في بشارة يوحنا أيضاً 
نرى مسرح خدمة المسيح ، يختلف عن مسرح خدمته في البشائر الأخرى 
فخدمة المسيح في البشائر الأولى تتركز في الجليل 
ولا نراه يتألق في العاصمة 
إلا في الأسبوع الأخير من حياته 
وهذا على خلاف ما يبدو في بشارة يوحنا ، حيث تكون أورشليم 
واليهودية هى مسرح خدمة يسوع 
ولا نراه في الجليل إلا في فرص خاصة 
فهو في أورشليم في عيد الفصح الذب قام فيه بتطهير الهيكل 
" يو 2 : 13"
وهو أيضاً في أورشليم في العيد الذي لا يسجل البشير اسمه 
" يو 5 : 1 " 
وهو هناك في عيد المظال " يو 7 : 2 -- 10 
وهو هناك في الشتاء في عيد الجديد " يو 10 : 22
كما أنه لم يترك أورشليم بعد هذا العيد
أي أنه بقى شهوراً طويلة من الشتاء 
إلى عيد الفصح الذي تم فيه القبض عليه ومحاكمته وصلبه 
ويبدو لنا فقرة من فقرة وردت في مرئية المسيح على أورشليم 
وسجلها لنا متى ولوقا . أن يوحنا على حق 
فأننا نستمع إلى قول السيد :" ياأورشليم --- ياأورشليم 
ياقاتلة الأنبياء ، وراجمة المرسلين إليها 
كم مرة أردت أن أجمع أولادك 
كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا 
" مت 23 : 37 " ، " لو 13 : 34 
ومعنى هذا أن السيد قام بزيارة أُورشليم المرة تلو المرة 
فليس من المنطقي أن يتقدم بمثل هذا القول في أول زيارة 
يقوم بها للمدينة المقدسة 
وفي هذا الصدد
نورد ما جاء في التاريخ الكنسي ليوسابيوس عن البشائر الأربعة 
قال " في أيامنا حوالى 300 ميلادية " أعتاد كثيرون من العلماء 
أن ينادوا بهذه الآراء عن البشائر 
فقالوا أن متى قام بنشر الدعوة بين شعب اليهود 
فلما حان الوقت ليفارقهم إلى خدمته بين الأمم 
بدأ يسجل كتابة قصة يسوع باللغة العبرانية حتى يعوض ببشارته الخدمة التبشيرية 
التي سيضطر إلى تركها 
وبعد أن قام مرقس ولوقا ، بتقديم بشارتيهما 
كان يوحنا ما يزال يتقدم بقصة يسوع للجماهير شفاهياً دون أن يسطرها 
وأخيراً قام بكتابة بشارته للأسباب التالية 
أن البشائر الثلاث كانت قد كتبت وتداولتها الجماهير كما تداولها هو 
وأقر الجميع بقانونيتها وشهدوا لصدقها 
وهكذا قام يوحنا بتسجيل أحداث الفترة التي أغفلها 
البشيرون الثلاث الأولون 
والأعمال التي قام بها السيد فيها 
أي خدمة السيد قبل سجن يوحنا المعمدان ونهايته 
وهكذا فإن التلميذ الحبيب 
يُقدم لنا في بشارته الأعمال والتعاليم التي تُقدم بها السيد قبل أن يُقبض 
على يوحنا المعمدان ، ويزج به في السجن 
بينما يذكرون البشيرون الآخرون الأحداث التي لحقت هذا التاريخ 
أي الجزء الأخير من حياة يوحنا 
" التاريخ الكنسي ليوسابيوس 5: : 24 "
وعلى ذلك حسب رأى يوسابيوس لا يوجد تعارض بين البشارة الرابعة ، وبين الثلاث الأولى 
كل ما في الأمر أن البشارة الرابعة على الأقل في اصحاحتها الأولى  تصف خدمة السيد في أُورشليم 
 في نفس الوقت الذي كان فيه المعمدان يقوم بخدمته حراً طليقاً 
  • إن القاريء للبشائر الثلاث يكاد يرى أن خدمة يسوع المسيح لا تزيد في فترتها عن عام واحد 
فليس هناك سوى فصح واحد خلال الخدمة كلها 
وربما يرجع ذلك إلى الفترة القصيرة التي عرض لها البشيرون الثلاثة 
بينما بشارة يوحنا تُقدم لنا ثلاثاً من فرص أعياد الفصح 
الواحد الذي فيه تم تطهير الهيكل " يو 2 : 13
والثاني قُبيل معجزة إشباع الخمسة آلاف " يو 6 : 4 
والثالث الذي تم في خلاله صلب المسيح 
هنا نرى خدمة المسيح تصل إلى عامين أو ثلاثة أعوام 
ومع ذلك الذي يدرس البشائر الأولى بإمعان يستطيع أن يرى أن الحوادث 
المتلاحقة تُشير إلى فترات طويلة 
وهذا مما يؤكد ويؤيد صدق البشير الرابع 
فحينما قُطف التلاميذ سنابل الحنطة ، وكانوا يفركونها بأيديهم 
ويأكلون " مر2 : 23 " --- لابد إن هذا التوقيت كان ربيعاً 
وحيُما أُشبع السيد الجماهير " مر6 : 39 " أجلسهم 
التلاميذ على العشب الأخضر 
وهذا يشير ضمناً إلى أن هذا ربيع آخر 
فلابد وأن تكون قد مرت فترة عام كامل بين الربيعين 
بعد هذا تأتي جولة السيد مع تلاميذه في ربوع 
صور وصيدا ، ثم حادثة التجلي 
وفي حادثة التجلي 
نستمع إلى بطرس يقول للسيد " جيد أن نكون ههنا : فلنصنع ثلاث مظال 
فمن الأرجح أن تكون تلك الفرصة فرصة عيد المظال 
ومن الطبيعي أن تتجه أفكار بطرس 
إلى العادة السرية في ذلك العيد 
" مر 9 : 5 "
وعيد المظال اليهودي يأتي في شهر أكتوبر 
فهناك فترة أخرى بينه وبين الفصح الأخير في أبريل 
أي إننا نستطيع تميزه في حياة السيد المسيح
من خلال بشارة مرقس ، ربيعاً ثم ربيعاً بعده
ثم عيد المظال ، ثم الفصح الأخير 
أي ما يُقل عن ثلاثة أعوام 
وهذا يؤيد صدق يوحنا ، كما يؤيد بالتالي صدق البشائر الأربعة 
أي الأحداث المتراكبة قد تُعطى للدارس السطحي 
صورة تغاير الحقيقة 
ولكن المتعمق يستطيع أن يلمس وحدة البشائر كلها 
الأحداث التي تتفرد بها البشارة ص 13 -- 15
إن يوحنا ، في عدم تكراره ، لما تقدم به البيشيرون الآخرون 
قد أفسح المجال لقصص وأحداث أخرى في حياة السيد المسيح
لم ترد في البشائر الأولى 
فيوحنا هو الوحيد الذي يُخبرنا بمعجزة المسيح في عرس 
قانا الجليل " 2 : 1 -- 11 
وعن حواره مع نيقوديموس " 3 : 1 - 15
وعن المرأة السامرية ص4
وعن معجزة إقامة لعازر من بين الأموات ص 11
وعن حادثة غسل أرجل التلاميذ " 13 : 1 - 17
وعن حديث السيد الذي يكشف الكثير من أسرار الأقنوم الثالث 
 "الروح القدس المعزي "
وهذا نجده في كثير من المواضع ما بين الفصل الرابع عشر 
إلى الفصل السابع عشر 
في يوحنا نرى لمسات رائعة تُظهر لنا شخصية التلاميذ 
فتوما نستشف طبيعته من خلال أحاديثه
" 11 : 16 ,14:5, 20:24 -- 29 "
وإندراوس شخصية حية نلمسها ونعرفها 
" 1 : 40-41 , 6,8,9,12:22"
وفيلبس نراه مجسماً أمامنا 
" 6 :5 --7 , 14 : 8 --9 "
ويهوذا نصغى إلى إعتراضه على السيد المسيح 
في بيت عنيا "12 :4
إن هذه اللمسات الشخصية هى الصورة الفريدة التي نلمسها في 
بشارة يوحنا 
والصورة التي ترسمها ريشة البشير عن توما ، أو إندراوس ، أو فيلبس 
هى رسوم خالدة تلتصق بالذاكرة كما نرى 
حتى إننا لا يمكن أن ننساها 
بل الأكثر من هذا إن التفاصيل الدقيقة التي يقوم بعرضها عن الأحداث 
تُظهره لنا كشاهد عيان لتلك الأحداث 
فالأرغفة التي تقدم بها الصبي ليسوع لإشباع الجماهير 
كانت من شعير " 6 : 9
وحينما جاء يسوع إلى تلاميذه بينما كانوا معذبين في التجديف في تلك الأمسية العاصفة 
كانوا قد جدفوا بعيداً عن الشاطيء حوالي 
خمسة وعشرين أو ثلاثين غلوة 
أي ما يقري من ثلاثة أو أربعة أميال " 6 : 19
وفي عُرس قانا الجليل كانت هناك ستة أجران حجرية للتطهير 
حسب تقاليد اليهود " 2 : 6 
وفي حادثة الصليب ينفرد يوحنا بذكر حادثة أكليل الشوك " 19 : 5 
وبعد دفن يسوع يُذكر حادثة الإقتراع على ملابسه "19 : 23
حتى المر والأطياب ، التي أُستخدمت في تطيب جسد المسيح
بعد الموت ، كانت نحو مئة مناً " 19 : 39
هذه تفاصيل قد تبدو بلا لزوم لكنها تشير إلى صدق ما تقدم به البشير 
وتدل على إنه شاهد عيان لتلك الأحداث 
لمحة أُخرى تدل على عمق معرفة هذا البشير ، ودرايته التفصيلية بكل ما يتعلق
ببلاده ، والأحداث التي مرت بها 
فهو يعرف كم من الوقت استغرق الهيكل في بناءه" 2 : 20
وهو يتحدث عن المداوة التقليدية السائدة بين اليهود والسامريين " 4 : 9
وهو يشير إلى نظرة اليهود
أو الشرقيين عامة ، إلى المرأة ، وإلى الحديث معها " 4 : 9
وهو يعرف الطريقة التي يحفظ بها اليهود السبت ، ويقدسونه 
" 5:10,7:23 -- 31 , 9 : 14"
زد إلى ذلك معرفته الدقيقة بجعرافية فلسطين 
فهو يعرف أن بيت صيدا كانت موطن بعض التلاميذ 
" 1 : 44 , 12 : 21 "
أما قانا  فهي في الجليل 
"2 : 1 , 4 : 6 , 21 : 2 " 
وسوخار بالقرب من شكيم " 4 : 5 
أما أُورشليم فهو يعرف كل مكان فيها 
فهناك بوابة الضأن ، والبركة القريبة منها " 5 : 1
وبركة سلوان " 9 : 7 " ورواق سليمان بالهيكل 
" 10 : 23 " 
ونهير قدرون " 18 : 1 " ، والبلاط المدعو جباثا " 19 : 13 
والجلجثة التي تشبه في منظرها الجمجمة " 19 : 17 
وهنا نلاحظ إن أُورشليم خربت عام 70 ميلادية ، وإن يوحنا لم يكتب 
بشارته ، حسبما رجح المؤرخون ، وتدل القرائن ، إلا قُرب عام 100 ميلادية 
ومع ذلك كان له من صفاء الذاكرة ، ما يجعله يتذكر كل كبيرة وصغيرة في أُورشليم 
في أيام السيد المسيح 
  • الظروف التي سُطرت فيها البشارة ص 15 -- 17 
  • ما هى الظروف التي دفعت يوحنا إلى كتابة بشارته ؟ وما هو الهدف من كتابتها ؟
من المرجح أن بشارة يوحنا       ، قد كُتبت حوالي عام 100 للميلاد ، في مدينة أفسس 
في ذلك الوقت ، كانت قد ظهرت ظاهرتان متميزتان ، في وضع الكنيسة المسيحية : أولاهما 
أن المسيحية كانت قد إنتشرت في العالم الوثني . فلم تعد بعد وقفاً على أورشليم ، واليهودية ، والسامرة 
ومعظم أتباعها لم يعودوا من اليهود ، بل من الأمم 
  • وإبتدأت المسيحية تقف وجهاً لوجه أمام الفلسفة اليونانية 
  • لذلك فقد أصبح من اللازم تقديم الحق المسيحي الخالد ، في ثوب جديد . ليس 
لإن حق المسيحية يحتاج إلى التغيير والتبديل حسب مقتضيات العصر ، بل لإن الحق ، ينبغي أن 
يلبس الثوب الذي يلائمه . لنأخذ مثلاً واحداً 
بشارة متى -- لنفرض أن يونانياً في ذلك العصر تناول هذه البشارة ، ماذا يرى 
فيها ؟ أن أول ما يلتقي به سلسلة طويلة من الأنساب التي تتصل بشخص المسيح وأصله حسب الجسد
ولقد كانت معروفة عند اليهود . ولكن العقلية اليونانية ما كانت تستسيغها 

ثم ماذا بعد ؟ أنه يقرأ عن يسوع إنه ابن داود ، من النسل الملكي 
وماذا يعرف اليونانيون عن داود ، وعن نسبه 
وعن تلك الرموز العنصرية التي تتركز فيها آمال أمة خاصة ، وشعب خاص ؟
وأي صلة لليهود به ، ولملوكهم بأفكاره وآماله ؟
ثم تتحدث البشارة عن يسوع كالمسيا ، أو الملك المنتظر 
هل يلزم لليوناني ، الذي يريد أن يعتنق المسيحية أن يدخل في معميات هذه الأفكار اليهودية 
ومجاملها ؟ هل يلزم له أن يقوم بدراسة التاريخ اليهودي ، والأدب الرمزي النبوي ، الذي تحدث عن المسيا 
وعلاماته ، حتى يصبح مسيحياً ؟
ألا يوجد هناك طريق سهل للوصول إلى قلب المسيحية ورسالتها ، غير هذا الطريق اليهودي الطويل ؟
لقد كانت العقلية اليونانية ، مركز الفكر الثقافي في العالم الكائن حينذاك 
هل يلزم لليوناني أن يتنكر لتراثه الفلسفي العظيم ويعتنق العقلية اليهودية ، ومنهج الفكر العبراني 
ليكون في هذا المدخل الوحيد إلى الفلسفة المسيحية ؟
ولقد جابه يوحنا المشكل بعقلية متسمة متزنة 
وأرشده روح الله للحل الذي يبدو كأعظم حل توصلت إليه عقلية إنسان 
رضع لبان العبرانية ، وتأثر بها ، ثم عنت له مشاكل الفلسفة اليونانية 
وسوف نقوم بعرض للمنهج الفكري الذي أتبعه يوحنا في تفسيره لبعض المشكلات اللاهوتية 
مما يتفق والعقلية اليونانية 

NameEmailMessage