-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

القديس متى الرسول








القديس متي الرسول

القديس متي الرسول هو كاتب إنجيل متى

 

القديس متى " هو كاتب إنجيل متى " 

كلمة " متى " تعني " " عطية الله " من الكلمة العبرية " متاثيا "  بالعبرانية " نثنائيل " وباليونانية " ثيودورس " والتي عُربت تادرس . وعُرف بهذا الإسم بعد دعوة السيد المسيح له . 

وإسمه الأصلي قبل البدء في سلك التلمذة للمسيح هو " لاوي بن حلفى من سبط لاوي " ، وهو إسم عبري ،  وُلد في قانا الجليل ، ومعناه " مقترن " ، ويشير إلى التخصص للرب وخدمته . 

وهو واحد من الإثنى عشر تلميذاً الذين اختارهم الرب يسوع .

والذي أرتبط بوظيفته كعشار يجمع الضرائب ، فهو كان عشاراً ، على مُستوى رسمي كمأمور ضرائب يجمعها لحساب الدولة الرومانية المُحتلة ، لذلك كان هو وكل العشارين مكروهين من اليهود 

ويبدو إنه كان يجمع ضرائب ترانزيت للبضائع القادمة من سورية عبلا بحيرة طبرية ليصير حصرها وأخذ الضريبة لمرورها عبر الطريق كفرناحوم ---قيصرية على البحر الأحمر ، ومنها إلى روما وقبرص والإسكندرية 

وبهذا العشارون كانوا جباة رسميين ، لذلك كانوا ممقوتين لدى الشعب ومعتبرين خُطاة في نظر عامة الناس 

أصله يهودي من سبط لاوي ، نشأ بقانا الجليل ، وكان أبوه يُدعى " حلفى " ، " مر 2 : 14 

أحدث المسيح تحولاً في حياته وذلك عندما رآه جالساً عند مكان الجباية بكفرناحوم .فقد ذُهل عندما اختاره يسوع فجأة . فقال له " اتبعني " ، فترك كل شيء وقام تبعه " مت 9 : 9 ، مر 2 : 14 ، لو 5 : 29 

فترك لاوي الجباية التي كان اليهود يتطلعون إليها ببغضه لإنها تُمثل السلطة الرومانية المُستبدة وعلامة إذلال الشعب لحسابها 

وعندما قرر متى أن يتبع الرب يسوع حدث في حياته تغيير كالأتي 

إن الرب أعطاه حياة جديدة . فهو لم ينتم إلي جماعة جديدة ، بل أصبح هو نفسه شخصاً مقبولاً ، ولابد أن هذا التغيير في جابي ضرائب مُحتقر ، كان تغييراً عجيباً 

لقد أعطى المسيح لمتى هدفاً جديداً يستخدم فيه مهاراته ، وعندما تبع المسيح كانت الأداة الوحيدة التي إحتفظ بها من عمله القديم هو قلمه فوظفه الله مُستخدماً إياه لكتابة الإنجيل الذي اشتمل على تسجيل دقيق لما عاينه متى 

والدليل على ذلك عندما دعا أصدقاءه السابقين من عشارين و خطاة إلي الوليمة التي دعا فيها السيد في بيته حتى يختبروا عذوبة التبعية للسيد المسيح بأنفسهم " لو 5 : 29 

الأمر الذي أثار مُعلمي اليهود قائلين للتلاميذ : لماذا يأكل مُعلمكم مع العشارين والخطاة؟

أما هو فأجاب : " لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضى ، لم آت لأدعو أبراراً بل خُطاة إلي التوبة " مت 9 : 11 - 12 

وكأن الله بدعوته لمتى أشبع قلبه كعطية إلهية فانتزعت نفسه من محبة المال وأخرجت قلبه خارج الجباية من شوائب عمله كعشار 

فضائل هذا القديس 

إنه آثر الزهد والنسك ، فامتنع عن اللحوم وكان يقنع بالبقول والنباتات كما يروي ق . إكليمنضدس الإسكندري . لإنه كان أكثر التلاميذ إلتصاقاً بعُشاق النسك اليهودي الذين لا يأكلون لحم الحيوان على الإطلاق 

فضائله أيضاً كلفه بالعفة الكاملة . وكان يحض في وعظه على التبتل لله . ولما ذهب إلي أثيوبيا وكان يبشر هناك بالإنجيل ، كان يظهر في تعليمه أمجاد البتولية ، فتأثرت بتعليمه أفجانيا إبنة ملك أثيوبيا فنذرت التبتل بين يديه ومعها عدد من بنات الآكابر .

وبعد أن مات الملك إغتصب أخوه العرش وأراد أن يتزوج بأفجانيا ولية العهد فاعتذرت عن الزواج وأجابت الملك بأنها نذرت التبتل للسيد المسيح 

فاستحضر الملك القديس متى وطلب منه أن يلزم تلميته بالزواج منه ، فما كان من الرسول إلا إنه أخذ يُشجع أفجانيا على حفظ بتوليتها ، ومضى يرفع ذبيحة القداس الإلهي 

كرازته

بشر ق . متى في فلسطين ولبنان والحبشة وفارس والهند --- ومن البلاد التي بشر فيها القديس إقليم في آسيا مان يُسمى أثيوبيا الآسيوية ، ثم بلاد الفرس ، وبلاد في أفريقيا كان أهلها من البدائيين الذين يأكلون لحوم البشر 

ويعطينا التقليد الكنسي أن القديس متى كان كارزاً إلى أثيوبيا . ويذكرنا بذلك وزير كنداكة ملكة الحبشة الذي تجشًم مشاق رحلة مضنية من أثيوبيا حتى فلسطين ليحضر الفصح حتى عيد الخمسين ، فكان أول من قبل المسيحية في الحبشة  

القديس متى 

هو كاتب إنجيل متى ، وهو أول الأناجيل ، ويُعد أقدمها من الوجهة التاريخية ، لإنه كُتب في السنة الثامنة لصعود السيد المسيح إلي السماء 

، وقد كُتب أولاً باللغة الآرامية التي كان المخلص يتكلم بها ،في زمن مُبكر جداً كأقوال "Logia" سُجلت عن السيد المسيح وبلغته.ويستمد إنجيل متى أهميته القصوى الآن كونه إنجيل الكنيسة. فالكنيسة إعتمدت عليه  منذ القديم جداً في تحضير قراءتها ومواسمها على مدى السنة. 

ويوجد شواهد بالتأكيد على كتابة ق.متى إنجيله باللغة الآرامية والعبرية : وأول إشارة وصلتنا هى عن المؤرخ يوسابيوس نقلاً عن مخطوطة تحكي إن بابياس أُسقف هيراكليا بآسيا الصغرى يقول 👍

" ق.متى " جمع معاً " كل الأحاديث باللغة العبرية وعنه أخذ كل واحد وشرح بقدر ما أستطاع ".

وهذه المعلومة ينقلها بابياس عن الرسل أنفسهم . 

ويقص القديس إيرينيوس قائلاً:

" إن ق.متى كتب إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم الخاصة " .

كما إن هناك شهادة أخرى ذات وزن عال ، وهى شهادة المؤرخ يوسابيوس عن بنتينيوس الإسكندري يقول فيها 👍

" يُقال  عن بنتينوس إنه ذهب إلى الهند " سنة 195 م " فوجد هناك إنجيل ق.متى بين مسيحي تلك الديار ، الذين كان قد خدمهم برثلماوس أحد الرسل وترك بينهم إنجيل القديس متى باللغة العبرانية الذي كان معهم حتى ذلك الوقت " .

ويؤيد هذا الخبر القديس جيروم ، علماً بأن بنتينوس كان علامة ويُتقن العبرية ويستطيع أن يُميز الإنجيل الذي رآه . ومعروف إن كُل الكرازة في بلاد العالم كانت تتركز في البداية بين اليهود ، وكان من الأمور الهامة جداً أن يكون بين أيديهم إنجيل بلغتهم . 

من هنا جاءت أهمية إنجيل ق.متى باللغة العبرية .

وأيضاً شهادة من أوريجانوس كما سجلها يوسابيوس 👍

" الإنجيل الذي بُدى بكتابته بواسطة ق.متى ، الذي كان سابقاً عشاراً وبعد ذلك رسولاً ليسوع المسيح ، كتبه بالعبرية وسلمه للمؤمنين اليهود ". 

أوريجانوس لا يستهان بعلمه وتقاريره فكلها يأخذها جميع العلماء بكل ثقة وإحترام . 

والترجمة التي حدثت لإنجيل ق.متى من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية جاء فيها " الشواهد من السبعينية " ما يوحي إنها غير مُترجمة من العبرية ، بسبب إن معظم الاقتباسات التي من العهد القديم مأخوذة من النسخة السبعينية وهى باليونانية . 

ولكن يرد على ذلك العالم ماير بقوله : 

إن الذي يترجم إلى اللغة اليونانية لا يأخذ الشواهد من الأصل العبري ، بل من الأسهل له أن يعتمد على السبعينية اليونانية . ولكن يُذكر العالم ماير إن هناك عدة استشهادات من العهد القديم في الإنجيل اليوناني للقديس متى مأخوذة من التوراة العبرية . ومن الثابت علمياً وتقليدياً أن النسخة اليونانية لإنجيل ق.متى التي بين أيدينا اليوم هى نسخة مُترجمة من الأصل العبري . ويؤكد هذا جميع الشواهد القديمة التي عثرنا عليها في شهادات الآباء القدامى . على أن النسخة اليونانية هى ترجمة طبق الأصل من العبري بحسب دراسات العُلماء ، والذي يثبت ذلك بالتعين أن الكنيسة بدأت تُستخدم النسخة اليونانية بنفس زمن قدم النسخة العبرية ، فلو كان هناك أي إختلاف لكانت رفضته الكنيسة . 

وتهمنا شهادة القديس جيروم في ذلك لإنه كان يمتلك نسخة بالعبرية نسخها بيده من النسخة التي وجدها في سوريا ، وكان يمتلك في نفس الوقت النسخة اليونانية ، ولم يُشر إطلاقاً إلى أي إختلاف بينهما . وأشار القديس جيروم في شرحه لإنجيل ق.متى إلى أن النسخة اليونانية هى ترجمة حرفية من النسخة العبرية . 

أما مُترجم إنجيل ق.متى من العبرية إلى اليونانية ، فبحسب الفحص العلمي الدقيق لواقع الإنجيل باللغة اليونانية ، يتضح إن المترجم هو شخص واحد بمفرده بسبب الأسلوب والنمط الواحد في التعبير الذي يُسرى في كل أجزاء الإنجيل . 

ويقول العالم روبرتسن 👍
" لا يوجد أي سبب حقيقي يمنع أن يكون ق. متى هو كاتب إنجيله باللغتين العبرية واليونانية ". 

والعالم ر.ه جوندري يؤكد إن ق.متى هو حقاً الذي كتب الإنجيل المعروف بإسمه . 

كما يؤكد هذا العالم أيضاً إن ق.متى كان مُلماً بعدة لغات ، وهذا واضح من اقتباساته من العهد القديم سواء من السبعينية أو العبرية ، لإنه يوجد امتزاج عجيب في الآيات المُقتبسة من السبعينة اليونانية مع التوراه العبرية وبقايا الآرامية . 


ثم كتبه بعد ذلك باللغة اليونانية 

وذكر المؤرخون وعلماء الكتاب المقدس إن القديس بنتينوس الإسكندري رئيس المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية عندما ذهب يُكرز في بلاد الهند في القرن الثاني وجد عندهم إنجيل القديس متى باللغة الآرامية مكتوباً بالحروف العبرية ، وكان قد حمله إليهم القديس برثولماوس الرسول فأتى به بنتينوس إلي الأسكندرية عندما عاد إليهم من رحلته الموفقة .

هو أكبر الأناجيل من جهة عدد الإصحاحات ، وليس من جهة عدد الآيات . فهو يشتمل على 28 إصحاحاً ، يأتي بعده إنجيل لوقا 24 إصحاحاً ، وإنجيل يوحنا 21 إصحاحاً ، وأصغر الأناجيل هو مرقس 16 إصحاحاً .

من جهة عدد الآيات فهو الثاني في الترتيب . إنجيل لوقا يشمل على 1149 آية ، إنجيل متى 1068 آية ، إنجيل يوحنا 866 آية ، إنجيل مرقس 661 آية .

هو أكثر الأناجيل إحتواء علي كلام السيد المسيح ، إذ إن كلمات السيد المسيح فيه تشمل 644 آية أي حوالي ثلاثة أخماس الإنجيل 

ملاحظة 

القديس متى كان ضليعاً في العهد القديم لأنه يستشهد بالعهد القديم تسع وتسعين مرة في إنجيله . أكثر مما يفعله مرقس ولوقا ويوحنا مجتمعين . تلفتنا معرفته العميقة بالعهد القديم . فهو يقتبس من المزامير ومن الأنبياء ومن كل سفر من أسفار العهد القديم . لابد أنه درسه لوحده . لأنه لم يُسمح له سماع تفسير كلمة الرب في المجمع من الظاهر أنه تحول إلى دراسة الكتاب المُقدس . مُلتمساً ملء الفراغ الروحي في حياته . 

كان إنجيل متى معروفاً لكاتب كتاب " تعليم الرسل الإثنا عشر " المعروف باسم Didache الذي كُتب بين سنتي 80 ، 100 م ، واقتبس منه كثيراً ، خصوصاً العظة على الجبل . 

كاتب رسالة برنابا ، التي كُتبت بين سنتي 70 ، 120 م ، اقتبس من إنجيل متى اقتباسات واضحة . 

وقد قال بابياس  " أسقف هيرابوليس " 70 -- 155 م " بمقاطعة فيريجيا بآسيا الصغرى ، صديق بوليكاربوس ، وأحد الذين استمعوا إلى يوحنا الرسول يشهد بوجود إنجيل متى ،و أحد آباء القرن الثاني فيقول في كتابه " تفسير أقوال الرب " وهكذا كتب متى الأقوال الإلهية باللغة العبرانية " يقصد الآرامية "  .

وموضوع وجود إنجيل متى الرسول بالآرامية لا يستند فقط إلى رواية بابياس ، بل تأييد بشهادة آباء و علماء لهم مكانتهم مثل إيريناوس ، بنتينوس ، أوريجينوس ، و يوسابيوس ، وكيرلس الأورشليمي ، و ابيفانيوس إيرونيموس " جيروم " . 

أي الأقوال أو الكلمات ولعله أخذ من مجموعة هذه الأقوال أحاديث السيد المسيح التي وردت في إنجيله 

وهو أكثر الأناجيل إستخداماً للعهد القديم ، ق . متى كتبه لليهود ، ليبشرهم ويثبت لهم إن يسوع الناصري هو المسيح ، المسيا المنتظر ، الذي تتعلق به وتتحقق فيه أقوال الأنبياء في العهد القديم 

ولذلك كان يكرر عبارات " لكي يتم ما قيل في الأنبياء " ، كما هو مكتوب -- أكثر ما ورد في هذا الإنجيل عن الملكوت والناموس والأنبياء والمسيح وإسرائيل 

وفي العظة على الجبل تعرض لما رسخ في مفاهيم الناس من تعاليم خاصة بالعهد القديم ، وشرح لهم المفهوم السليم 

إنجيل متى هو جسر بين العهدين القديم والجديد 

وذلك لإنه جسر بين العهدين ، وهذا واضح من جهة ربطه أحداث العهد الجديد نبوءات العهد القديم ، وإتمامها ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء --- بالإضافة إلي الإقتباسات -- فنجد في الأصحاحات الأربعة الأولى مثلاً ، تحقيقاً لسبع عشرة نبوة في العهد القديم 

سماته 

كتب متى الإنجيلي هذا الإنجيل لليهود فهناك دلائل لهذا : فأوضح بطريقة عميقة العلاقة الأكيدة بين المسيحية والعهد القديم ، موضحاً كيف كانت الكنيسة في التفكير في نبوات العهد القديم التى تحققت روحياً في المسيح يسوع ربنا ، ولقد أشار إلى حوالى 60 نبوة من العهد القديم ، كما تكررت كلمة الملكوت حوالى 55 مرة ، وذكر السيد المسيح كابن داود ثماني مرات 

ولقد حمل هذا الإنجيل جواً يهودياً أكثر من غيره ، فيفترض في القاريء معرفة العبرية " مت 5 : 19 " ، فأشار إلى الأمور والتعبيرات المعروفة عند اليهود ، مثل 

أسس الأعمال الصالحة عند اليهود ، أي الصدقة والصلاة والصوم " مت 6 : 1 - 8 ، 16 - 18 

وعن واجبات الكهنة في الهيكل " مت 12 : 5 " ، وضريبة الهيكل " مت 17 : 24 --27 "، والعشور " مت 23 : 7 

وعن غسل الأيدى علامة التطهير من الدم " مت 27 : 24 

ويستعمل التعبيرات المفضلة عند اليهود : إشارته الكثيرة إلى أُورشليم والهيكل وإسرائيل 

كدعوة أورشليم المدينة المقدسة " مت 4 : 5 ، 27 : 52 - 53 " ، وقول الرب :" ولا تحلفوا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم "" مت 5 : 35 

وحديثه عن الهيكل وأبنية الهيكل " مت 24 : 1 " ، ودعوة الهيكل بإنه " الموضع المقدس " " مت 24 : 15 ، وإنه " هيكل الله "  


المراجع 

من دراسة موسعة في إنجيل متى للقس بيشوي فؤاد واصف

تفسير إنجيل متى للقمص تادرس يعقوب ملطي 

من الكنيسة المسيحية في عصر الرسل 

من التفسير التطبيقي للكتاب المقدس 

الإنجيل بحسب القديس متى دراسة وتفسير وشرح الأب متى المسكين

موسوعة الأنبا غريغوريوس تفسير إنجيل متى ومرقس 

12 رجلاً عادياً ل جون ماك آرثر 

 

NameEmailMessage