-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

معلمنا بولس الرسول

 



1- شجرة حياة القديس بولس الرسول

 

أ) العائلة:

  1. الأب: فريسي.

  2. فريسي ( أعمال 23: 6)

  3. مواطن روماني ( أعمال 22: 25 – 28)

  4. الأم – غير معروفة.

  5. الأخت تعيش في أورشليم ( أعمال 23: 16 )

  6. ابنها ساعد القديس بولس ( أعمال 23: 16 )

 

ب) الطفولة:

  1. بنيامني ( حسب السبط من إسرائيل )

  2. ولد في طرسوس ( أعمال 22: 3)

 


.

ج) التعليم:

  1. تعلَّم عمل الخيام ( أعمال 18: 3)

  2. درس على يد غمالائيل ( أعمال 22: 3)

 

د) شبابه:

  1. مضطهد الكنيسة ( أعمال 9: 1- 3 ؛ 22: 4)

  2. شاهداً لرجم إستفانوس ( أعمال 7: 58)

  3. حافظ على الناموس ( أعمال 26: 5)

 

هـ) إيمانه بالمسيح:

  1. على طريق دمشق ( أعمال 9: 3)

  2. رأى نوراً عظيماً ( أعمال 22: 6)

  3. أصيب بالعمى ( أعمال 9: 8)

  4. توبيخ المسيح له ( أعمال 22: 7و8)

  5. رد شاول ( أعمال 9: 6)

  6. اقتيد إلى دمشق ( أعمال 22: 11)

  7. صام وصلى ( أعمال 9: 9 – 11)

  8. أرسل أنانياس إليه ( أعمال 9: 11و12)

  9. تعمدَّ ( أعمال 9: 18)

و) بعد اهتدائه إلى المسيحية:

  1. بَشَّر في دمشق ( أعمال 9: 20)

  2. ذهب إلى العربية ( غلاطية 1: 17)

  3. عاد إلى دمشق ( غلاطية 1: 18)

  4. زار أورشليم ( غلاطية 1: 18)

  5. مشكوك فيه من الكنيسة ( أعمال 9: 21)

  6. صديق لبرنابا ( أعمال 9: 27)

  7. اليهود يضطهدونه ( أعمال 9: 30)

  8. يغادر أورشليم بناء على رؤية ( أعمال 22: 17و18)

  9. يذهب إلى طرسوس ( أعمال 9: 30)

  10. يحضره برنابا إلى إنطاكية ( أعمال 11: 25 و 26)

  11. يعمل في إنطاكية ( أعمال 11: 26)

 

رحلات القديس بولس الرسول:

ز) الرحلة التبشيرية الأولى:

  1. العمل في قبرص:

* سلاميس – (أعمال 13: 5)

* بافوس – (أعمال 13: 8 – 11)

* إيمان الوالي – (أعمال 13: 12)

* تغيير الاسم – (أعمال 13: 9و13)

  1. في بَرْجَة بمفيلية – يوحنا مرقس يعود إلى أورشليم (أعمال 13: 13)

  2. يعظ في أنطاكية – (أعمال 13: 14 – 41)

  3. في إيقونية – (أعمال 13: 51)

  4. في لسترة – رَجم القديس بولس (أعمال 14: 18 – 19)

  5. في دَرْبة – آخر مدينة يزورها (أعمال 14: 20)

  6. رحلة العودة – (أعمال 14: 21 – 26)

 

ح) الرحلة التبشيرية الثانية:

  1. في سورية كليكية – (أعمال 15: 41)

  2. لسترة – القديس تيموثاوس ينضم لرفقته (أعمال 16: 1-3)

  3. في فريجية وغلاطية (أعمال 16: 6)

  4. الرؤيا في ترواس (أعمال 16: 9)

  5. في فيلبي – إيمان ليديا وحافظ السجن (أعمال 16: 13-34)

  6. تأسيس كنيسة تسالونيكي (أعمال 17: 4)

  7. تلاميذ مدرسة بيرية يتعلمون الإنجيل (أعمال 17: 11و12)

  8. أثينا – العظة في أريوس باغوس (أعمال 17: 16 – 33)

  9. الرؤيا في كورنثوس وتأسيس الكنيسة (أعمال 18: 1 – 18)

  10. زيارة قيصر إلى أفسس (أعمال 18: 19و20)

  11. العودة إلى أنطاكية (أعمال 18: 22)

 

ط) الرحلة التبشيرية الثالثة:

  1. يزور غلاطية وفريجية (أعمال 18: 19 و 20)

  2. مكث في أفسس سنتين ونصف – ثورة الصناع وحرق اكتب – (أعمال 19)

  3. في مكدونية وهَلاَّس ( اليونان ) – (أعمال 20: 1 و 2)

  4. العظة في ترواس – (أعمال 20: 6 - 12)

  5. وداع قسوس كنيسة أفسس – (أعمال 20: 17 – 35)

  6. في صور – (أعمال 21: 1 – 4)

  7. في قيصيرية – (أعمال 21: 8)

 

ي) في أورشليم:

  1. استقباله بواسطة الكنيسة – (أعمال 21: 17)

  2. اليهود يقبضون عليه – (أعمال 21: 27)

  3. دفاعه الأول – (أعمال 22: 1 – 21)

  4. الرومان يقبضون عليه – (أعمال 22: 24 – 29)

  5. دفاعه أمام المجمع اليهودي – (أعمال 23: 1 – 10)

  6. رؤيا الليل – (أعمال 23: 11)

  7. مؤامرة اليهود – (أعمال 23: 12)

  8. إرساله إلى قيصرية – (أعمال 23 – 33)

 

ك) في قيصرية:

  1. الدفاع أمام فيلكس – (أعمال 24: 10 – 21)

  2. سنتين في السجن – (أعمال 24: 27)

  3. رفع دعواه إلى قيصر – (أعمال 25: 10 و 11)

  4. الدفاع أمام الملك أغريباس – (أعمال 26: 1 – 29)

 

ل) السفر إلى روما:

  1. العاصفة – (أعمال 27: 14 – 21)

  2. الرؤيا – (أعمال 27: 23 و 24)

  3. انكسار السفينة – (أعمال 27: 26 – 44)

  4. على جزيرة مليطة – (أعمال 28: 1 – 10)

 

م) في روما:

  1. الوصول إلى روما – (أعمال 28 – 16)

  2. البشارة في روما – (أعمال 28: 30 و 31)

  3. كتب ست رسائل

  4. كلماته الأخيرة – (2 تيموثاوس 4: 6 - 8)

2- مقدمة

 



* عاين الإنجيليون.. متى، مرقس لوقا، يوحنا، ... ربنا يسوع المسيح وهو في الجسد، ونظروه، وسمعوه، وتلامسوا مع تصرفاته الفائقة المبهرة، ونالوا منه سلطانًا وقوة لعمل الأشفية وإخراج الشياطين من اجل إقامة ملكوت الله في كل قلب. لذلك سجل الإنجيليون بوحي الروح القدس حياة السيد المسيح علي الأرض.

 

* أما القديس بولس فلم ير الرب بعيني جسده وهو علي الأرض وإنما تمتع برؤيته بعد الصعود، رآه وهو في طريقه إلي دمشق: "يسوع المصلوب القائم من الأموات الممجد".

 

* أراد الإنجيليون جميعا أو اغلبهم أن يسجلوا ما نظروه... شخص كلمة الله المتجسد الحال في وسطنا، وأراد الرسول بولس أيضًا أن يسجل ما قد نظره وما أحسه وأدركه في طريقه إلي دمشق: "يسوع الجالس عن يمين الآب".

 

* علي الرغم من أن القديس بولس الرسول لم يكن من بين الرسل والتلاميذ الاثنى عشر، الذين دعاهم المسيح له المجد.. فانه قد صار للمسيح رسولا وتلميذا له بعد صعوده، فقد ظهر له بذاته في نور عظيم أبهي من لمعان الشمس.. لهذا صار القديس بولس بحق رسولا للمسيح، ولما لم يكن من الاثني عشر، فقد صار يلقب بثالث عشر رسل المسيح.

 

* لهذا كانت رسائله الأربع عشرة والتي تشمل علي مائة إصحاح تحمل أعماقا لاهوتية فريدة وعجيبة موحي بها من الله بروحه القدوس لهذا اعتبر القديس بولس الرسول أعظم مفكر مبدع في تاريخ المسيحية.


الْقِدِّيس بُولُس الرَّسُول

 من يستطيع أن يتأملك أيها الرسول العظيم دون أن ينبهر؟

لم تكن من الاثني عشر أو السبعين رسولًا، فقد آمنت بعد صعود الرب.

لم تكن واحدًا من الرسل فحسب، بل كنت جيشًا كاملًا، جيشًا بألوية.

ثلاثة من الآباء الرسل المعتبرين أعمدة، يعقوب وبطرس ويوحنا، ومعهم يهوذا الرسول ليس الإسخريوطي كتبوا معًا 7 رسائل فقط، مكونة من 21 إصحاحًا. أما أنت وحدك فقد كتبت 14 رسالة تحوي 100 إصحاحًا، كتبت أكثر من ثُلث العهد الجديد.

لم تكن في وقتك طائرات ولا مطارات، ولا عربات، كانت تلك السفن ذات الشراع والمقلاع هي وسيلتك الوحيدة في رحلاتك لنشر كلمة الحياة، ومع هذا طفت تكرز بالمسيح في ثلثي العالم المعروف في وقتك.

كنت حقًا يا أبي القديس، جيشًا فاتحًا بألوية، صدق ذلك الرسام الشهير الذي رسم صورتك تُمسك بيمينك إنجيلًا وبِيَسارك سيفًا خُضت به معاركك المقدسة، لا تقتل بشرًا بل تقتل قاتل البشر، إبليس الذي كان منذ البدء قتالًا للناس.

4- نشأة بولس الرسول

 



St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

اهتداء شاول (36 – 38م)

تحول شاول الطرسوسي بعدما أعتمد علي يد حنانيا أسقف دمشق وامتلأ من الروح القدس من مضطهد إلي مجاهد، ومن يهودي متعصب لبني جنسه إلي رسول له قلب محب يريد أن جميع الناس يخلصون والي معرفة الحق يقبلون.

* "وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله" (أع 20:9) كانت حادثة اهتداء شاول حوالي عام 35م.

8- كرازة بولس الرسول

 

5- كرازته:

 

(أ‌) إعداد شاول للكرازة:

* "سأجعله إناء مختار ليحمل اسمي" (اع15:9). بدأ إعداد الرب لشاول منذ طفولته أي قبل اهتداؤه إلي المسيحية. فقد سمح الرب لشاول أن يتعلم ويدرس بعمق الناموس اليهودي والأسفار العبرانية بتدقيق وبلاغة فلسفية تحت قدمي "غمالائيل". هذا الأعداد الدقيق أعطي فرصة للقديس أن يدخل مجامع اليهود مبشرا وكارزًا، مفحمًا لهم بالشواهد الدقيقة.

* منحه الله أيضًا فرصة إتقان اللغة اليونانية وهي لغة التخاطب علي مستوي الإمبراطورية اليونانية في ذلك الوقت مما أعطي فرصة لبولس للتخاطب مع الأمم والفلاسفة الذين كان يحدثهم بلغتهم، ورأوا فيه طلاقه عجيبة استرعت أنظارهم.

* كما كان حصوله علي الرعوية الرومانية بكل امتيازاتها جعلت له مركزا وسهولة في التنقل داخل أنحاء الإمبراطورية الرومانية.

* أيضًا كان إتقانه صناعة الخيام من أقمشة شعر الماعز سهلت عليه إمكانية إعالة نفسه بنفسه دون أن يثقل علي أحد، بل هذه الصنعة أعالت الخدام الذين كانوا يطوفون معه كارزين"حاجتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان".

* بقي الرسول أياما في دمشق، لكن ما كان يمكنه أن يبدأ بالكرازة بقوة إلا بعد أن يتمتع بخلوه مع الله دامت ثلاث سنوات (37-35) م. في الصحراء العربية (غلا 16:1، 17) ليرجع ملتهبا بالروح، مشتاقا أن يتمتع كل الأمم بما ناله هو بالرب.

* ولعله في هذه الخدمة الروحية سعد بالمكاشفات الروحانية السامية، فقد اختطف إلي السماء الثالثة إلي الفردوس وسمع كلمات لا تلفظ ولا يقدر بشر أن ينطق بها ولا يحل له أن يذكرها.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية



(ب‌) بداية كرازته:

* رجع شاول من الصحراء العربية إلي دمشق وبدأ كخادم مرسل من الله يكرز بين اليهود فدخل مجامعهم يناقش رؤسائهم واستطاع أن يفحمهم محققا "أن هذا هو المسيح" (اع22:9)، لكن الرب كان يعد شاول للكرازة بعيدا عن دمشق فلم يقبل اليهود كلام شاول بل ابلغوا أمره إلي الحاكم الذي أمر بالتفتيش عنه جيدا ومراقبه أبواب دمشق بالحراس للقبض عليه قبل خروجه.

* وبالرغم من أن شاول وجد دمشق بابا مغلقا في التبشير إلا أن الله منحه وسيلة الهروب معدا إياه إلي مكانا آخر.

* اتجهت أفكار شاول إلي أورشليم ليتعرف ببطرس الرسول وهناك مكث معه خمسة عشر يوما والتقي أيضًا بيعقوب أخي الرب، ولكن لما سمع اليهود في أورشليم بنبأ وصول شاول إليها مسيحيا مجاهرا باسم الرب يسوع اشتعلت فيهم نيران الحسد وبدأت محاولات تدبير المؤامرات لقتل شاول، فخاف عليه التلاميذ وأشاروا عليه أن يترك أورشليم.

* وقف شاول يصلي إلي الله ليعرف منه ماذا يفعل وخصوصا انه كان يشعر بالفشل في بداية خدمته في دمشق ثم في أورشليم فأعلن له الرب في رؤيا "أن يخرج عاجلا من أورشليم إلي قيصرية ومنها إلي طرسوس مسقط رأسه وموطن عائلته".

* استمرت خدمة شاول في طرسوس أكثر من سبعة سنوات وهذه الفترة تعتبر أطول الفترات التي قاضاها شاول في أي مكان خلال رحلاته الكرازية.

* كان الباب ضيقا في بداية خدمة بولس فقد فشلت كرازته في دمشق وأورشليم ووجد صعوبة بالغة في التبشير في طرسوس، ولكن بولس الذي ملأ الإيمان قلبه لم تفتر عزيمته بل ظل يجاهد منتظرا إرسالية الرب له إلي مكان أفضل، حتى يأتي إليه صديقه القديم برنابا يطلب منه الاشتراك معه في الخدمة في إنطاكية.

* كانت خدمة شاول وبرنابا ناجحة جدا في إنطاكية واستطاعا في خلال سنة أن يعلما جمعا غفيرا ويحملان للكنيسة ميلاد التسمية الجديدة التي أطلقت علي أتباع يسوع الناصري وهي لقب "مسيحيين" نسبة إلي المسيح "ودعي التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولا" (أع 36:11).

* بعد سنة من الخدمة الناجحة اضطر شاول وبرنابا إلي ترك إنطاكية والذهاب إلي أورشليم يحملان مساعدات المسيحيين في إنطاكية لمساعدة أخواتهم في اليهودية، وذلك بسبب حدوث مجاعة في أورشليم.

* كان قد تنبأ بهذه المجاعة قبل حدوثها نبي اسمه (أغابوس) "وقام واحد منهم اسمه أغابوس وأشار بالروح أن جوعا عظيما يصير علي المسكونة الذي صار أيضًا في أيام كلوديوس ميكرون" (أع8:12).

* تمت زيارة الرسولين إلي أورشليم في ظروف صعبة فقد حل علي الكنيسة في أورشليم اضطهاد شنه هيرودس وقتل فيه يعقوب الرسول (ابن زبدي) (أع 1:12) وسجن بطرس.

* عاد برنابا وشاول إلي إنطاكية واستمروا بها فترة حتى اجتمعت الكنيسة في إنطاكية بإرشاد الروح القدس وأفرزت برنابا وشاول للخدمة إلي العالم الوثني ووضع الرسل الأيدي عليهم (رسامة أساقفة).

وهكذا يصير شاول الطرسوسي رسولا للأمم وشاهدًا أمينًا لسيده وحاملًا لواء الدعوة المسيحية للإمبراطورية الرومانية.

الباب الثاني: شخصية الرسول بولس

لباب الثاني

 شخصيته (فكرة مختصرة وسنتعرض لها بإسهاب بعد عرض لحياة معلمنا بولس)

علي الرغم من أن القديس بولس الرسول لم يكن من الرسل والتلاميذ الاثني عشر، الذين دعاهم المسيح له المجد... فانه قد صار للمسيح رسولا وتلميذا له، بعد صعوده له المجد إلي السماء ظهر له بذاته في نور عظيم أبهي من لمعان الشمس... بهذا صار القديس بولس بحق رسولًا للمسيح صار يلقب بـ(ثالث عشر رسل المسيح) لهذا آثرت أن ابدأ بعرض مبسط لهذه الشخصية الفريدة:-

اتساع قلبه بالحب - شعوره بالسلطان الرسولي - اتساع فكره - رجل الآلام (فهمه للألم من منظور مسيحي)

 

1- اتساع قلبه بالحب:

 في الطريق إذ كان شاول منطلقا نحو دمشق يضطهد المسيح في أتباعه التقي به السيد وناداه باسمه لعلن له محبته علي مستوي أبدي. هذا الإحساس الذي سجله بعبارات كثيرة منها قوله" ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا..... ونحن أعداء قد صولحنا بموت ابنه" (رو10،8:5).

 ولد فيه طاقة حب نحو الله يترجمها باتساع قلبه بالحب نحو البشرية فنراه الكارز الملتهب محبة يجد نفسه في بيته أينما وجد، فان التقي باليهود أعلن: "أقول الصدق في المسيح، لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع، فاني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو 1:9-3).

 وان التقي بالأمم يشعرانه رسولهم، إذ يقول "فاني أقول لكم أيها الأمم بما إني أنا رسول الأمم أمجد خدمتي..." (رو12:11).

 لم يتسع قلبه لحب العالم "الأممى واليهودي" ككلا وإنما كسيدة اهتم بالأشخاص على مستوى العلاقات الشخصية.

 كانت مشاعره ملتهبة للغاية ورقيقة، فمع خدمته علي المستوى المسكونى نجدة حين يكتب إلى أهل رومية يسجل في الخاتمة مشاعره بقوة فيدعو أكيلا وبريسكلا العاملين معه في المسيح الرب الذين وضعا عنقيهما من اجل حياته (رو3:16)

 إذ امتثل القديس يوحنا ذهبي الفم بالرسول بولس في اتساع قلبه قال عنه "ليس شيء أكثر اتساعًا من قلب بولس الرسول الذي أحب كل المؤمنين بكل شدة... كان حبه غير منقسم لذا كان لا يضعف، مقدما حبه بالكمال لكل أحد!


St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية



2- شعوره بالسلطان الرسولي:

· مع محبته الفائقة للكل كان يشعر بالسلطان الذي وهبة الله إياه أقمه علي الدعوة الإلهية للكرازة، فكان يعمل بقوة وغيرة متقدة برجاء لا ينقطع وثقة في الله أن ينجح طريقه، وقد ظهر هذا الإحساس بقوة خاصة في رسالتيه إلي كولوسي وغلاطية.

· فالسلطان بالنسبة له ليس استعراضا للسلطة وإنما عملا قويا للبنيان بروح الاتضاع، فحينما هوجم في رسوليته كان يدافع عنها وحسب نفسه كمن هو مختل العقل، إذ يقول"فاني وان افتخرت شيئا أكثر بسلطاننا الذي أعطانا إياه الرب لبنيانكم لا ليهدمكم لا اخجل.. فاقبلوني ولو كغبي لا أفخر أنا أيضًا قليلا" (2كو8:10؛ 6:11).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

3- اتساع فكره:

· شعوره بالدعوة الإلهية والتزامه بالعمل علي مستوي مسكوني مع الغيرة المتقدة نحو خلاص كل نفس ولد فيه اتساعًا للفكر وحكمه روحيه فصار يعرف كيف يكسب المنشقين، يسند الضعفاء وينمي مواهب الأقوياء في الرب، إذ يقول "إذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لربح الكثيرين، فصرت لليهودي كيهودي، وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس.." (1كو19:9-22).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

4- رجل الآلام:

· سجل لنا القديس بولس قائمه مختصرة بآلامه في رسالته الثانية إلي أهل كورنثوس، فقد احتمل السجون والضربات والرجم، متاعب في الكنيسة من المبتدعين، وجوع وعطش وفي أصوام مرارا كثيرا.. هذا بخلاف الشوكة في الجسد (2كو7:12) والتي يحتمل أن تكون في عينيه.

 

فهمه للألم من منظور مسيحي:

· حسب الألم هو المناخ اللائق أو الدائرة التي في داخلها يلتقي المؤمن بمسيحه المتألم، إذ يقول "لأعرفه وقوة قيامة وشركه آلامه متشبها بموته" (في10:3).

· الآلام هبه خاصة يقدمها لمحبيه "لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا أن تتألموا لأجله" (في29:1) فالآلام نعمه من اجل المسيح، هي عطية النعمة، عطية مجانية فهي أعجب من قوة القيامة من الأموات أو صنع المعجزات.

· حسب الآلام قوه لتحقيق رسالة الإنجيل وليست عائقا إذ يقول: "أموري قد آلت أكثر إلي تقدم الإنجيل حتى أن وثقي صارت ظاهره في المسيح في كل دار الولاية وفي باقي الأماكن أجمع" (في13،12:1).




NameEmailMessage