سسلسلة نسب يسوع المسيح
مقدمة
لماذا : الإهتمام بسلسلة النسب
مجيئه كنسل المرأة
ولادته من عذراء
نسل ابراهيم
نسل داود
ثانياً : خلفية يسوع
ثالثاً : يجب أن يكون المسيح " المسيا " سليلاً لداود وإبناً لإبراهيم
نسب يسوع المسيح مت 1 : 1
يظهر يسوع الوريث الشرعي لعرش داود لبركات ابراهيم
سلسلة " شجرة نسب يسوع المسيح " مت 1 : 2 - 16 ، 1 : 17
أولاً : مقارنة بين إنجيلي متى ولوقا من حيث عدد الأنساب
ثانياً : تشجع سلسلة نسب يسوع المؤمنين في الشتات مت ع 2
عدد الأجيال
نسب المسيح الملك " مت 1 : 1
مُقدمة
لماذا الإهتمام بسلسلة الأنساب
أولا
ربما يتساءل الذي يقرأ العهد الجديد لماذا يبدأمتي بشيء يبدو مُملاً مثل شجرة نسب العائلة
وقد يظن إنه لا فائدة تُرجي من قائمة الأسماء هذه ، وهكذا يتخطاها إلي حيث تبدأ الأحداث
ومع ذلك فإن سلسلة النسب لا غني عنها ، فهي لا تضع الأساس لكل ما يتبع فمن المستحيل أن يثبت متي إن يسوع هو المسيح الملك ، ما لم يُبين إنه شرعياً من نسل داود ومن السلالة الملكية
فلذلك أوضح متي سلسلة هذا النسب بوضوح لإنه كانت ظهرت مجموعة من الغنوسية ظهر كبار رجالها في القرن الثاني الميلادي لكن جذورها بدأت في وقت مُبكر جداً ؟ فقد أنكرت حقيقة التأنس ، مُدعية إن السيد المسيح قد ظهر كخيال أو وهم ، إذ يكرهون الجسد ويعدونه كعنصر ظلمة
فذكر الأنساب إنما هو تأكيد لحقيقة التجسد الإلهي وتوضيح إن السيد المسيح مُشتركاً في طبيعتنا حتي لا يقول أحد إنه ظهر كخيال أو وهم
ت : لكي يتجسد كلمة الله كان ينبغي ألا يكون هذا التجسد من صلب رجل ولا من زرع بشر ، ومع ذلك كان يتعين أن يجيء من نفس الطريق الذي يأتي منه الناس وهو أحشاء المرأة ، لإن كلمة الله إذ إقتضت العناية الإلهية أن يتجسد في صورة إنسان ، ينبغي أن يولد كما يولد الإنسان ، ولكنه في الوقت نفسه لا ينبغي أن يولد من الدنس ، أو أن يحل في وعاء لحق الدنس به . فلذلك كان لابد من أن يولد كلمة الله من عذراء طاهرة لم يمسها بشر من قبل
مجيئه كنسل المرأة
ولذلك لكي تتم النبوة
فقال الرب الإله للحية لإنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية . علي بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك . وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك ، وأنتي تسحقين عقبه " تك 3 : 14 ، 15
إتمامها
ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة ، مولوداً تحت الناموس غل 4 : 4
" وها أنت ستحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع --- الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعي إبن الله " لو 1 : 34 ، 35
تنبأ الأنبياء بأن كلمة الله سيتجسد في صورة ابن الإنسان " دا 7 : 13 ، 14
وإنه سيولد من عذراء
ولادته من عذراء
النبوة
" ولكن يُعطيكم السيد نفسه آيه ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانوئيل " أش 14 : 7 " ، وعذراء في العبرية هنا " عُلماه ، وتعني عذراء بكر وفتاه ، وقد تُرجمت في اليونانية السبعينية Parthenos
أي العذراء
الإتمام
" فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً فأجاب الملاك وقال لها . الروح القدس يحل عليكي وقوة العلي تطللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعي ابن الله " لو 1 : 34 ، 35
كما تنبأوا يإنه سيكون من نسل إبراهيم جد اليهود
نسل إبراهيم
النبوة
وقال الرب لإبرام إذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلي الأرض التي أريك . فأجعلك أمه عظيمة وأباركك وأعظم إسمك وتكون بركة . وأُبارك مُباركيك ولاعن لاعنيك .وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " تك 12 : 1 - 3 ،
وحدد الله الوعد لإبراهيم بقوله :" ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض " تك 18 : 22
الإتمام
غل 3 : 8 ، 14 ، 16
والكتاب إذ سبق فرأي إن الله بالإيمان يبرر الأمم سبق قبشر إبراهيم إن فيك تتبارك جميع الأمم --- لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح --- وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله . لا يقول وفي الأنسال كإنه عن كثيرين بل كإنه عن واحد وفي نسلك الذي هو المسيح
نسل داود
النبوة
أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته هو يبني بيتاً لإسمي وأنا أثبت كرسي مملكته إلي الأبد . أنا أكون له أباً وهو يكون لي إبناً --- ويأمن بيتك ومملكتك إلي الأبد أمامك ، كُرسيك يكون ثابتاً إلي الأبد " 2 صم 7 : 13، 14 ، 16 ، 1 أخ 17 : 11-13"
إتمامها
" يسوع --- أبن داود " " لو 3 : 23 ، 31 ، " مت 1 : 1
وقد أطلقوا عليه وباليونانية المسيا ، أي المسيح " دا 9 : 25
" مز 2 : 2
بإعتباره ممسوحاً أي مُعيناً من الرب ليتمم العمل الجليل الذي إرتضته العناية الإلهية
ثانياً : خلفية يسوع
إن كُتاب السير القدامي ، كانوا يبدأون بصورة نمطية مُعتادة يذكرون الأصول النبيلة الشريفة للشخص الذي يدرسون سيرته ، وهنا نجد إن يسوع مُرتبط بتاريخ شيق منذ البداية
ثالثاُ
إن المسيح " المسيا " يجب أن يكون " سليلاً " ـ لداود وإبناً لإبراهيم وهو ما يجب أن يوجه إلي اليهود بصفة خاصة ، ولذلك يبدأ متي بأن يُذكرنا بإن يسوع يهودي
إن ورود سلسلة النسب ليسوع تُربط بينه وبين الشخصيات الرئيسية في التاريخ اليهودي
" كما هو الحال بالنسبة لآدم ، ونوح ، وإبرآم في تك 5 : 11" كما إن سلسلة الأنساب تذكر الشعب اليهودي لسلطة الله وقدرته علي ترتيب وقائع الزواج ، ومنحه للبنين ،
أما ما هو أكثر أهمية ، فهو إن تلك السلسلة من الجدود كانت هامة من أجل توثيق إنتماء الشخص إلي العرق اليهودي -- وتُثبت نقاء دمائه اليهودية . بالإضافة إلي أنه ينتمي بالأصل إلي جماعة الكهنة أو السلالة الملكية
وربط متي بين يسوع والعهد القديم وما رواه عن الآباء الأولين ، والسلالة الملكية لداود . ولقد كانت هناك سجلات جزئية -- عن أنساب العائلات البارزة ذات الأهمية محفوظة في الهيكل ، ومن بعد خراب الهيكل عام 70 م
كان لأي إنسان أن يزعم إنه من سلالة داود ، ولكن إدعاء نسب يسوع جاءت قبل عام 70 م حيث كانت هناك فرصة لمراجعة مدي صحتها " رو 1 : 3 " ، وحتي من بعد عام 70 م فإن الدليل علي إنتسابه لداود كان ما يزال كافياً لإن يُسبب متاعب لبعض أقارب يسوع مع السلطة الرومانية
نسب يسوع المسيح يُظهر يسوع الوريث الشرعي
لعرش داود لبركات إبراهيم
فبدأ ق . متى إنجيله بمقدمة مختصرة وهي لا تتقدم الإنجيل ككل وإنما كمجرد جدول للأنساب الذي يفتتح به إنجيله ثم حوادث ميلاد المسيح الإعجازية فيقول
" كتاب ميلاد يسوع المسيح إبن داود إبن إبراهيم " " ع 1 "
كتاب ميلاد
وهو نفس العنوان الذي جاء في السبعينية " 3 مرات " ، بمفهوم " كتاب خلقة " في سفر التكوين " تك 1 : 1 ، 2 : 4 ، 5 : 1
وق. متى دقق في تأكيد إننا أمام سفر تكوين جديد فيه لا خلقة مادية لأرض وسماء ، بل خلقة جديدة روحانية للإنسان أولاً ، وبناء على خلقة الإنسان الجديدة الروحية تستعيد الأرض والسماء أيضاً خلقتها الروحية وتنعتق من عبودية الموت والفناء . وهو نفس الإصطلاح الذي سجلته النسخة السبعينة كعنوان لسفر التكوين
وق. متى لا يتبع أبداً بل يفتتح ويجدد ، ففي عُرفه إن خلقة السماء والأرض والإنسان هي أصلاً قائمة بالمسيح وتستمد وجودها ومعناها من المسيح فعند القديس متى يكون المسيح ليس آخراً أو الياء بل بالأولى البداية والألف والأول لكل شيء في السماء وعلى الأرض
فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ، ما يُرى " مادى " وما لا يُرى " روحي " سواء كان عروشاً أم سيادات أم سلاطين ، الكل به وله قد خلق . الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل " كو 1 : 16 ، 17
فسفر التكوين كان يخص الوجه المنظور والمادي في عمل المسيح المتسع . والآن كتاب ميلاد آخر . يخص عمل المسيح الروحي في الأرض والسماء والإنسان والروح والخلود الذى يبتدىء بميلاد يسوع المسيح
وبعد ذلك بدأ ق . متى بإعطاء لقب " المسيح " ليوضح ضمنياً إن جدول الأنساب الذي جمعه يُضمن إثبات إن المسيح هو المسيا
وقوله " إبن داود " التي كررها في إنجيله تسع مرات فهو يشير إلى ميراث مملكة داود ، والتى تُعطي الأنساب التي سيذكرها حق هذا الميراث
وبين حقيقة إن يسوع هو " المسيا " وهو " وريث مملكة داود " ، تبرز وظيفة المسيح كملك ومخلص ، لإن الممسوح ملكاً لعمل الخلاص المزمع أن يكمله
أما تأكيد ق . متى البدء بإنه إبن إبراهيم فهو لتحديد إنه " النسل " الموعود به الذي تتبارك به كُل أمم الأرض
وبهذا التعريف يكون بميلاد المسيح قد بدأ التاريخ المقدس حسب وعد الله لإبراهيم ، وتتبارك فيح جميع قبائل الأرض " تك 12 :ك 3 " ، ويتبارك في نسلك
Sperma
بالمفرد ، جميع أمم الأرض " تك 22 : 18
سلسلة " شجرة " نسب يسوع المسيح " " مت 1 : 2 - 16
" لو 3 : 23 - 38 "
أولا : مقارنة بين إنجيلي متى ولوقا من حيث نسب يسوع
إنجيل متى
أولا : إبراهيم -- وآدم
ق . متى
وهو يكتب لإخوته اليهود وصل إلى إبراهيم الأب الأول لليهود . قاصداً أن يبين إن السيد المسيح هو نسل إبراهيم الذي فيه تتبارك كل قبائل الأرض
ق . لوقا
وهو يكتب للأمم فقد وصل إلى آدم أب جميع البشر ، قاصداً أن يبين إن السيد المسيح هو نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية
ثانياً : تنازل --- وتصاعد
ق . متى
قدم لنا نسب السيد المسيح قبل أن يتحدث عن ميلاده ليعلن إن كلمة الله المتجسد هذا وإن كان بلا خطية وحده لكنه جاء من نسل خاطىء ليحمل عنا الخطايا التى ورثناها أباً عن جد
ق . لوقا
فقدم لنا نسب السيد المسيح ، بعد أن تحدث عن عماده . إذ إن بالمعمودية تأتينا النعمة التي ترفعنا وتصعدنا إلى البنوة لله
ق . متى
لذا جاء الترتيب تنازلياً فبدأ بإبراهيم وإنتهى بيوسف رجل مريم الذي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح
ق . لوقا
لذا جاء الترتيب تصاعدياً من يوسف خطيب العذراء مريم حتى آدم
ق . متى
وبذلك يعلن المسيا حامل خطايانا
ق . لوقا
وبذلك يعلن تمتعنا بالبنوة لله فينا
ق . متى
كرر كلمة " ولد " قائلاً مثلاً : " إبراهيم " ولد " إسحق
ق . لوقا
فكرر كلمة " إبن
ق . متى
وكأنه يعلن تسلسل الخطية إلينا خلال الولادات البشرية . وقد جاء المسيح الذي بلا خطية يحمل خطايا الأجيال كلها
ثالثاً : ملوك -- وشعوب
ق . متى
إبتدأ متى في أنسابه الخط الملكي الذي إبتدأ بإبراهيم وكيف إنحدر إلى داود ثم إنحدر من داود عن طريق إبنه سليمان ليوسف رجل مريم الذي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح
ق . لوقا
إبتدأ لوقا في أنسابه التسلسل المنطلق من داود من طريق إبنه ناثان . وإن هذه السلسلة تتبع أسلاف مريم التي كان يسوع إبنها فعلاً
في ترتيب تصاعدي من يسوع إلى آدم إبن الله
ق . متى
وذلك ليؤكد نسبه الملوكي فهو ملك بالملوك لكن ملكه إلهي
ق . لوقا
وذلك ليؤكد نسبه الكهنوتي وهو كاهن بالكهنة وكهنوته فائق
إذاً نسب السيد المسيح إلى يوسف خطيب العذراء
لا يتعارض إنه إبن للعذراء -- وليس إبناً ليوسف -- لإن العذراء ويوسف الإثنان من بيت داود " = نسل داود
فالسيد المسيح إذن هو إبن داود " = من نسل داود " حسب الجسد والوارث لكرسيه -- سواء نسبه إلى العذراء أو يوسف
رابعاً: طبيعي وشرعي
ق . متى
ذكر النسب الطبيعي أى حسب اللحم والدم
ق . لوقا
ذكر النسب الشرعي أي بالتبني
ق . متى
وهو بهذا يُعلن عن السيد المسيح كحامل لخطايانا حسب اللحم والدم
ق . لوقا
وهو بهذا يُعلن عن بنوتنا لله في المسيح يسوع بذكر النسب الشرعي . حيث يمكن لإنسان أن يُنتسب لأب لم يُولد منه جسدياً
فقد كان في الشريعة إن توفى رجل دون أن ينجب نسلاً . تتزوج إمرأته أخاه -- وأيضاً يصبح إبناً شرعياً " = من الناحية الشرعية " لإخيه المتوفى . وبذلك يكون للإبن في هذه الحالة أب طبيعي وهو الذي أنجبه ، وأب شرعي وهو الأخ المتوفي " تث 25 : 5 ، 6
وإذا كان المتوفي بدون أولاد وليس له أخ فإن أقرب أقربائه يأخذ إمرأته ليقيم له نسلاً -- فإذا كان لا يريد - فإن الذي يليه في القرابة لابد أن يقبل هذا الزواج لإن الشريعة تحرص على إقامة نسل للمتوفي بدون إنجاب بنين
خامساً : يعقوب -- وهالي
ق . متى
ذكر إن القديس يوسف إبناً ليعقوب جسدياً ، لكنه إبن هالي شرعاً ، لإن هالي مات دون أن ينجب إبناً فتزوج يعقوب إمرأته لتنجب له نسلاً فلا يمحى إسمه من إسرائيل " تث 25 : 5 ، 6
ق . لوقا
ذكر إن يوسف هو إبن هالي لإن يوسف كان الإبن الشرعي لهالي الذي توفى دون أن ينجب أولاداً فتزوج يعقوب إمرأة أخوه ليقيم لإخيه نسلاً
وكأن القديس يوسف خطيب مريم هو إبن لداود الملك حسب القائمتين سواء النسب الطبيعي أو الشرعي ، بالرغم من إختلافهما
ثانياً : تشجع سلسلة نسب يسوع المؤمنين في الشتات مت ع 2
مت 1: 2
" إسحق ولد يعقوب ، ويعقوب ولد يهوذا وإخوته "
إسحق ولد يعقوب إسرائيل الذي حمل بركة إبراهيم ولذا دُعى الله بإله إسرائيل كما دُعى بإله إبراهيم وإله إسحق
ويعقوب ولد الأسباط الإثنى عشر ولكن إختار الله منهم يهوذا وخصه بالبركة مع إن رأوبين كان البكر ، غير إن النبوات تركزت على يهوذا ، بمعنى إن الإختيار والبركة لم تتبع خطاً بشرياً
" ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم " " رو 9 : 16 "
وأما قول ق . متى ، ولد يهوذا وإخوته ، فهنا بنوع ممتاز ذكر بقية الأسياط لإنهم ورثوا يصفة جماعية نوعاً من الإمتياز ليكونوا نواة شعب الله ، الذين إنفصل عن جميع شعوب الأرض وخصهم الله كجماعة بصفة البنوة لله
" إسرائيل إبني البكر " " خر 4 : 22 "
ولذا قام ق . متى بتشجيع جميع اليهود ، بأن أكد لهم إنهم من نسل أبناء يعقوب ، وبالتالي لهم نصيب في المسيح المسيا الحقيقي ، فقد كانوا جميعاً ضمن سلسلة النسب وبالتالي فلهم حق نوال الوعود التي أُعطيت لإبراهيم ولنسله ، وأن ينضموا تحت لواء مملكة نسل داود
ثالثاً : " ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ، ---- " " مت 1 : 3
ذكر معلمنا متى في نسب فارص دون زارح ، لإن فارص يمثل كنيسة الأمم التي صارت بكراً بإتحادها بالسيد المسيح البكر ، بينما زارح يمثل اليهود الذين فقدوا البكورية برفضهم الإتحاد مع البكر
لقد أخرج زارح يده أولاً بكونه الإبن البكر لكنه لم يولد أولاً بل تقدمه فارص فأحتل مركزه ونعم بالبكورية
هكذا ظهر اليهود أولاً كبكر للبشرية لكنهم حرموا من البكورية وتمتع بها الأمم هوضاً عنهم
ت : وبذلك لقد جاء السيد ليعلن أن البكورية لا تقوم على الولادة الجسدية وإنما على استحقاق الروح
لقد جاء السيد " آدم الثاني " بكر البشرية كلها ، فيه يصير المؤمنون أبكاراً ، وتُحسب كنيسته كنيسة أبكار
رابعاً : " ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ، ------ " ع 3
" وسلمون ولد بوعز من راحاب - وبوعز ولد عوبيد من راعوث - ويس ولد داود الملك - وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا " ع 5 ، 6
مت 1 : 3 - 6
تشير سلسلة نسب يسوع ، إلى رحمة الله المجيدة . إنه أمر غير طبيعي في سلسلة نسب يسوع ، كعلامة على رحمة الله . فلم يذكر النسب أسماء نساء عظيمات يفتخر بهن اليهود كسارة ورفقة وراحيل وإنما ذكر
ثامار التي ارتدت ثياب زانية ، ومع ذلك امتدت لها يد الله بالرحمة " تك 38 : 24
راحاب الزانية ، كانت أممية مرفوضة من اليهود ، ومع أنها كانت عاهرة ، لكنها خلصت من الدينونة ، لإنها آمنت بالله وبإسرائيل كشعبه " يش 2 : 1
وبتشبع التي يلقبها " التي لأوريا " . مظهراً خطيتها مع داود الملك ، لكنها طلبت غفران الله مع داود " 2 صم 11 - 12
ت : ويقول القديس ساويرس الأنطاكي
ليكشف أن طبيعتنا التي أخطأت وسقطت ، ودارت وتعثرت في الشهوات غير اللائقة ، هي التي جاء المسيح لعلاجها ، حتى أنها عندما هربت ضبطت ، وعندما اندفعت وفي ثورتها اسرعت في الابتعاد أمسكها وأوقفها وأتي بها وقادها إلى الطريق
المسيح إذن وضع على ذاته نسب هذه الطبيعة التي تنجست لكي يطهرها ، هذه التي مرضت لكي يشفيها ، هذه التي سقطت لكي يقيمها ، وكان ذلك بطريقة فيها تنازل ومحبة للبشر
ت : ويقول القديس جيروم
لم يذكر في ميلاد المسيح ونسبه اسم قديسة ، بل ذكر من شجبهن الكتاب ، وهو يريد القول بأن من جاء من أجل الخطاة وُلد من خاطئات ليمحو خطايا الجميع
لقد بشر الإنجيلي بنسب الملك في حرية دون أن يخفى ما يبدو مخزياً ، كاسراً تشامخ اليهود الذي يكررون القول أنهم نسل إبراهيم ، وبذلك فإنه جاء كطبيب يعالج ضعفنا لا كديان
خامساً : ذكر معلمنا متى في النسي بعض النساء الأمميات مثل راعوث الموآبية . فهي كانت من أمة مكروهة من اليهود ، لكنها اختارت أن ترتبط بالله وبشعبه . " را : 1 " ، راحاب الكنعانية ، ليعلن إنه جاء من أجل البشرية كلها ليخص الأمم كما اليهود
ت : وذلك ليعلم إسرائيل كيف أن النسل المبارك نسل المسيا ليس موقوفاً على الأتقياء بل هو يجمع الكل فيه حتى الأمم " راحاب ، راعوث التي أنجبت عوبيد أو يس
سادساً : مت 1 : 7 - 10
وسليمان ولد رحبعام . ورحبعام ولد أبيا . وأبيا ولد آسا . وآسا ولد يهوشافاط . ويهوشافاط ولد يورام . ويورام ولد عزيا . وعزيا ولد يوثام . ويوثام ولد أحاز . وأحاز ولد حزقيا . وحزقيا ولد منسى . ومنسى ولد آمون . وآمون ولد يوشيا ع 7 - 10
مت 1 : 7 - 10
سلسلة نسب يسوع المسيح : توضح شجرة ائلة يسوع أن نعمة الله لا تورث ، لكنها تُعطي بحسب مشيئته . فهناك ملوك صالحون وغيرهم أشرار في سلسلة نسب المسيح . كون ملك كان صالحاً ، ليس معناه أن صلاحه يورث لمن بعده
جاء ذكر الملوك الصالحين في ع 7 - 8 وهم
سليمان " 2 مل 1 : 1 --- 11 : 43
آسا " 1 مل 15 : 9 - 24 ، 2 أخ 14 - 16
يهوشافاط " 2 أخ 17 - 20
جاء ذكر الملوك الأشرار وهم
رحبعام " 1 مل 11 : 43 وما بعده
أبيا " 2 أخ 12 : 16
يورام " أو يهورام " " 2 مل 8 : 21 - 24 ، 1 أخ 3 : 11
ت : إن صلاح الله وبره لا يورثان . لا يستطيع ملك أن يورث طبيعته لملك آخر بعده ، فكل إنسان مسئول عن نفسه أمام الله ومسئول عن حياته وسلوكه " يو 1 : 12 - 13
ربما ينشأ أحدهم في كنف والدين صالحين ، وينحدر من أسرة بارة ، لكن هذه الصفات لا تورث من شخص إلى آخر . فعلى كل شخص مواجهة يسوع المسيح ، لكي يقدم حساباً عن نفسه