<!-- Global site tag (gtag.js) - Google Analytics -->
<script async src="https://www.googletagmanager.com/gtag/js?id=G-5DQW5LQ2JZ"></script> <script> window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-5DQW5LQ2JZ'); </script>style="text-align: center;">
مقدمة style="text-align: right;">يسرني أن أقدم لكم نبذة عن زيارة العذراء الدائمة لقبر إبنها، سوف أحدثكم فيها عن
المضايقات والمنغصات التي كان اليهود يحاولوا أن يصبوها على العذراء بعد صعود السيد المسيح وخاصة بعد قيامته من بين الأموات فالعذراء نالت متاعب كثيرة جدا جدا والحكاية كانت كما يلي
عندما كانت السيدة العذراء تخرج يومياً لزيارة قير إبنها الوحيد حسب عادتها ، بينما اليهود قد وضعوا حجراً عظيماً على باب القبر ، وأمروا الحراس ألا يذهب أحد إلى هناك ، بقصد التبرك منه ، أو تقديم الصلوات عنده ، وكل من يرونه كانوا يرجمونه بالحجارة . وكانوا قد أخذوا صليب سيدنا يسوع المسيح له المجد ، وصليبي اللصين . والحربة التي طعنوه بها ، والمسامير التي دقت فى يديه ورجليه ، وإكليل الشوك الذي كان على رأسه ، والأكفان ، وأخفوها جميعاً في موضع مجهول ، وأوقعوا عقوبة على كل من يخبر بها ، خشية أن يأتي أحد الملوك ويسأل عنها
ولما نظر الحراس إن السيدة العذراء ، تأتي كل يوم وتصلي عند القبر المقدس ، ذهبوا وأخبروا رؤساء الكهنة وعظماء اليهود بذلك ، فأمروهم بأن يرجموها بالحجارة ، إذا رأوها مرة أخرى . فأبوا ذلك وقالوا ، إننا سنعلمكم بها ، لتفعلوا ما تريدون . وفي اليوم التالي ، أتت العذراء إلى القبر حسب عادتها . ورفعت يديها نحو الله ، وإبتدأت تصلي ، وإذا بالسماء قد إنفتحت ، وجبريل الملاك نازل على سحابة سمائية ، ومثل بين يديها ، وسجد لها قائلاً : السلام لك أيتها العذراء الممتلئة نعمة ، الرب معك . فلقد عُلمت صلاتك ، وقُبلت لدى الرب يسوع ، وقد أرسلني لأعلمك ، بأنك ستنتقلين من هذا العالم الزائل إلى حياة أبدية دائمة لا إنقضاء لها ، فلما سمعت العذراء ما قيل لها ، سُرت كثيراً وسجدت لله فرحة ، ورجعت إلى منزلها بسلام
ثم بعد هذا قامت تصلي على حسب عادتها طالبة من الإله الحق له المجد أن يتم نقلها أو يرشدها إلى ما فيه صلاحها ، وفي الحال ظهر لها ملاك الرب جبرائيل قائلاً : السلام لك ياممتلئة نعمة ، الرب يخبرك على لساني ، أن تجيبي رؤساء الكهنة إلى طلبهم بمبارحة بيت المقدس إلى بيت لحم . فإذا حضروا غداً طالبين ذلك ، قومي وإجمعي العذارى وتممي أمر الرب . ليكن كما أمر الرب
وفي اليوم التالي حضروا ، مكررين ما طلبوه بالأمس من السيدة العذراء ، التي أخبرتهم بقولها : هوذا أنا ذاهبة إلي بيت لحم ، حسب إرادة الرب . وللوقت دعت العذارى الملتصقات بها ، وقالت لهن : هوذا أنا ماضية أسكن في بيت لحم ، فمن أرادت منكن فلتأت معي . فقامت ثلاث منهن قائلات : نحن نمضي معك ، ولا نفارقك حتى النهاية . فباركتهن وقبلتهن بفرح عظيم . وكن يسمعن ما تقصه عليهن من الأسرار المقدسة ، لقلوب طاهرة ، حتى إذا أتى المساء يصلين معاً وينمن .وكنً ينظرن منها آيات كثيرة
وفى ذات اليوم قامت السيدة العذراء ، وإبتدأت تقول : ياربي وإلهي يسوع المسيح الأزلي ، الذي في السموات ، أنت الذي جعلتني بيتاً طاهراً ، وتجسدت مني ، وظهرت للعالم بالناسوت ، ليستطيعوا رؤيتك ، ويؤمنوا بلاهوتك ، ويخلصوا من خطاياهم ، إستجب لأمتك ومُرْ رسولك الحبيب يوحنا وباقي الرسل الأظهار بزيارتي هنا ، لأفرح برؤيتهم وأتعزى بهم ، قبل مفارقتي هذه الحياة ، لإنك أنت القادر على كل شيء . فأمر الرب يوحنا الرسول قائلاً له : يايوحنا إن والدتي الطاهرة قد إشتهت تراك أنت وباقي الرسل إخواتك ، التلاميذ الأحياء منهم والأموات
إستجاب الرب لطلبة العذراء مريم ، وإذا بسحابة من نور قد إختطفت يوحنا إلى بيت لحم في منزل السيدة العذراء . ولدى وصوله رأى بقية التلاميذ هناك ، والسيدة العذراء تُصلي . فلما إنتهت من صلاتها ، سلموا عليها قائلين : السلام ياوالدة الإله : مباركة أنت في النساء ، ومباركة هى ثمرة بطنك ، إفرحي أيتها الممتلئة نعمة ، فإن الإله سُرً أن يفتقدك برحمته ، وينقلك من هذا العالم الفاني إلى النعيم الباقي . . ثم نظروا إلى الثلاث عذارى وباركهن ، فإلتفتت العذراء مريم إلى يوحنا وقالت له : إن اليهود قد تآمروا فيما بينهم ، إنني إذا مت ، يأخذون جسدي ويحرقونه بالنار . فأجابها لا سلطان لليهود عليك ، لا في حياتك ولا بعد نياحتك ، لإن الرب معك إلى الأبد
بعد ذلك رفعت السيدة العذراء يديها إلى السماء ، وسبحت الرب قائلة : أسجد لك ياربي يسوع المسيح ، وأومن بعظمتك وقدرتك ، إذ لم تصيرني هدفاً في أيدي العتاة ، بل نظرت إلى مسكنتي ، وأظهرت العجائب على يدىً ، أنت القادر على كل شيء . فبإسمك أسبح ، ولقدرتك أعظم ، ولنعمتك أشكر إلى الأبد ، لأنك قلت ، وقولك حق إن جميع الأمم تطوبني
بعد ذلك بينما كان التلاميذ الأطهار يُصلون ، سمعوا صوتاً من السماء ، وشموا رائحة طيب زكية ، ورأوا قوات كثيرة يصحبها رب المجد على مركبته الشاروبيمية . وكان الكل يهللون بأصوات الفرح قائلين : قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس .
وظهرت آيات كثيرة في البيت الذي تسكنه السيدة العذراء ، حيث كان جنود السماء ينزلون ويصعدون ، مثل يوم ميلاد السيد المسيح له المجد في بيت لحم . فإندهش أهالي المدينة ،
وأرسلوا إلى الوالي ورؤساء اليهود ، يخبرونهم بما نظروه من عجائب في بيت أم يسوع ، فحضروا ليتحققوا من ذلك ، ولما قاربوا المنزل ، نظروا أبواب السماء مفتوحة ، والجنود الروحانيين منتشرين على بيت السيدة العذراء بمنظر عجيب ، والكواكب ظاهرة في النهار ، والسيدة العذراء مضجعة على سريرها ، والتلاميذ حولها يقولون : السلام للسيدة البتول المُباركة ، ومُبارك هو المولود منك رب الصباؤوت ، الذي أظهر العجائب على يديك
صاح جماعة اليهود قائلين للوالي ، لقد هلك اليهود بما فعلته تلك المرأة الساحرة . فمر بخروجها من هنا وإلا خربت المدينة . فأجابهم الوالي بحدة : أنا لن أفعل شيئاً ، لإنه ليس في إستطاعتي أن أعاند رب القوات ووالدته الطاهرة . وبعد إلحاح أجابهم إلى طلبهم ، وأمر أحد القواد وبعض الجنود ، أن يذهبوا وأن يقبضوا على كل من يجدونه في بيت العذراء مريم ، إذا إستطاعوا ذلك . لكن عبثاً كانوا يحاولون . ثم تركوا الوالي وذهبوا ذات يوم ومعهم أخشاب كثيرة ، وأصروا على إضرام النار في بيت السيدة العذراء ، ولكن رد الله كيدهم ، وأخرج لهيباً من المنزل أحرق أكثرهم ، وآمن الباقون ، لما نظروا ما للسيدة العذراء مريم من قوات عجيبة
لما سمع الوالي بهذه المعجزات ، ذهب إلى السيدة العذراء تصحبه فئة عظيمة . وقال بالحقيقة يا مريم أم إلهنا ، إن المولود منك هو إبن ملك الملوك ورب الأرباب ، فبإسمه نؤمن وله نسجد . وقال ذلك وجمع أهل المدينة ، وقام يرشدهم معلناً لهم ما لله من القدرة ، وما لوالدته من الكرامة . فآمن البعض وعارض البعض الآخر ، فزجرهم بقوله : ياأمة السوء ، لقد إعتديتم على السيد له المجد وصلبتموه بدون علة . وقد أظهر لكم الآيات ، في حياته وصلبه وموته وقيامته ، ولم تؤمنوا . إنكم تحبون الباطل ، أما أنا فقد آمنت بالسيد المسيح ووالدته
وبعد ذلك رجع إلى منزله فرحاً ، فوجد إبنه مريضاً ، فأخذه حيث منزل العذراء ، وقال لإحدى العذارى : إخبري سيدتي وأم إلهي ، بأن عبدها والي المدينة يريد مُقابلتها . فسمحت له بالدخول ، فدخل وسجد أمام السيدة العذراء قائلاً : السلام لك أيتها الطاهرة والدة الإله . أُؤمن بأن إبنك المُخلص قد تجسد منك ، فإبسطي يديك الطاعرتين ، وباركي عبدك وإطلبي من إبنك أن يشفي ولدي هذا ، فإلتفتت إليه وباركته هو وولده ، ووضعت يديها على الصبي ، فشفى من مرضه ، وخرجا من هناك بفرح عظيم ، وسارا حتى وصلا روما ، وهما يتحدثان بعجائب العذراء
وفيما هم كذلك ظهرت سحابة سمائية وعليها المركبة الشاروبيمية تحمل رب القوات ، وإثنتا عشر مركبة نارية مملوءه ملائكة ورؤساء ملائكة ، وكان الكل يهللون بأصوات الفرح قائلين قدوس قدوس قدوس رب الجنود ، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس آمين الليويا . سبحوا الرب من العلا آمين الليويا ، سبحوه من السموات ياجميع جنوده ، أخبروا برحمته وعدله في جميع الخلائق آمين الليويا
وبعد أن نزلوا يتقدمهم ملك الملوك ورب الأرباب ، تقدم الرسل الأطهار ، وسجدوا لقدرته الإلهية قائلين : لك المجد ، لك القوة والقدرة ، لك يليق السجود والإكرام الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور . كذلك تقدم الكل بوقار ساجدين للإله القدير ، الذي باركهم جميعاً . ونظر إلى والدته وقال : السلام لك ياوالدتي الطاهرة المباركة في النساء . فأجابته : لك المجد والقوة ياإبني وإلهي يسوع المسيح . ضع يديك الطاهرتين علىً لأتقوى ، يا من خلقت السموات والأرض بيمينك . أشكرك وأمجدك إذ جعلتني مستحقة لكل حفاوة وإكرام . فأجابها السيد المسيح منذ الآن تكونين في فردوس النعيم . وهناك تخدمك الملائكة ورؤساء الملائكة ، وتمجدك القوات . وتكون نفسك الطاهرة منيرة في السموات ، في المساكن النورانية ، حيث السلامة الدائمة
المرجع
مريم العذراء فخر جميع الأجيال
إعداد القمص جورجيوس بانوب