هنا وقبل بداية حديثنا عن رسالة يعقوب
نقوم بالحديث عن رسائل الكاثوليكون
وأن رسالة يعقوب ما هى إلا واحدة من ضمن هذه الرسائل
ت: الكاثوليكون :: هى كلمة يونانية معناها " الجامعة " وهى مجموعة من أسفار العهد الجديد ، وتسميتها رسائل الكاثوليكون تسمية قديمة ترجع إلى القرن الثاني ، وهذا الإسم اتخذ من المؤرخ الكنسي يوسابيوس " 265 -- 340 ب.م " الذي أشار إلى هذه الرسائل باعتبارها رسائل عامة
وهذه الرسائل كُتبت إلى المسيحين المشتتيين والذين هم من إصول يهودية كما هو واضح في رسالة يعقوب ورسالتي بطرس ويهوذا والرسالة الجامعة
وبالرغم من انها كُتبت الى المسيحيين المشتيين من إصول يهودية الذين تشتتوا بعد استشهاد استفانوس حتى وصلوا إلى فينيقية وقبرص وانطاكية سورية " اع 7 ، 31 -- 34 م "
وذلك من جراء الاضطهاد الذي جرى في مُلك هيرودس أغريباس الأول " اع 12 ، حوالي 44 م"
إلا انها صُنفت من ضمن الرسائل العامة ، إذ في معظم أجزائها ، وُجهت إلى عامة المستمعين وليس لأشخاص بعينهم .
بالمقارنة ، يوجه بولس الرسول رسالته إلى متلقين معينين مثل مؤمني فيلبي ، أو كنائس غلاطية ، أو تيموثاوس ، أو تيطس
وهناك تشابه بين الرسائل وبعضها البعض وعلى وجه الخصوص بين :
رسالة بطرس الأولى ويعقوب
رسالة بطرس الثانية ويهوذا
بين رسائل يوحنا الثلاث
وتعطي الكنيسة اهتماما لهذه الرسائل فتحتم قراءة فصل معين أو أكثر على المؤمنين في أكثر المناسبات وخاصة في صلوات الأسرار المقدسة في كل قداس ، وفي كثير من الصلوات يقرأ فصل من رسائل بولس وفصل من الكاثوليكون
ويقول القديس ايرونيموس عن هذه الرسائل انها امتازت بالاسهاب مع الايجاز --- اسهاب في المعاني مع ايجاز في العبارات مما يجعلها صعبة الادراك كما ينبغي .
وقبلت الكنيسة هذه الرسالة كسفر قانوني مقدس منذ فجر تاريخها فهناك توافق كبير بين رسالة اكليمنضس الروماني وبين هذه الرسالة ، الأمر الذي يدل على انه اعتمد عليها .
ونفس التوافق نجده بكثرة في كتاب الراعي لهرماس . ولا يمكن ان يكون ذلك بمحض الصدفة.
واقتبس ايريناوس نصوصا كثيرة من هذه الرسالة . كما شهد بقانونيها اكليمنضس الاسكندري ، بل قيل انه وضع تفسير لهذا السفر.
كاتب الرسالة 👍
وُرد في العهد الجديد7 أشخاص باسم يعقوب
يعقوب بن زبدي " مت 10:2 " احد الاثنا عشر تلميذا ، وأخ يوحنا الإنجيلي . ولا يمكن أن يكون كاتب الرسالة إذ قتله هيرودس أغريباس الأول سنة 44 م " اع 12: 1 ".
وحتى ذلك الوقت لم تكن قد تأسست الكنائس المسيحية بشكل يسمح بكتابة رسائل لها ."اع 12: 2 ".
يعقوب بن حلفي " مت 10: 3 " وتوجد ابحاث كثيرة لتحقيق ما إذا كان هو نفسه يعقوب أخو الرب أم شخص آخر.
يعقوب أخو الرب ، " غل 1: 19 " أي ابن خالته ، وقد اجمع الرأي على أنه كاتب الرسالة .
يعقوب بن مريم " مت 13: 55"،" لو 24: 10".
يعقوب الصغير "مر 15: 40"
يعقوب أخو يهوذا " لو 6: 16"
يعقوب خادم كنيسة أورشليم "أع 15: 13"
وإذا قابلنا ما في " غل 1: 9 " بما في " غل 2: 9-12" نرى إن يعقوب أخا الرب ويعقوب خادم كنيسة
أُورشليم شخص واحد.
وإذا ما قابلنا ما في " مت 27: 56" بما في " مت 13: 55" رأينا إن يعقوب أخا الرب هو
يعقوب بن مريم.
وإذا قابلنا ما في " مر 6: 3 " بما في " يه ع1" رأينا أن يعقوب أخا الرب ويعقوب أخا يهوذا
شخص واحد .
وإذا قابلنا ما في " مت27: 56 " بما في " مر 15: 40" رأينا أن يعقوب بن مريم هو يعقوب الصغير .
وبذلك لم يبق سوى 3 أشخاص هم يعقوب بن زبدي ، يعقوب بن حلفى ، يعقوب أخي الرب .
وكما قلت في بداية حديثى عن يعقوب بن زبدي وهو أخو يوحنا الإنجيلي
وهو قد تم قتله على يد هيرودس أغريباس الأول سنة 44 ب. م
ولم يكن قبل موته وقت كاف لتأسيس الكنائس المسيحية التي كتبت هذه الرسالة إلى أعضائها
ولا لتشتتهم على ما بين في أولها ولا لأن ينشأ في الكنائس المسيحية .
وبذلك فإن المرجح إلى كاتب هذه الرسالة هو يعقوب أخو الرب
" غل 1: 19"
فهو كسائر إخوة الرب لم يكن يؤمن بإن يسوع هو المسيح مدة حياته " يو 7: 5 " لكنه آمن
به يوم ظهر له على أثر قيامته." 1 كو 15: 7 "
وهو الذي أرسل بطرس إليه خاصة نبأ إطلاقه من السجن " اع 12: 17" وما قيل في
" يو 7: 5 ". يمنع القول بإنه من الرسل الإثنا عشر لكنه أُعتبر كواحد
منهم كما أُعتبر بولس وبرنابا.
وهو الذي كان رئيس المجمع الأول في أُورشليم وصرح بحكم المجمع"اع 15: 19" فيكون قد أُعتبر رسولاً
مع إنه ليس بالرسول بالنظر إلى مقامه بين الإخوة " اع 15: 13" .
ويذكر القديس إيرونيموس ، كما يؤكد التاريخ إنه رسم أسقفاً على أُورشليم وبقى فيها حتى يوم استشهاده.
وقد وضع قداساً مازال الأرمن يصلون به.
في حوالي سنة 52 م رأس المجمع الأول في أُورشليم بخصوص إيمان الأمم .
وقد أعلن القديس يعقوب قرار المجمع " اع 15"
ودعاه الرسول بولس أحد أعمدة الكنيسة ، وذكره قبل بطرس ويوحنا "غل 2: 9".
قال عنه أبيفانوس وأُسابيوس إنه كان نذيراً للرب من بطن أُمه ، فكان لا يشرب خمراً ولا مسكراً ولا يحلق
شعر رأسه ويقتات بالبقول .
دُعى يعقوب البار ، إذ كان مُحباً للعبادة ، ومن كثرة ركوعه للصلاة كانت ركبتاه كركبتي جمل.
ويذكر القديس ايرونيموس إن اليهود في بداية الأمر كانوا يهبونه جداً
ويتهافتون على لمس ثيابه . وفي إحدى المرات جاءوا به إلى جناح الهيكل
لكي يشهد ضد المسيح . فقال لهم " إن يسوع الآن جالس في الأعالي عن يمين الآب --
وسيدين الناس". فلما سمعوه يقول هذا صرخ البعض قائلاً " أوصنا لابن داود " ،
فحنق عليه الكتبه والفريسيون وثاروا ضده، وهم يقولون لقد ضل البار " ، ثم قاموا بطرحه من
جناح الهيكل . أما هو إذ وقع إنتصب على ركبتيه طالباً الغفران لهم
فأسرعوا برجمه ، ثم أتى صباغ وضربه بمدقة على رأسه فأستشهد في الحال نحو سنة 62 م.
ودُفن في موضع استشهاده بالقرب من الهيكل.
ويقول المؤرخ يوسبيوس إن من أسباب خراب أُورشليم إن أهلها قتلوا يعقوب البار فنزل غضب الله عليهم.
معلومات شخصية
الميلاد : القرن الأول الميلادي
الناصرة :
من أهم مدن فلسطين التاريخية ، تقع اليوم في لواء الشمال في منطقة الجليل بإسرائيل ، وتبعد عن القدس حوالي 105 كم إلى الشمال .
أصبحت بعد النكبة عام 1948 مركزاً إدارياً وثقافياً والمركز الرئيسي لعرب 48 في إسرائيل.
بلغ عدد سكانها في عام 2015 حوالي 75.726 . ويصل سكان حاضرة " متروبولين " الناصرة حوالي 210.000 نسمة
منهم 174.800 عربي حوالي 83%
30.345 يهودي حوالي 15%
4.855 آخرون حوالي 2%
ويضم المتروبولين البلدان المحيطة وهى الناصرة العليا ، ويافة الناصرة ، والرنية ، وعيلوط ، وكفركنا، والمشهد ، وإكسال وعين واهل.
وتُعد متروبولين الناصرة أكبر تجمع حضري عربي في إسرائيل وهى المدينة الإسرائيلية الوحيدة التي يزيد عدد سكانها عن 75.000 نسمة
جميع سكان المدينة عرب وتضم عدد كبير من سكان أصلهم مهجرون من قرى مثل صعوزبة والمجيدل ، هذا الحدث المفصلي في تاريخ الناصرة ، ضاعف عدد السكان بشكل فجائي.
الوفاة : 62م
القدس " بالعبرية " بروشاليم أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلة مساحة وسكاناً وأكثرها أهمية دينية وإقتصادية . تُعرف بأسماء أُخرى في اللغة العربية
مثل : بيت المقدس ، القدس الشريفة ، أُولى القبلتين
وفي الكتاب المقدس بإسم " أورشليم " ، وقامت إسرائيل بتسميتها رسمياً : أُورشليم القدس.
سبب الوفاة : الرجم ، الضرب بمدقة على الرأس
الرجم هو عقوبة الرمى بالحجارة حتى الموت حيث كانت هذه العقوبة شائعة في اليونان القديمة كما إنها موجودة في العديد من الديانات مثل اليهودية ، الإسلام .
الأب : حلفى " كلوبا "
الأم : مريم زوجة حلفى " كلوبا "
أُخت العذراء مريم الصُغرى
أخوة وأخوات : يسوع
الحياة العملية
تعلم لدى : يسوع
المهنة : قسيس مسيحي
تُعيد له الكنيسة الكاثوليكية في 3 أيار / مايو
والكنائس الأرثوذكسية في 23 تشرين الأول / أكتوبر
والكنيسة الأنفليكانية في 1 أيار / مايو
رسالة يعقوب
هذه الرسالة جاءت تقدم إجابات على أسئلة تخص حياة المؤمن وعلاقته بالله وبالعالم .
المقدمة :
مجمل الرسالة :
كتب يعقوب غلى المسيحين ، الذين كانوا قبلاً يهوداً ، والذين تشتتوا بسبب الاضطهاد الذين حل عليهم ، خصوصاً بعد استشهاد استفانوس " اع 8: 1-3".
وخصوصاً اليهود الذين آمنوا بالمسيح صاروا موضع ضيق واضطهاد من اقربائهم اليهود الذين رفضوا الإيمان بالسيد المسيح . تشتتوا في كل انحاء العالم الروماني آنذاك وازداد الاضطهاد.
فلذلك كتب إليهم القديس يعقوب رسالته لإن المؤمنين الأوائل لم يكن لديهم سند من كنائس مسيحية قائمة.
فساندهم القديس يعقوب كقائد مهتم بهم ، ليشجعهم ويقوي ايمانهم في ذلك الوقت العصيب .
أقسام الرسالة :
الإصحاح الاول الإيمان والتجارب
الإصحاح الثاني الإيمان والأعمال
الإصحاح الثالث الإيمان واللسان
الإصحاح الرابع الإيمان والشهوات الأرضية
الإصحاح الخامس الإيمان والانشغال الفني
1--11
الإصحاح الخامس الإيمان في كل الظروف
12--20
الإصحاح الأول : في هذا الإصحاح يتحدث الرسول عن الإيمان والتجارب
مقدمة :
تحية : ع 1
هذا الجزء من أكثر الأجزاء المثيرة للإنتباه في الكتاب المقدس ، إذ يخبرنا ببعض الحقائق عن أحد أخوة الرب يسوع .
بعض الحقائق عن شخص عايش يسوع يوم بيوم ، وكانت له فرصة التعرف على نوعية الحياة التي عاشها .
كما يعتبر هذا الجزء بمثابة تحدياً فعالاً لنا .
وهنا سوف نلاحظ امرين
هناك عبد الله ع 1
المؤمنون حول العالم ع 1
عبد : يتكرر هذا اللقب في عدد من رسائل العهد الجديد " رو 1:1 ،عل 1: 10 ، 2بط1:1، يه 1 " .
عبد الله والرب : لم تطلق على أحد في العهد الجديد كله إلا في هذا الموضوع .
الأسباط الاثنا عشر : هذه العبارة كانت تستخدم للإشارة إلى فئة من ثلاث فئات وهى :
كل شعب اسرائيل أو الأمة اليهودية " اع 26 : 7 ".
المسيحيون من أصل يهودي
المسيحيون عامة باعتبارهم هم " اسرائيل الحقيقي "
" رو 9 : 7 ، 8 "
" غل 6: 16 "
الشتات : اشارة إلى اليهود الذين كانوا يعيشون بين الأمم خارج فلسطين .