هل بدون أعمال الرحمة أستحق لقب مسيحي ؟
بالتأكيد ----لا
تبث لنا الأفلام والفضائيات كثير من أفكار العالم الشريرة --فهي تعلمنا عدم التنازل عن الكرامة وعدم التسامح . وإثارة الغضب لإنسان بدل من تهدئته ، وتحطيمه لدرجة اليأس بدل من تشجيعه ، فالكلمة الطيبة تشفي النفوس والكلمة القاسية تجرح شعور الآخرين
هؤلاء لم يعرفوا السيد المسيح ولم يعرفوا حبه وحنانه ، أما أنا فإني إبن ملك الملوك وأخذت صفاته وقيل لي :" كونوا رحماء كما إن أباكم رحيم "." لو 6 : 36 " . " شجعوا صغار النفوس إسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع "" 1 تس 5 : 14
ملك كان يحاسب عبيده ، قدموا له واحد مديون ب 10000 وزنة سجد العبد وقال " إصبر عليً أوفيك الدين " فتحنن عليه السيد وسامحه . وخرج العبد وتلاقى بصديقه وطالبه بدين 100 دينار فقال له " إصبر عليً " فلم يُرد وسجنه فسمع الملك فقال له " أما ينبغي أن ترحم صديقك وتسامحه كما أنا رحمتك
ليس هناك رحمة لمن لم يعمل الرحمة " صلاة نصف الليل " " فكونوا ما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم " " مت 7 : 12
سأل بطرس الرب كم مرة يخطىء إليً أخي وأغفر له هل إلى 7 مرات إجابه بل 70 مرة سبع مرات " مت 18 : 21
التسامح من أهم أعمال الرحمة وقد أوضحه الشهيد إستفانوس عندما صلى من أجل راجميه . ومن أعظم أعمال الرحمة أن أشعر بالحب نحو من يجرجني . أشعر إنه ضعيف وأصلي لأجله إن الله يغير قلبه حتى لا يُحرم من السماء
" لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لإنه بذبائح مثل هذه يسر " " عب 13 : 16 "
فالمحبة الحقيقية وأعمال الرحمة تفرح قلب الله --- وعندما أعين الضعفاء ، يعينني الله على تنفيذ الوصية . كما إن أعمال الرحمة تشعل في قلبي حب الله وتزيد علاقة الحب بيني وبينه
هل الحرية أن أعمل ما يستهويني
هل من حقي أن أعمل أي شيء يعجبني وأجرح مشاعر غيري وأتصور إن هذه هى الحرية --- ! عدو الخير يخدعنا ويقول أنتم أحرا تعملوا أي شيء على كيفكم -- وهو يضللنا وفي الحقيقة نصبح مذلولين له -- لإن من يعمل الخطية فهو عبد للخطية -- مثل الأبن الضال قال له الشيطان أنت تعيش مقيد في بيت أبيك -- وهذا خطأ ، تعال للحرية ، -- إخرج تمتع بشبابك -- الشيطان زين له الخطية والإبن المسكين صدقه -- ثم إكتشف إنه في الحقيقة تعرض للذل والمهانة لدرجة العيش مع الخنازير
يقول الكتاب المُقدس " لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة أخدموا بعضكم بعض " " غل 5 : 13
وهل معنى إني حر أن أسير في أي إتجاه وأنا مغمض العينين وبلا أي حرص أو إنتباه -- بالتأكيد ستكون النتيجة أن أصطدم بعمود أو أقع في حفرة -- كذلك في حياتي الروحية لابد أن أضبط سلوكي وأنتصر على الشيطان بالسلطان المُعطى لي من الله -- وأسيطر على حواسي وأفكاري ومشاعري وتصرفاتي -- ولابد أن نتمسك بوسائط النعمة لإن من تحرر لا يرجع للعبودية .
" إثبتوا في الحرية التي حررنا بها المسيح " " غل " 5 : 1 "
عندما جاء الشيطان ليجرب الرب يسوع وطلب منه أن يحول الحجر لخبز رفض الرب يسوع وأجاب " مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله
فكل كلمة تأتيك من العالم تطردها وتغلبها بكلمة الله -- تثبت في الحرية بثباتك في كلام الله ووصاياه -- العبودية للخطية تعطيك حزن طوال الحياة -- أما الحرية تعطيك الفرح . وكل ما فعله الرب من أجلك من الصلب والقيامة ليعطيك الحرية فتشعر بحب الله لك فتزداد علاقة الحب بينك وبين الله
هل عدم تلبية إحتياجاتي يجعلني حزين ؟ طبعاً لا
عندما أصلي فلنشكر صانع الخيرات --- فلنشكر الله على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال أتساءل هل وأنا زعلان إن بابا بيرفض يجيب لي أشياء أريدها أشكر ربنا ؟ طبعاً أشكره
شاكرين كل حين على كل شيء في إسم ربنا يسوع المسيح لله والآب " أف 5 : 20
قصة : مرة ملك أخذ وزيره ليصطاد فدخل سهم في يده وجرح فقال له الوزير للخير فزعل الملك وقال له كل حاجة تحصل لي تقول لي للخير --- وأنا مجروح دلوقتي فين الخير؟
فزهق منه الملك وسجنه وذهب يصطاد مع مجموعة أخرى فقبضوا عليهم ناس أشرار ليقدموهم ذبيحة لإلهم ما عدا الملك لإنه مجروح فتذكر كلام الوزير إن الجرح لخيره فعلاً وشكر ربنا وأخرج الوزير وتأسف له فقال ما السجن أيضاً لخيري لإن لو كنت معك كان زماني مت أنا كمان لابد أن تؤمن إن الله قادر على كل شيء ويريد أن يصنع معك الخير وتكون واثق إنه يحبك وقادر أن يعمل ما ينفعك ويبعد عنك ما يضرك
" كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الرب " " رو 8 : 26 "
فلو آمنت إن الله يحول الشر للخير في كل حياتي أعيش فرحان مطمئن وأشكره دائماً --
مرة إستقبل ربنا يسوع 10 برص فشفاهم . واحد منهم رجع شكر الله فقال يسوع : أليس العشرة قد طهروا فأين التسعة ألم يوجد من يرجع ليعطي المجد لله " لو 17 : 12
الشكر يعني أن نقول لربنا أنا واثق في حبك وأشكرك مهما حصل ---الشكر يفرحني ويفرح ربنا ويزود علاقة الحب بيني وبين الله --- أشكر ربنا لإن جسمك سليم إشكره لشفائك ونجاحك لو دربت نفسك أن تتذكر إحسانات الله إليك حتشكره وتشعر بحبه لك
ما معنى القداسة أو الطهارة الكاملة؟
الكمال أمر نسبى، فما تحسبه كاملًا في عينيك قد يكون غير كامل في عينَّي القديس أنبا أنطونيوس.
المؤمن يشبه وعاءً إذا امتلأ إلى آخره ظن أنه كامل، لكنه متى نما روحيًا أي كبر الإناء يدرك في نفسه أنه لم يبلغ بعد الكمال. وكأنه مع كل نمو روحي يدرك المؤمن انه في حاجة إلى جهاد أكثر لكي يبلغ بنعمة الله إلى الكمال.
بالنسبة للقديس بولس فكان يشتهى أن يصير على صورة المسيح، ويبلغ "قياس قامة ملء المسيح" (أف 13:3)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لهذا لم يكف عن أن يجاهد كل يوم لينمو بغير توقف، مدركًا أن طريق الكمال بلا حدود، لكنه يعمل في غير يأس. كما بلغ نوعًا من الكمال أو الطهارة تأهل لكي يكلل، الأمر الذي يفرح قلبه.
إنه كعضو في جسد المسيح يلتزم بالنمو الدائم، أما الكمال المطلق فهو صفة الله وحده، لن يدركها الإنسان في هذا العالم... إنما دائم السير في طريق الكمال الملوكي
لوحة تجربة أو إغراء القديس أنطونيوس الراهب بقطعة ذهب، رسم الفنان فرا أنجيليكو (1395-1455)، زخرفة على لوح بمقاس 19.7×28 سم، مرسومة تقريباً سنة 1436، محفوظة في متحف الفنون الجميلة، هيوستون