<!-- Global site tag (gtag.js) - Google Analytics -->
<script async src="https://www.googletagmanager.com/gtag/js?id=G-5DQW5LQ2JZ"></script> <script> window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-5DQW5LQ2JZ'); </script>style="text-align: right;">
مقدمة
سفر الأمثال من أسفار التناخ وفق المسمى المتعارف عليه في المصادر اليهودية، أي أسفار العهد القديم.، ويقع سفر الأمثال ضمن أسفار المكتوبات، وهي القسم الثالث من أقسام العهد القديم؛ إذ يتكون العهد القديم من ثلاثة أقسام رئيسة: القسم الأول «التوراة» ويشمل خمسة أسفار، والقسم الثاني «الأنبياء» ويضم ثمانية أسفار، والقسم الثالث «المكتوبات» ويشمل أحد عشر سفرًا.
من الجدير بالذكر أن أسفار المكتوبات، مثل: المزامير والأمثال وأيوب ونشيد الأناشيد وروث والمراثي والجامعة، يغلب عليها الطابع الدنيوي الفلسفي، وثمة رأي يؤكد تأثرها بالبيئة الفلسفية التي سادت الحضارة الهيلينستية. هذا بالإضافة إلى كون هذه الأسفار متأثرة بتقاليد الشرق الأدنى القديم، خصوصًا تقاليد بلاد ما بين النهرين، فهناك من يتحدث على سبيل المثال عن أصول سومرية لسفر نشيد الأناشيد من حيث الشكل والمضمون.
يتكون سفر الأمثال من 31 إصحاحًا، ويحتوى على مجموعة من الأمثال وأدب الحكمة والشعر. يمكن وصف معظم ما ورد في هذا السفر بالأدب التعليمي، وإنْ كان الأسلوب المتبع في هذا السفر يشبه
أسلوب الأمثال من ناحية الإيجاز في اللفظ وجودة الكتابة. يتناول سفر الأمثال موضوعات متنوعة، مثل: طاعة الوالدين والنهي عن المنكر والظلم والأمر بالعدل والصدق والأمانة والتواضع، وآداب الزيارة وعدم الغش في الكيل والتبصر في الأمور، والإحسان إلى من يحسن. ومن الملاحظ أن السفر لم يذكر اسم إسرائيل، ويخلو من النهي عن عبادة الأوثان. وقد جمع هذا السفر أمثال وحكم شعوب المنطقة، أي أنَّ الأمثال والحكم الواردة في هذا السفر ليست من نتاج العقلية اليهودية وحدها؛ وإنما فيها أمثال وحكم اقتبست من الأدب الكنعاني والمصري والبابلي وآداب شعوب الشرق الأدنى القديم.
من دون شك كان نوع «الحكمة» الأدبي واسع الانتشار في جميع أنحاء الشرق الأدنى القديم، وتكشف قراءة سفر الأمثال إلى جانب الأمثلة التي تم العثور عليها في مصر وبلاد ما بين النهرين عن أرضية مشتركة تتقاسمها الحكمة العالمية. ربما يكون أدب الحكمة في إسرائيل قد تطور في البلاط الملكي، ودور التعلم
الحكمة في سفر الامثال
ومن جانب آخر، لو القارئ حاول يصنع تقسيم دراسي للسفر، يجد نفسه أيضا غير قادر بسبب أن السفر كبير (٣١ إصحاح) وكلها متشابهة، حتى في الإصحاح الواحد يبدو أيضًا التشابه بين الآيات، والكتب الموجودة عن السفر لا تعمل له أقسام أيضًا.
لكن في نفس الوقت، سفر الأمثال من أهم الأسفار السلوكية في الكتاب المقدس، وأعتاد الكثير من رجال الله في أماكن كثيرة على المواظبة على قراءته بانتظام شهريًا (لأنه ٣١ إصحاح) فيقرأ كل يوم إصحاح، لأنه سفرًا سلوكيًا يساعد على سلوك الإنسان أثناء حياته اليومية، وتكرار قراءته لها تأثير مباشر على عملية “تجديد الذهن” التي تكلم عنها معلمنا بولس الرسول (رو ١٢: ٢)؛ فنحن كمسيحيين أكثر شيء ينقصنا:
البداية الصحيحة – التبعية المستمرة – وتجديد الذهن… فالشخص لو بدأ بداية صحيحة، بمعنى توبة حقيقية.. ثم التبعية المستمرة، بمعنى الاستمرار والمواظبة.. فهو هنا يحتاج لشيء هام وهو عملية (استبدال أفكاره) بين الأشياء المعاصرة المحيطة به المتأصلة فيه، وبين الأشياء التي ينبغي أن يتطلع إليها ويثبت فيها… بين الدائرة الأرضية والدائرة السمائية… بين ما هو تحت وما هو فوق… لذلك إذا كان سفر الجامعة يكلمنا عن ما هو تحت، فإن نداء العهد الجديد “فإن كنتم قد قمتم مع المسيح، فأطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله” (كو ٣: 1).
- هو يعتبر سجلاً لأقوال الحكمة فهو يحوي الأقوال المختصرة ، وهذه الأقوال موحى بها من الله ويطلق تبعاً لذلك على الأقوال المختصرة اسم " أمثال " لذلك يمكن تعريف المثل بأنه " قول حكمة وجيزة العبارة ليسهل حفظه
- عند دراسة سفر الأمثال بتأمل وصلاة لأجل إرشاد الله لفهم معانيه يظهر لنا غنى فوائده الإلهية أكثر فأكثر لأن هذه هي التعاليم التي يحويها السفر وضعت بواسطة الروح القدس لكي يستفيد منها البشر وهم في العالم الموجود
- ولا يمكن أن تكون هذه التعاليم قد صنعت لعالم وهمي لأنها تمس الواقع وهي توافق احتياجات جميع البشر في كل ظروف الحياة وأحوالها منذ نشأتها الأولى
- وتعتبر الكنيسة هذا السفر بمثابة خزانة حكمة تعلمنا كيف نسير مع الله . وتوطد هذه المسيرة وتصونها وترشد إلى سبيل القداسة والطهارة والعفة
- كذلك نجد أن المثابرة على هذا السفر تؤدي بالإنسان إلى الأصول التعليمية المؤدية للحياة الأبدية
- ومن يضع هذا السفر مصباح هداية لحياته ويحفظ تعاليمه ويرتب حياته بموجب تعاليمه ينجح ويصير حكيماً وسعيداً بالحقيقة . ومن يتصرف بخلاف تلك التعاليم فإنه يلاقي المشقات والمتاعب في حياته ولابد له أن يتحمل عناده ويكتشف خطأه ويندم على ما أصابه من جراء إهمال هذه الأقوال الإلهية ويفشل في حياته ويصير حزيناً وتعيساً