<!-- Global site tag (gtag.js) - Google Analytics -->
<script async src="https://www.googletagmanager.com/gtag/js?id=G-5DQW5LQ2JZ"></script> <script> window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-5DQW5LQ2JZ'); </script>style="text-align: center;"> style="font-size: x-large;">
التثليث والتوحيد
محاضرة ألقاها قداسة البابا شنودة الثالث
في هذه النبذة سنقوم بالحديث عن
التثليث الذي نؤمن به ليس من هذا النوع ، لا يوجد فيه
Gender--زوج ولا زوجة ولا ابن ولا يوجد فيه الجنس عموماً
ليس بموجود ، ولا يوجد فيه التناسل الجسداني ، ليس بموجود
الأقانيم الثلاثة الآب والأبن والروح القدس يتساوون في الصفات الإلهية
فإذا قلنا الآب أزلي فالأبن أزلي والروح القدس أزلي
وإذا قلنا الأب موجود في كل مكان فالأبن موجود أيضاً
ناس مثل أريوس قالوا : أن الأبن مخلوق وآخرون مثل مقدونيوس
قالوا
الروح القدس مخلوق
وهؤلاء لم يفهموا الثالوث المقدس
الأقانيم الثلاثة تتساوى في الصفات الجوهرية اللاهوتية ، لكن
يبقى أيضاً كل أقنوم وله تخصصه من جهة العمل
Life Giver فمثلاً الروح القدس هو المحيي " المحيي بمعنى
يعني المُعطي الحياة ولو إن هذا لا يمنع أن الأبن أقام البعض من
بين الأموات
في لقاء الشباب المسكوني يوم 26 / 3 / 1977
إن مشكلة الذين يحاربون التثليث ، أنهم يفصلونه عن التوحيد ، ويظنونه لوناً من الشركا أو تعدد الآلهة ، ولكننا كمسيحيين نقول أننا نؤمن بإله واحد لا شريك له ولا نؤمن إطلاقاً بثلاثة آلهة ، وكل الاتهامات التي توجه الى المؤمنين بتعدد الآلهة لا علاقة لها بالمسيحية أطلاقاً فنحن نرى أن هذا أمر يتنزه عنه حتى الشيطان
" أنت تؤمن بأن الله واحد ---- حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون " " يو " 2 :9"
فالشياطين في أعماقهم يؤمنون باله واحد
ومن آيات العهد الجديد التي تبين الإيمان المسيحي باله واحد ما قاله السيد المسيح حينما أرسل تلاميذه للتبشير . " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " " مت 28 : 19 " قال " باسم " ولم يقل بأسماء " . وهذا الأمر بينه يوحنا الرسول في رسالته الأولى ، فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد " 1 يو 5 : 7 " . قانون الإيمان المسيحي الذي يؤمن به جميع المسيحيين يبدأ بالآتي : بالحقيقة نؤمن باله واحد
إذن نحن نؤمن باله واحد وليس أكثر ، ونعتبر أن من يجعل لله شريكاً هو انسان كافر . المشكلة كلها كيف أن الله --- الذي نؤمن به جميعاً -- واحد في ثلاثة ؟ وما معنى كلمة ابن ؟ وما معنى كلمة روح قدس ؟ هل هذا يتنافى مع وحدانية الله ؟ فلنبدأ المناقشة بأسلوب هادىء أسمى من الغضب والتجريح لأن إخواننا المسلمين يقول لهم القرآن
في سورة العنكبوت " 45 " : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون
في سورة آل عمران " 112 " : ---- من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر
وفي سورة المائدة " 81 " : لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا . وأكثرهم مودة الذين قالوا أنا نصارى ذلك لأن منهم قسيسين ورهباناً وهم لا يتكبرون
وفي سورة البقرة " 61 " : إن الذين آمنوا والذين هادوا " أي اليهود " والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر . وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
وفي سورة الحج " 16 " : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة أن الله على كل شيء شهيد
واضح من الآية السابقة الفصل بين المسيحيين والمشركين
كذلك فرق الإسلام بين المسيحيين والمشركين ، فحرم على المسلمين الزواج من المشركات ولم يحرم عليهم الزواج من المسيحيات . كذلك أهدر دم المشركين ولم يهدر دم المسيحين ولكن فرض عليهم الجزية
النصارى قوم يعرفون الله ولا يشركون به أحد . ونحن نؤمن بذلك حتى منطقياً . فإذا كان لله شريك فلا يكون قادراً على كل شيء لأنه إذا كان قادراً على كل شيء فهو قادر على الكل بما فيه هذا الإله الآخر . وكذلك الله خالق الكل واذا كان هناك إله آخر ، فهل ربنا خلقه أو لا ؟ إذ كان خلقه فالاله الآخر ليس اله لانه ليس قادر على الخلق إذن
ثالوث في واحد وواحد في ثالوث
سؤال : توجد في سورة المائدة آية توصم المؤمنين بالثالوث الأقدس بالكفر . فما رد قداستكم ؟
الاجابة : في سورة المائدة " 72 " : لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد . نحن لا نؤمن بأن الله ثالث ثلاثة ونحن لا نقول ذلك كما في سورة المائدة . نحن نقول ان الله واحد ونحارب من يقول ان الله ثلاثة . ومن أحسن التشبيهات التي أسوقها للثالوث والوحدانية الإنسان نفسه . فهو خلق على صورة الله فهو ذات انسانية واحدة لها عقل ولها روح الذات والعقل والروح يكونون انساناً واحداً وهم ذات انسانية واحدة . وكذلك الآب والابن والروح القدس ذات واحدة ولا يستطيع أحد أن يقول أن الله ليس له عقل أو ليس له روح . الله بعقله وروحه الله واحد وليس ثالث ثلاثة . تمام زي ما بنقول أن النار يتولد منها حرارة وينبعث منها نور . فالنار بنورها وحرارتها شيء واحد . وما يقال عن النار يقال عن الشمس
الله ذات الهية عاقلة حية فيها العقل والحياة والذات والعقل والحياة كائن واحد لا نفصل بينهم . الآب في الابن في الروح القدس . وما نقوله على هذا الذات الالهية العاقلة الحية انها الثالوث فهذا من باب التفاصيل وليس من باب الفصل
عقل الله " اللوغوس
واضح أن الروح القدس هو روح الله ولا مشكلة في ذلك . أما الكلمة " اللوغوس" فكيف أنه عقل الله ؟ العقل -- ويسمى أيضاً الكلمة -- كلاهما أحد معاني الأصل اليوناني " Logos " ففي الأصل اليوناني لإنجيل القديس يوحنا .في البدء كان ال Logos وال Logos . " كان عند الله " " يو 1 : 1 " . وكلمة " Logos لها في القاموس معان كثيرة : إحداها " Logos " اليونانية ومنها كلمة " Logic " بالأنجليزية . ولا يوجد فيها انفصال .وكما يقول المسيح في إنجيل يوحنا " أنا والآب واحد " " يو 10 : 20 " . الأبن يخرج من الآب دون أن ينفصل منه . يخرج منه ويظل فيه . ها تسأل ازاي ؟ ها أفهمك بهذا المثال ---
لما أنت بتفكر وتخرج من عقلك فكرة . وتروح لآذان الناس وهي لا تزال في عقلك فكرة . الفكرة ممكن تخرج من عقلك وتدخل في كتاب يوزع الكتاب في أمريكا ويقرأه كل الناس هناك . تبقى الفكرة خرجت منك ولكنها لا تزال فيك .
وكلمة ابن لازم نفهمها على معاني كثيرة -- كلمة ابن نقولها منسوبة للزمان والمكان فنقول مثلاً : " فلان " ذهب إلى الجيش وهو ابن عشرين سنة " زمان " . ونقول أبناء النيل -- أولاد بلدنا -- ولاد حتتنا -- أبناء مصر -- الخ --- وكلمة البنوة تطلق حتى في النواحي العقلية . فنحن نقول العقل يولد فكرة . ونقول : فلان لم ينطق ببنت شفة . وتوجد البنوة الروحية بين المدرس وتلاميذه عندما يناديهم : أبنائي الطلبة . ونقول في علم الطبيعة أن الحرارة تتولد من الاحتكاك . وفي الإنجيل يقول القديس يوحنا الحبيب :" يا أولادي أكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا ".
الابن سُمى أيضاً الحكمة في أمثال سليمان في العهد القديم " قبل تجسد المسيح " . وهو العقل والمعرفة . وقال الكتاب " مخبئاً فيه كل كنوز العلم والمعرفة "
التثليث والتوحيد
محاضرة أُخرى للبابا شنودة بتاريخ 11 ، 18 نوفمبر 1997
نحن موحدون بالله ، نؤمن بإله واحد ، لا غير ، وهذا الإيمان من العهد القديم منذ الوصايا العشر ، يقول الله في أولها :" أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر لا يكن لك ألهة أُخرى أمامي " " خر 20 ، وتث 5 " ، بمعنى لا إله غير الله وحده .
أيضاً في أشعياء النبي ، وبخاصة في إشعياء 43 يقول :" أنا هو --- قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون ، وآيات أُخرى في إشعياء 43 ، 44 ، 45 ، بل أكثر من هذا في رسالة معلمنا يعقوب يقول : " أنت تؤمن أن الله واحد . حسناً تفعل . والشياطين يؤمنون ويقشعرون ! " يع 2 : 19 " ، بمعنى حتى تعدد الآلهة مستوى لم تصل إليه الشياطين ، فالشياطين يؤمنون بإله واحد ولكنه إيمان عقلي ، وليس إيماناً عملياً فيؤمنون بإله واحد يقشعرون .
لماذا إله واحد ؟
على الأقل ، لكي لا يكون لله منافس ، من الذي يحكم العالم ؟ يحكمه هذا الإله أم هذا الإله ؟ ولو حكمه واحد منهم لم يصبح الآخر إلهاً ، ولو أن الآلهة قسموا السلطة بينهم لأصبح كل واحد منهم محدوداً بسلطة غيره أو سلطته هو محدودة ، والذي سلطته محدودة ليس بإله .
في الخلق مثلاً ، لو كان يوجد تعدد آلهة ، من الذي يخلق فيهم ؟ فالذي يخلق هو الإله والباقي ليسوا آلهة .
وفي القدرة ، لو يوجد أكثر من إله ، هل يوجد واحد قادر على كل شيء ؟ ولو قادر على كل شيء هل قادر على زميله ؟ ولو إنه قادر على زميله لأصبح المقدور عليه ليس إله ، ولو أن القدرة توزعت فيما بينهم ، أي يقدر على الكل ما عدا واحد ، لأصبح محدوداً في قدرته . بهذا منطقياً تعدد الآلهة غير مقبول ، ولا يتفق مع صفة غير محدودة بالنسبة لله كما سبق وقلنا .
حتى في الدينونة أيضاً ، من الذي سيدين العالم كله ؟ واحد منهم أم جميعهم ، ليسوا مثل محكمة الجنايات ، رئيس المحكمة وعضو شمال وعضو يمين ، وطبعاً الرئيس سلطته أكبر . لكن هذا غير معقول ، لا من جهة الخلق ولا من جهة الدينونة ولا من جهة القدرة --- إلى آخره .
العبادات الوثنية التي تؤمن بتعدد آلهة ، كانوا يعتقدون بأن كل صفة من صفات الله يوجدوا لها إله خاص ، فمثلاً فينوس إلهة الجمال ، هي وحدها ، ومارس إله الحرب ، يعني كل صفة لها إله مخصوص .
علاقة التثليث والتوحيد
التثليث لا ينفي التوحيد والتوحيد لا ينفي التثليث . التثليث بالضبط معناه ، الدخول في تفاصيل الذات الإلهية ، إنه يوجد إله واحد ، الذات هي الآب والعقل هو الابن ، والروح هو الروح القدس .
لاشك أن الله عاقل وحي --- وعندما نتكلم عن التفاصيل ، فالابن هو أقوم العقل في الثالوث القدوس ، الابن هو الكلمة كما ورد في إنجيل يوحنا : " في البدء كان الكلمة " . كلمة " الكلمة " تُرجمت كلمة " ترجمة غير دقيقة من القديس جيروم ، ترجمها باللاتيني " فيربوم " ، وهي في اللاتيني تعني " كلمة " . وحتى في الفرنسية : " Le Verbe" " لي فيرب " وتعني " الفعل " وليس " الكلمة " . المهم إن الكلمة باللغة اليونانية هي " لوجوس " ، والكلمة اللوجوس لها معان كثيرة جداً ، يوجد عندي فهرس للكتاب المقدس ، اسمه :
" The Analytical Concordance to the Bible “
كلمة Analytical يعني تحليلي ، وكلمة Concordance يعني فهرس الكتاب ، في آخر هذا الكتاب كلمة " لوجوس " وضع لها 15 معنى . والكلمة " لوجوس " من الفعل " ليجو " يعني ينطق ، ليس بمعنى النطق pronounce to ، وإنما من المنطق الذي هو Logic ، وال logic هو النطق العاقل ، وليس مجرد نطق عادي ، لأنه ممكن أحد يتكلم فيقولون عنه : " سكت دهراً ونطق كُفراً ، يتكلم ويغلط في الكلام . لكن اللوجوس يعني النطق العاقل من هنا كانت ترجمة اللوجوس ، الله اللوجوس ، " العقل الناطق أو النطق العاقل " ، يعني " في البدء كان نطق الله العاقل وكان عقل الله الناطق ، هذا كان في البدء عند الله " ، يعني الذات الإلهية كان فيها هذا العقل الناطق ، وهذا كان هو الله ، اللوجوس كانن الله .
يقول سيدنا مر عليه أوقات حينما أصلي إنجيل صلاة باكر أقول : " في البدء كان اللوجوس واللوجوس كان عند الله وكان الله اللوجوس ، هذا كان في البدء عند الله ، كل شيء به كان ، وبغيره لم يكن شيء مما كان " .
ماذا يعني كُل شيء به كان ؟
يعني أن كل شيء كان بعقل الله ، كل شيء كان ينطق الله العاقل ، نطق الله العاقل قال الله : " ليكن نور ، فكان نور " ، بالنطق العاقل ، أو بالعقل الناطق --- لهذا عندما نقول عملية الخلق ، هل تمت بواسطة الآب أم بواسطة الأبن ؟ عبارة في البدء خلق الله السموات والأرض " ، من الذي خلق ؟ الله الآب أم الابن ؟ الآب خُلق بواسطة الابن ، يعني الله خُلق بواسطة عقله ونطقه ، عشان كدة بنقول : " كل شيء به كان " ، به --- بالباء ، به يعني بعقل الله ، يعني الله خلق بالابن ، بعقله ، في عبرانيين نقول : " هذا الذي به خُلقت العالمين " ، يعني خُلقت بهذا العقل ، خُلقت بهذا النطق العالمين ، الآب خلق العالم بالابن ، خلق العالم بنطقه ، خلق العالم بعقله ، خلق العالم بعقله الناطق ، بنطقه العاقل .
الله وعقله شيء واحد ، هذه العبارة قُلتها كثيراً وحفظوها التلاميذ في السنوات الماضية . عندما أقول :" أنت حليت مسألة أو حليت مشكلة ، حليتها بعقلك ، فأنت اللي حليتها ولا عقلك ؟ أنت حليتها وعقلها حلها وأنت حليتها بعقلك وأنت وعقلك كيان واحد " ، فالله خلق العالم ، وخلقه وعقله وخلقه بنطقه وهو وعقله كياناً واحد ، لهذا نجد آية واضحة فيقول عن المسيح : في المسيح قوة الله وحكمة الله " " 1 كو 1 : 24 " .
ولذلك الابن يُسمى أقنوم الحكمة وفي سفر الأمثال آيات كثيرة عن الابن اسمه الحكمة ، وفي كولوسي يقول عن المسيح : " المُدخر فيه جميع كُنوز الحكمة ." أو " كل كنوز الحكمة والمعرفة " " كو 2 : 3 " ، والمعرفة تترجم بالانجليزية Knowledge ، فهو أقنوم الحكمة وهو أقنوم المعرفة وهو أقنوم العقل في الذات الإلهية .