-->
U3F1ZWV6ZTE1NzcxOTkyODE1X0FjdGl2YXRpb24xNzg2NzQ5MjAxODU=
recent
أخبار ساخنة

رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر

  هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر 

وحي من جهة مصر 


"هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة وقادم إلى مصر من وجهه " 

"اش 19 : 1 "

من هى السحابة الخفيفة إلا مريم العذراء ، كما جاء بثيؤطوكية يوم الأربعاء "أنت هى السحابة الخفيفة ---- القطعة الثالثة " 

بداية الرحلة إلى مصر

من بيت لحم 

 

في نصف الليل بينما كان الناس يغطون في نومهم وإذ بيوسف النجار البار يجد نفسه مرة ثانية وجهاً لوجه أمام الملاك الذي سبق أن ظهر له في الناصرة ليطمئنه بالميلاد البتولي " مت 1 : 20 " ، أما هذه المرة فقد ظهر له ليعطيه تعليمات جديدة تخص سلامة الطفل قائلاً : قم وخذ الصبي وأمه وأهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مُزمع أن يطلب الصبي ليهلكه " " مت 2 : 13 " . وذلك لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : من مصر دعوت ابني . 

لقد تباركت أرض مصر منذ قديم الأزمان بمجيء الأباء البطاركة القديسين إليها ومن أهمهم أبونا إبراهيم ويعقوب ويوسف وارميا ، وفيها ترعرع موسى النبي رئيس الأنبياء وتهذب بحكمة المصريين ، وفي أرض جاسان بمصر عاش شعب بني إسرائيل . أما مجيء العائلة المقدسة وتشريف رب المجد يسوع لبلادنا المصرية فهو قمة الأمجاد . وقد سارت العائلة المقدسة في البلاد من أقصاها إلى أقصاها راسمة شبه صليب كبير على مصر لكي تحطم الوثنية بأصنامها وتغرس غرساً روحياً مباركاً يدوم إلى الزمن ، ولكي تحمل الصليب مع المصلوب . 

وفي مفاجأة علمية وتاريخية نشرت جامعة كولون بألمانيا لأول مرة بردية أثرية ترجع إلى القرن الرابع الميلادي ، تتحدث عن فترة وجود السيد المسيح والعائلة المقدسة في مصر ، مؤكدة أن طفولة السيد المسيح في مصر استمرت ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً . والبردية التاريخية مكتوبة باللهجة القبطية الفيومية طولها 31.5 سم وعرضها 8.4 سم . وقال عالم القبطيات الدكتور جودت جبرة أن هذه البردية تشكل أهمية علمية وتاريخية كبيرة .

وأيضاً أضافت عالمة الأثار جيزا شنكل ابنة عالم القبطيات الألماني الكبير شنكل نشرت هذه البردية الموجودة في إحدى مكتبات كولون ، وقالت إن البردية تؤكد أن البركة حلت بمصر وأن شهر بشنس هو أكثر شهور السنة بركة ولذلك نجد الكنيسة القبطية تحتفل في اليوم الرابع والعشرين منه " يوافق 1 يونية " كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر . 

وذلك لأن : 

لماذا هرب السيد المسيح إلى مصر 

بعد ولادة يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك ، أذا مجوس من المشرق جاءوا إلى أورشليم قائلين اين هو المولود ملك اليهود . فأننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له " متى 2 : 1 -- 3 " . 

عندما قدم المجوس إلى يسوع قدموا له هداياهم ، باكرام لائق به . وكان يجلس على عرش فلسطين في ذلك الوقت هيرودس الملك ، فلما علم بأمر المجوس وبالمولود الذي يقولون إنه سيكون ملك اليهود . اضطرب هيرودس الملك وجميع أورشليم معه فقد خاف على عرشه . فجمع " هيرودس " كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم اين يولد المسيح . فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي . وأنت يابيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا . لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل " لو 2 : 3 -- 6 " . حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ثم ارسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فأخبروني لكي آتي أنا أيضاً واسجد له . فلما سمعوا من الملك ذهبوا واذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي . فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً . وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه . فخروا وسجدوا له . ثم أوحى الله إلى المجوس ألا يعودوا إلى هيرودس فانصرفوا من طريق آخر إلى بلادهم . 

وبعد أن غادر المجوس أورشليم اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه . لأن هيرودس الملك قد ظن أن المسيح ملكاً أرضياً ينازعه مملكته ، وغضب جدا عندما طال إنتظاره بعودة المجوس اليه كما أتفق معهم ودبر حيلة شديدة الحبكة للتخلص من المسيح وليس من المسيح فقط بل من جميع أطفال بيت لحم وكل تخومها أخذاً كل الاحتياطات ليضمن قتل المسيح من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس ، فأصدر أمره الوحشي للتخلص منه فقتل الأطفال في مذبحة بيت لحم  وفي كل نواحيها ،ظاناً أن المسيح من بينهم . الذي تصور أن الصبي سيزاحمه في ملكه ، وذلك لأنه لم يكن يعرفه بالتحديد .وكان عدد الأطفال الذين قتلوا عدة آلاف وقيل انهم بلغوا مائة واربعة واربعين الفاً ، وهنا نسأل لماذا سمح الرب بسبب ميلاده أن يموت هؤلاء وهو ملك السلام ؟ فبسبب ذلك أصبح هؤلاء الأطفال أول الشهداء في تاريخ المسيحية  وأيضاً مثلوا الكنيسة أو بمعنى آخر هم باكورة الكنيسة المنتصرة لأنهم عبروا إلى السماء " معمودية الدم ". وبهذه المذبحة تمت نبؤءة ارميا النبي  القائل : " صوت سُمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير ، راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين " . وذلك لأن قبر راحيل زوجة يعقوب كان بالقرب من بيت لحم .وذلك لأن أغلب أمهات كثير من الأطفال المذبوحين من سلالتها .  هذا تم في اليوم الثالث من شهر طوبة المُبارك الموافق السنة الثانية لميلاد الرب يسوع . 

ولهروب السيد المسيح إلى مصر 

بعض الأمور : 

أولا : 

لكي يتحقق بر القديس يوسف لانه كان باراً فيجب علية أن يتحمل الآلام ---- وهي تعلمنا أن حياة الإنسان حلقة من الأفراج والضيقات . 

فنجد لما شك القديس يوسف في العذراء الحبلى أظهر له الرب ملاك ففرح ، ولما ولد السيد فرح ، ولكن لما ثار هيرودس بسبب تجاهل المجوس تحمل الآلام وهرب إلى مصر--- 

ثانياً :

لكي يؤكد حقيقة تجسده : " لإنه إذا أظهر عجائب منذ طفولته المبكرة لما حسب إنساناً " ولكن كان بالفعل يوجد عديد من العجائب الضرورية حسب المواقف . وسوف نذكرها في حينها . 

 ثالثاً: 

لكي يعلمنا مبدأ هام هو الهروب من الشر " لأن النار لا تطفيء بالنار بل بالماء " وأيضاً الإتضاع . 

رابعاً :

يقول يوحنا ذهبي الفم : 

مصر وبابل في كل الإنجيل رمز للوثنية والشر ففرعون مصر للترف ومحبة العالم . ولكن بميلاد الرب أرسل لبابل المجوس أما مصر فباركها بنفسه ----- فتحولت اللعنة إلى بركة وتخزن بها النعم مثلما خزن بها يوسف القمح . مصر كانت ملجأ لكثير من القديسين فلجأ إليها إبراهيم هرباً من المجاعة " تك 10 : 12-- 20 " . وبنو يعقوب لطلب القمح . وهرب إليها يربعام الإفريمي طلباً للسلام فيها من وجه سليمان الملك --- إذ قال الوحي " من مصر دعوت ابني " " هو 1 : 11 " " مبارك شعبي مصر " " اش 19 " 

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم " هذه البركة تظهر في كيف صارت أرض مصر فردوساً ومنها خرج الشهداء والحركات الرهبانية وسكن فيها وفي بريتها الناسك --- 

خامساً : 

الهروب فيه صورة مسبقة للصليب : فإذا حل السيد المسيح بمصر هربت الشياطين وانهدمت الأوثان وحلت النعم فهي تذكار أو صورة مسبقة لدحر الشيطان في معركة الصليب ------- 

وهنا من بيت لحم : 

عندما سمع يوسف كلام الملاك وأطاع الرؤيا " فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر " " مت 2 : 14 " ، وهنا بدأت الرحلة المقدسة سبق تنبأ إشعياء النبي بهذه الزيارة التي باركت أرض مصر فقال : " ---- هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر ، فترتجف أوثان مصر من وجهه ، ويذوب قلب مصر داخلها " " إش 19 : 1 " 

وهذه إشارة واضحة إلى مجيء الطفل الإلهي يسوع إلى مصر ، ليصنع صلحاً معها بعدما أصابها من الضربات العشر بسبب غرور فرعون وقساوته ، وبسبب عبادة الأوثان ، لم يصنع الرب مصالحة معها فقط بل باركها . كما جاء في إش " مبارك شعبي مصر " " إش 19 : 25 " 


التي فيها تباركت أرض مصر وتمت نبوءة اشعياء القائل " مُبارك شعبي مصر " " اش 19 : 25 " ، وبسرعة غادرت القافلة الصغيرة بيت لحم في جنح الظلام أي في النصف الثاني من نفس الليلة ، خرج يوسف كأمر الملاك ، وخرجت معه سيدة الكل تمتطى حماراً وتحمل على ذراعيها الرب يسوع ، ويوسف بجانبهما يمسك بمقود الحمار ، وقد أجمعت كل التقاليد الشرقية والغربية على أن مريم العذراء ركبت حماراً . وسار يوسف إلى جانب الحمار ممسكاً بمقوده حسب المتبع عادة في الشرق . 

وهنا مصادر تاريخية ومنها كتاب سياحة أنطونيوس وكتاب سياحة بيوتنجر على أن هناك ثلاثة طرق على الأقل يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر . لكن مصادرنا الكنسية ، ومنها ميمر البابا ثيئوفيلوس ، الثالث والعشرين من باباوات الأسكندرية " 384-- 412 " م ، ومنها السنكسار القبطي تحت اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس ، وكتب أخرى ، تقودنا إلى الأعتقاد بأن العائلة المقدسة سلكت طريقاً آخر خاصاً بها يختلف عن الطرق الثلاثة المعروفة في ذلك الزمان . 

ونعتقد أنه كان لابد للعائلة المقدسة وهى هاربة من شر هيرودس أن لابد تسلك نفس الطريق المعروف ، وإنما قادها الرب وملاكه إلى طريق جديد هو الطريق الذي ذكره السنكسار القبطي أخذاً عن رؤيا البابا ثيئوفيلوس التي سجلها في ميمره المعروف ، هذه الرؤيا التي ظهرت فيها السيدة العذراء للبابا وروت له بناء على طلبه تفاصيل الرحلة المباركة من فلسطين إلى مصر والعكس . 

رحلة شاقة 

كان من الطبيعي ألا تلجأ العائلة المقدسة في هذا الرحيل الشائك لطريق مطروق بل بعيداً عن الظهور تلافياً لعيون الاتباع والأعداء . فسارت مسافة 18 كم حتى وصلت إلى بلدة فارس Faras . وفي بلدة فارس سمعوا بأنباء مذبحة أطفال بيت لحم فأصروا على الرحيل ولكن كانت أبواب المدينة مغلقة والحراس واقفون فالتمس القديس يوسف الإذن بالخروج من المدينة ولكن الحراس اعتذروا لعدم وجود مفاتيح معهم وطلبوا إمهالهم إلى الصباح لحين حضور رئيسهم ، ولما أنتصف الليل واشتدت البرودة دخل الحراس إلى غرفهم يلتمسون الدفء وبقيت العائلة المقدسة بجانب الأبواب . 

فوضعت سيدة الكل --- الأم العذراء يدي طفلها الإلهي على الأقفال فانفتحت في الحال وخرجوا من المدينة وعادت الأبواب كما كانت . فتنبه الحراس لما حدث وحاولوا فتح الأقفال فلم يفلحوا . فتيقنوا أن هذا  الطفل ليس طفلاً عادياً . ثم اسرعت العائلة المقدسة بالسير حتى بلدة " بئر سبع " 

بئر سبع هي كلمة عبرية معناها " بئر السبعة " أو بئر القسم " دًعيت هكذا بسبب إعطاء إبراهيم سبع نعاج لأبيمالك شهادة على حفرة إياها " تك 21 : 31 " وهناك مكث إبراهيم مدة طويلة " تك 21 : 33 " . ومن بعده رجع إسحق إلى نفس الموضع وجدد البئر " تك 26 : 25 " وأطلق اسم البئر على المدينة التي نشأت حولها " تك 26 : 33 " . وهي تبعد عن حبرون نحو ثمانية وعشرين ميلاً إلى الجهة الجنوبية . 

أرادت العائلة المقدسة أن تستريح قليلاً فلجأت إلى كهف ، وبينما هم مزمعين الدخول فيه إذ أسد ولبؤة قد اندفعا من الداخل يريدان الفتك بهم إلا أن الطفل يسوع تطلع إلى الوحشين وإذا بالوحشين قد ابتعدا قليلاً عن مدخل الكهف وأظهرا علامة خضوعهما ووقفا للحراسة على باب الكهف وقد أنبع الله عين ماء فاستقوا منها وملأوا قربهم ، ونحو المساء انصرفوا من المكان وقد ودعتهم الوحوش بخضوع كحيوانات أليفة برؤوس منحية

ثم سارت العائلة المقدسة 83 كم أخرى حتى وصلوا إلى بلدة عوجة الخفير وبعد أن تركوا عوجة الخفير سطا عليهم إثنان من اللصوص قطاع الطرق وطلبا منهم أن يقدموا ما لديهم من مال ومتاع ولكنهم لم يجدا معهم شيئاً سوى بعض الملابس البالية وفتات من الخبز الجاف . وبعد أن أخذها أحد اللصين أعادها زميله إليهم شفقة منه عليهم وعرض عليهم أن يرافقهم للحماية والمساعدة فشكرته العائلة المقدسة وطلبت منه أن يعود إلى رفيقه إلا أنه أصر على مصلحتهم ، وفي الطريق تطلع اللص إلى الطفل فشاهد العرق يتصبب من جبين الطفل بينما تحيط به هالة من النور الفائق ، فاستأذن السيدة العذراء أن يمسح العرق من على جبين الطفل الإلهي فسمحت له فأخذ يمسح العرق ويعصر المنديل في زجاجة صغيرة حتى إمتلأت الزجاجة ، وكانت رائحته أفضل من رائحة الأطياب . وعند الحدود المصرية قرب الفرما أستأذن اللص العائلة المقدسة عائداً إلى حيث كان . ويُقال أن هذا اللص هو اللص اليمين وأن العرق الذي جمعه في الزجاجة هو الطيب الذي إشترته المرأة التي سكبته على رأس المسيح قبل آلامه وصلبه بيومين 

" مت 26 : 12

مسيرة العائلة المقدسة 

هذه اسماء الأماكن التي ذهبت إليها العائلة المقدسة 

الفرما 

تل بسطا 

مسطرد

بلبيس

منية جناح

سمنود

البرلس

سخا 

وادي النطرون أى وادي الملح

القناطر 

المطرية 

حارة زويلة 

بابليون 

المعادي

البهنسا

جبل الطير 

بير السحابة في انصنا 

الأشمونين 

ديروط أم نخلة " ديروط إشمون " 

دير أبو حنس 

كوم ماريا 

ديروط 

القوصية 

مير أي شاطىء أو جرف أو دميرة 

قسقام " الدير المحرق " 

خرجت العائلة المقدسة من بيت لحم متوجهة إلى مدينة أريحا ومنها إلى غزة فالعريش . 

الزرانيق : 

وهى تقع قرب مدينة العريش بحوالي 37 كم . بها الآن أثار كنيسة قديمة وصهاريج كانت تستخدم في تخزين المياة في فصل الشتاء . 


الفرما : 

مدينة قديمة تقع على مدخل مصر الشرقي ، شمال غرب قرية بالوظة على البحر المتوسط ، عرفت بعدة أسماء : 

بيلوزيوم : نسبة إلى فرع النيل البيلوزي ، والذي يشغله الآن جزء من ترعة مويس ، وكان هذا الفرع يصب في البحر عند هذه المدينة . 

برامن : أي مدينة الإله آمون ، الذي كان فرع النيل يسمى باسمه في العصر الفرعوني . 

برما : اسمها في العصر القبطي . 

الفرما : اسمها في العصر الإسلامي مشتقاً من الإسم القبطي . 

ويقول الراهب أبيفانيوس في القرن التاسع عشر في كتابه 

Narrationes Epiphanii in Symmichis Allatii 

أن العائلة المقدسة توقفت خارج بلدة الفرما بالقرب من خرائب البيلوزيوم . 

ويقول الراهب برنار كما جاء في كتابه 

Itinerarium Bernardi monachi 

أنه في سنة 870 م رأى في الفرما كنيسة مكرسة باسم القديسة مريم العذراء تذكاراً لمرور العائلة المقدسة بالفرما .

وتوجد اكتشافات أثرية حديثة سنة 1997 من القرن الثالث الميلادي لمجمع الكنائس وحمامات ومدافن بالمنطقة يطلق عليها الآن مسرح الكنائس . ووجود الحمامات يشير إلى وجود بئر ماء تبارك بالعائلة المقدسة ولذا كان الناس يأخذون من ماءه للاستشفاء . 


تل بسطة : " أو بوبسطة " 

نسبة إلى الإلهة باسنت " القطة السوداء " وهى تقع الآن قرب الزقازيق على نحو 2 كم  ، على بعد 100 كم من القاهرة . وهى أنقاض مدينة قديمة ، كانت تسمى بوبستيس --- أنشأها ملوك الأسرة 22 ، وعلى مقربة منها كانت توجد مدينة أواريس عاصمة الهكسوس . من آثارها معبد قديم للإلهة باستت . 

إعتبرتها الكنيسة أول محطة للرحلة بمصر تسمى بسطة أو بوبسطة ، وهى تبعد 2 كم من الزقازيق ، وكان وصولهم في 24 بشنس هو الشهر التاسع من الشهور القبطية التي تبدأ بتوت -- بابي -- هاتور -- كيهك -- طوبى -- أمشير -- برمهات -- برمودة -- بشنس -- بؤونى -- أبيب -- مسرى -- الشهر الصغير  لذلك تعيد الكنيسة بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر في هذا اليوم . فاستراحوا تحت شجرة واستظلوا تحتها أياماً ، وعطش الطفل ولم يكن هناك ماء في المكان ومضت العذراء تسأل أهل المدينة أن يعطوها ماء ولكنهم كانوا قساة القلوب فلم يجيبوها ، فعادت تبكي فلما رآها المسيح له المجد تبكي مد يده ومسح دموعها ورسم باصبعه دائرة على الأرض وفي الحال تفجر نبع ماء صافياً وحلواً من وسط الدائرة فكانوا يستقون منها ، وبارك الرب يسوع هذا الماء وصارت له قوة للشفاء من الأمراض المختلفة . 


وعندما اشتد إحتياجهم إلى الطعام رفض أهل المدينة أن يعطوهم شيئاً إلا أن رجلاً تقياً إسمه قلوم أو كلوم أو إكلوم " وتفسير اسمه إكليل أو تاج وهو يرادف الاسم اليوناني إستفانوس " . استضافهم عنده ، وكانت زوجته مريضة طريحة الفراش فعند دخولهم إليها ناداها الرب يسوع باسمها قائلاً قومي أجلسي معنا ، وفي الصباح التالي أرادوا الرحيل ولكن إكلوم وزوجته طلبا منهم البقاء معهم بضعة أيام . 


وذات يوم أخذت زوجة إكلوم القديسة العذراء والطفل يسوع ابن الله لتريهم " معبد تل بسطة الفرعوني الذي في المدينة وتماثيله الفخمة  الخاصة بتماثيل الإلهة باستت، وعند دخولهم سقطت كل الأوثان التي كان الناس يعبدونها في بسطة وفزع الكهنة وأرادوا أن يمسكوا العائلة المقدسة ، فأسرعت العذراء ومعها زوجة إكلوم إلى المنزل خوفاً من أن يراهم أحد ولكن الخبر كان قد أنتشر ، ولكن الرجل المحب لله المدعو إكلوم أخبرهم بذلك وأخرجهم من المدينة سراً . فباركه الرب يسوع ثم تركوا المكان وساروا نحو مسطرد . 




مسطرد " المحمة " 

مسطرد " قديماً وحديثاً " 

ورد في كشف الأسقفيات القديمة وفي جغرافية اميلو " أنطر القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1942 م والقاموس الجغرافي للقاهرة ، مطبعة دار الكتب المصرية ج 1 سنة 1945 -- 1955 م " . 

أن الأسم الروماني والقبطي لمسطرد هو تيموني سورات . Timoni Sorat 

ومسطرد هي إحدى القرى المصرية القديمة وأسمها الأصلي كما ترجم إلى العربية . 

" منية سرت " أو " منية سرد " كما هو مكتوب على حامل الأيقونات الأوسط والذي يرجع إلى سنة 1000 للشهداء " حوالي 1283 م " . وفي كتب التقليد الكنسي " منية صرد " بتحريف حرف " ال س " إلى " ص " ، وفي العهد العثماني حُرف إلى " مسطرد" . وقد دون هذا الاسم -- مسطرد -- للمرة الأولى ، كما وصل إلينا ، سنة 1228 هجرية " حوالي 1807 م " . وتقع مسطرد في مدينة شبرا الخيمة " ثان " عند مدخل القاهرة القليوبية من جهة المطرية على طريق مصر -- بلبيس -- الإسماعيلية الزراعي ويعتبر بوابة القاهرة الشرقية وبها يوجد كوبرى مسطرد الذى انشىء سنة 1936 في مناسبة معاهدة 1936 لذلك دعى بكوبرى المعاهدة والذي تحول الان إلى كوبري علوي . ويقع على أرضها معامل تكرير البترول الشهيرة بمصانع بترول مسطرد وتقع جغرافيا على ضفتى ترعة الاسماعيلية . قسم ثاني شبرا الخيمة ، محافظة القليوبية ، وفي نطاق القاهرة الكبرى حيث يواجهها في الضفة الأخرى مصانع البترول الشهيرة وكانت مسطرد تقع غي العهد العثماني كما يذكر مؤرخوا هذا العهد . ثم صارت تابعة لكرسي الجيزة والقليوبية ، ثم كرسي القليوبية ، ثم صارت تابعة لقداسة البابا مباشرة وانضمت إلى البطريركية بالقاهرة في أواخر السبعينات . في عهد قداسة البابا شنودة الثالث ، ويشرف عليها روحيا ويتابع أنشطتها ، من قبل قداسة البابا ، نيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها . 

المحمة " هى الآن مسطرد " وتبتعد عن وسط القاهرة بحوالي 10 كم . وكلمة المحمة تعنى مكان الاستحمام وكلمة " المحمة " من الفعل العربي " حم " بفتح الحاء والميم وهى كلمة عربية ، وتشديد الميم يقال " حم الماء " أي سخنة بتشديد الحاء ومنه استحم أي أغتسل بالماء ، والمحمة هى مكان الاستحمام وسمي المكان والبلدة التي يقع فيها ، ويرجع سبب تسميتها بهذا الإسم إلى أن العائلة المقدسة وهى في طريق عودتها إلى فلسطين ، مرت مرة ثانية بهذا المكان ، حيث أنبع الرب يسوع عين ماء ، ما تزال المياة تتدفق منها حتى الان ، ومن ماء هذا العين " قامت العذراء " باستحمام الطفل الإلهي وغسل ملابسه في هذه البئر المقدسة الموجودة فيه ويعرف المكان ب " Pinanayokem epsokim " أي مكان الاستحمام وهو نفس مدلول الكلمة العربية " المحمة "  ، وهذا مذكور في مصادرنا الكنسية أن العائلة المقدسة عندما دخلت بلدة بسطا أو بوبسطا ظهراً ، واستظلوا هناك بظل شجرة ليستريحوا ، وعطش الطفل الإلهي فمضت العذراء تسأل أهالي المدينة شيئاً من الماء . فرفض الأهالي جميعاً أن يعطوها ماء للصبي . فتألمت وصارت تبكي . ولما رآها يسوع تبكي مسح بيديه الصغيرتين دموعها ثم رسم بأصبعه دائرة على الأرض ، ففي الحال تفجر نبع ماء حلو كالعسل وأبيض كالثلج ، فباركه المسيح وقال : كل من يأتي ويستحم في ماء هذا البئر في مثل هذا اليوم من كل عام يشفى من جميع أمراضه ، وليكن لعون وصحة وشفاء نفوس الذين يشربون منه وأجسادهم . أنظر ميمر البابا ثيئوفيلس ال23 مخطوط رقم 9/14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق عن العذراء مريم عن المخطوطات الأثيوبية 


 . في هذه المنطقة بنيت في ذلك المكان كنيسة باسم السيدة العذراء في سنة " 1185 م  سنة 901 للشهداء " فوق كنيسة قديمة وتعيد لها الكنيسة في اليوم الثامن من شهر بؤونى بعيد تنشينها . أي انها ترجع للقرن الثاني عشر الميلادي . ويقول لنا التقليد ، كما جاء في كتاب " تاريخ الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر لأبي المكارم ، الجزء الأول ، الوجه البحري والقاهرة " : وكانت هذه البيعة قد تهدمت وجددها أولاد سلسيل وكرزها أنبا غبريال أسقف أشمون ومعه جماعة أساقفة وكان تكريزها في 8 بؤونة سنة 901 للشهداء الأبرار . 

ويقال انه كان من تقليد الأباء البطاركة أن يقيم البابا البطريرك بها قداس يوم 21 طوبة سنوياً ، وهو عيد نياحة السيدة العذراء وقد جاء ذكر هذه الكتب الكنسية في العديد ، السنكسار والدفنار والأبصلمودية المقدسة إلى جانب كتب التاريخ الكنسي ، ومن هذا نعرف انه كان للكنيسة مكانتها العظيمة بين الكنائس القديمة على مر العصور . 



وتقرأ فيه قراءات 24 يشنس أى قراءات عيد دخولها السيد المسيح مصر . وقد ذكرها حزقيال النبي باسم فيبستة " حز 30 : 17 " . 


كنيسة " المحمة " في الطقس الكنسي : 

لكنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد " المحمة " وضعاً خاصاً في كتب الطقس الكنسي لم تحظى به كنيسة أخرى بمصر ، فقد جاء ذكرها في السنكسار والدفنار وكتب التسابيح والمدائح والميامر ، 


بلبيس : 

وهى من المدن القديمة " بربيس " . كانت جزءاً من أرض جاسان " جوش " التي سكنها العبرانيون ، هى نفسها " غاسان " التي سكنها   يعقوب أب الآباء عندما حضر إلى مصر عند ابنه يوسف " تك 46 " . وهى الآن أحد مراكز محافظة الشرقية ، وهى تبعد عن القاهرة حوالي 55 كم ، وهى كانت تقع على الطريق بين فلسطين ومدينة عين شمس . وقد استراحت العائلة المقدسة في هذا المكان تحت ظل شجرة بعدما تعبوا من السفر . ويروي التقليد المحلي  أن العائلة المقدسة بقيت عدة أيام تحت هذه الشجرة الكبيرة . وهذه الشجرة عمرت طويلاً وعرفت باسم شجرة العذراء مريم . ويجلها المسيحيون والمسلمون على السواء . ويدفن المسلمون من حولها أمواتهم الأعزاء تبركاً بهذه الشجرة ، واحتراماً للمكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة . 

وعندما زارها نابليون في حملته على مصر " 1798 -- 1801 م " وأراد قطعها وإرسالها إلى فرنسا ، وعندما ضرب أحد رجاله جذع الشجرة بمعولة ، نزفت منها دماء غزيرة ، فتركها نابليون ، بعد ما إرتعب العسكر ولم يجرؤوا بعد ذلك على أن يلمسوها . وفي هذه البقعة جامع عثمان بن الحارس الأنصاري ، في وسط المدينة ، عند ملتقى شارع الأنصارى بشارع البغدادي ، تذكاراً لزيارة العائلة المقدسة لمدينة بلبيس . 

العائلة المقدسة ، عندما تزاحم عليها أهل بلبيس حينما علموا ببركات الطفل العبراني ، كما كانوا يطلقون علية . خشيت العذراء ويوسف النجار ، أن يصل الخبر إلى حاكم مدينة تل بسطا ، فانسحبوا مبتعدين عن بلبيس متجهين نحو الشمال الغربي في طريقهم إلى مدينة جناح .


ميت جناح 

" مدينة سمنود " 

وانتقلت العائلة المقدسة من بلبيس إلى منية جناح وحة منية سمنود حالياً مركز ميت غمر مارة ببلدة دقادوس ، وكلمة دقادوس معناها والدة الإله ، ثم عبروا النيل فرع دمياط إلى سمنود . 

سمنود 

سمنود اسمها المصري القديم " ذب نثر " أي هيكل الله . وبالقبطية " جمنوتي " وباليونانية Sebennytos 

وصارت كرسيا لاسقفية قبطية . وقد عثر فعلاً على مخطوطات أثرية وإيقونات قديمة ترجع إلى قرون سابقة على إنشاء الكنيسة الحالية التي باسم أبانوب ، وقد ذكر على بعض المخطوطات أنها وقف على بيعة الست السيدة مريم العذراء الطاهرة البكر البتول الثابت أساسها بناحية سمنود " جريدة وطني في عددها الصادر بتاريخ 5 مارس سنة 1967 -- 26 أمشير سنة 1683 

هى الآن إحدى القرى التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية . تبعد عن القاهرة بحوالي 100 كم ، ويقترب موقعها من نهر النيل " فرع دمياط حالياً " . وكالمعتاد جلسوا تحت شجرة واستراحوا وشربوا من ماء النيل العذب ، الذي يشبه ماء نهر الأردن  . وهى محط كثير من الزوار . وبها الآن الماجور الذي عجنت فيه العذراء وأيضاً بئر ماء باركه الرب يسوع المسيح . ثم بلغوا مدينة سمنود في الضفة الغربية بعدما عبروا نهر النيل . وهى مدينة قديمة ترجع إلى عصر الفراعنة . وهى الآن أحد مراكز محافظة الغربية . وقد رحب بهم أهلها بفرح فباركهم السيد المسيح . وقال لوالدته سيكون في هذا المكان بيعة باسمك واسمي " وهناك تقليد محلى في سمنود يروى أن الكنيسة الحالية المكرسة باسم أبانوب والتي ترجع إلى نحو مائة عام تقريباً ، بنيت على انقاض كنيسة قديمة باسم العذراء مريم ، وهذه بدورها كانت مبنية على نفس البقعة التي أقامت فيها العائلة المقدسة.

ومن هناك ساروا غرباً نحو منطقة البرلس . 


البرلس 

عند قرية " شجرة التين " وقفت السيدة العذراء وطلبت خبزاً للطفل لكنهم رفضوا ، والمنطقة حالياً جرداء لا نبات فيها ولا حياة ، ثم واصلوا سيرهم غرباً حتى مدينة 


NameEmailMessage